لكيْ لا ننسى أبدا، همْ الشهداءُ المؤمنونَ، أبناءُ الثورةِ الإسلاميةِ بكلِ أرجائها، وأشكالها، الصابرينَ المحتسبينَ عندَ اللهِ، الذينَ ضحوا بالغالي والنفيسِ ؛ منْ أجلِ بلدانهمْ ، وانْ تبقى رايةً ( أنَ لا إلهَ إلا اللهُ محمدا رسولِ اللهِ ) خفاقةً ومدويةً في عنانِ السماءِ ، بالحقِ الساطعِ، وبينةُ كاملةٌ لا لبسَ فيها للعالمينَ، ولنقفَ متأملينَ أيها السادةُ لهذا المنظرِ الجليِ والقدسيِ المباركِ ، ونحنُ نستحضرُ تلكَ الأرواحِ الطاهرةِ ، بتسمياتها وشخوصها ، وعناوينها شتى ، وبلدانها التي باتتْ مدارسُ منيرة تضيءُ ركبَ رجالِ اللهِ ؛ فلا بدَ للمؤمنينَ الالتحاقَ بها ؛ حتى يفوزوا بالدارينِ ، كذلكَ هوَ مكانُ المؤمنينَ .
فلتحيا الحركاتِ الإسلاميةَ في كافةِ أصنافها القتاليةِ ، والتربويةَ والاجتماعيةِ ، في ربوعِ العالمِ الفسيحِ ؛ حتى تشرقَ شمسُ الحريةِ في بلداننا ، بعدُ أنْ كادتْ أنْ تتلاشى في بعضِ المناطقِ ، والبلدانُ ، ويا لا الأسفُ الشديدُ ، ونحنُ اليومَ نفتخرُ بالحركاتِ الإسلاميةِ المنتشرةِ في عمومِ المعمورةِ ، وهيَ تقارعُ الظلمَ والاستبدادَ .
يأيها العاقلِ المتبصرِ هونَ عليكَ وعليّ بالرفقِ الجميلِ ، فيكاد قلمي أنْ يقفزَ منْ بينِ أناملي ، وهوَ يقولُ الأمةَ التي تنجبُ كذا فطاحل لا تموتُ ، فبربكَ انظرْ أيدكَ اللهُ بروحِ منهُ ، ماذا ترى؟ قلما أبكم بيدٍ منْ يسطرُ هذهِ الكلماتِ ، وهوَ يعتزُ بهذهِ المقالةِ !
إنَ المؤمنينَ إخوةٌ هلموا بنا جميعا نتحدُ كبارا وصغارا ، نساءٌ وكهولاً ، وأنْ نؤمنَ باللهِ حقا، وقالَ تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} وإنْ نوحد اللهُ توحيدا صادقا أيماني ، ولا نشركُ معهُ إحدى؛ لكونهِ أكرمنا ، وأعزنا على سائرِ خلقهِ ، وأضاءتْ الأرضُ ، والسمواتُ بما رحبتْ ، ومخلوقاتها بنورِ محمدْ وإلهِ العروةِ الوثقى ، وأنهُ على خلقٍ عظيمٍ .
فلنفتخرُ ومنْ حقنا أنْ نفتخرَ بينُ الأممِ، وكائناتها، وفي أعالي السمواتِ، وساكنيها، بخاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ ، نورا على نورٍ، وأنهُ رحمةٌ للعالمينَ، بمحمدْ وآلَ محمدْ العروةَ الوثقى ، وقالَ تعالى ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
هؤلاءِ همْ رجالُ العراقِ أيها السادةُ، وقال تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
أيها المتبصرِ العزيزِ أيدكَ اللهُ بروحِ منهُ ، التاريخُ مملوءٌ بالدررِ المكنونةِ ، والنجومُ الساطعةُ ، التي أضيئتْ بدمائهمْ طريقِ الحريةِ والإيمانِ ، فلتحيا المقاومة الإسلاميةِ في العراقِ ، والأمةُ الإسلاميةُ بكلِ تسمياتهمْ ، وقياداتهمْ الصادقةُ المؤمنةُ ، والخزيُ والعارُ لكلِ منْ تسول لهُ نفسهِ أنْ يقفَ ضدهمْ ، وهمْ أولياءُ الشيطانِ ، فلولاً سواعدَ وعقولَ هذهِ القياداتِ الحكيمةِ ، وجماهيرها المؤمنةَ ما بقيَ العراقُ عراقا .
انظرْ أيها القارئُ الكريمُ بتبصرٍ، وبلطفٍ، وبتمعنٍ شديدٍ، وبرؤيةِ منصفٍ منْ حولكَ إلى سوريا، ولبنانُ، واليمنُ، منْ غيرِ حالها وأحوالها ؟ همْ رجالُ المقاومةِ الإسلاميةِ الشجعانَ ، ومنهمْ الشهداءُ ، المؤمنينَ ، الذينَ يكبرونَ دائما ، وكلمتهمْ مدويةٌ ( أنَ لا إلهَ إلا اللهُ محمدْ رسولِ اللهِ ) و ( هيهاتَ منا الذلةُ ) ؛ لأننا أمةُ أبيهِ ، لا تخنعُ ، ولا تخضعُ ، ولا تسلمَ إلا للهِ الواحدِ القهارِ .
فهلموا بنا أيها المؤمنونَ الأحبةُ في أنحاءِ العالمِ وأحرارها ، أنْ نقفَ وقفةُ إجلالٍ ، وإكبار ، وأنْ نتذكرَ الدروسُ البليغةُ التي سطروها شهداءنا ، فباركَ اللهُ في البطونِ التي حملتهمْ ، والأنسابُ التي ينتسبونَ إليها ، همْ أحياءٌ فيما بيننا ، وعندَ ربهمْ يرزقونَ.
فلتحيا المقاومةُ الإسلاميةُ في العراقِ أولاً ، وقياداتها المؤمنةُ الصابرةُ المحتسبةُ ، والموتُ والذلةُ لأعداءِ هذهِ الأمةِ ، كلمةٌ حرةٌ مدويةٌ حيةٌ لا تموتُ، حيثُ قالَ الإمامْ الحسينْ(ع) مصباحُ الهدى ، والنورُ الساطعُ بكلمتهِ المدويةِ الحيةِ للمؤمنينَ (هيهاتَ منا الذلةُ ، وهيهاتَ منا الذلةُ)يأبى اللهُ لنا ذلكَ ورسولهِ والمؤمنونَ الصادقونَ فلتحيا أمة محمدْ حرةً كريمةً بأبنائها البررةَ، وشهدائها في عليينَ، ولا ننسى عوائلُ الشهداءِ في المقاومةِ الإسلاميةِ العراقيةِ منْ عصائبها وقياداتهمْ، وسراياها المتجحفلهْ معهمْ، ونجباءها الذينَ كانوا نعمهَ الإخوةُ، ورجالُ اللهِ،والحشدِ الشعبيِ ، والسلامُ عليكمْ ورحمةِ اللهِ وبركاتهِ .