في كل مجتمع نخبة , في العائلة الجد او الاب او الاخوان الكبار هم نخبة العائلة وفي العشيرة الشيخ العام ورؤساء الافخاذ والوجوه البارزة هم النخبة وفي المنطقة الوجهاء هم النخبة وفي كل مهنة هناك بارزون يمثلون النخبة في مجتمعهم وهم المفكرون البارزون والمثقفون البارزون واساتذة الجامعات البارزون والمبرزون من الاطباء ومن المهندسين والمحامين والمدرسين والمدراء وكبار التجار والصناعيين وكبار المزارعين ورجال الدين البارزون .لا يصلح مجتمع بدون نخبة ,تأخذ دورها عن وعي ومسؤولية ,وتعطي رأيها في الامور الهامة التي تواجه المجتمع ,وتشكل رأيا عاما تقود به المجتمع من الطبقات العاملة والكادحة وعموم الناس ,والتي تشكل الجمهور العريض للمجتمع والتي تحتاج من يقودها الى حسن التفكير والتفحص والاختيار في كل شؤونها ,وفي مجتمعات كالمجتمعات العربية وخصوصا العراق يسيطر عليها الجهل والفساد وفقدان القدوة وفقدان القيادات الواعية يجب ان يسعى المجتمع بشكل عام و النخب بشكل خاص لتكوين جماعات رأي وضغط من خلال الجمعيات والمنظمات ووسائط التواصل لتوجيه الرأي العام بعيدا عن ما يحاول الفاسدون من سياسيين وقادة توجيهه وخصوصا وقد اصبح من السهل و من خلال الفضائيات ووسائط التواصل الاجتماعي تكوين وانضاج رأي يتم بناؤه من خلال النقاشات والمناظرات والتوعية لعموم الناس لتحسين الاختيار فيما يواجه المجتمع من قضايا كما في الانتخابات او المشاريع التي تطرحها الحكومات او القوانين ,وكما حدث في قانون الاحوال المدنية او اي قوانين قد تطرح كقانون التظاهر او قانون الصحافة او قانون الفضاء الالكتروني او قانون مراقبة وسائط التواصل الاجتماعي .قرأت اراء ودراسات لبعض الكتاب حاول فيها كتابها تصنيف النخبة بين أمرين اما التعميم المتساهل وتوسيع دائرة النخبة واعتبار كل الناس نخبة وهو رأي من موقع اليسار المتطرف وهو رأي يجانب الدقة ويفقد الكلمة (النخبة) معناها وخصوصا ان الكلمة تدل على نفسها او رأي يعتبر النخبة هم فقط السياسيين ورجال الدين وكبار اصحاب المال ويحاول التضييق في استخدام المصطلح وهو رأي اليمين المتطرف الذي يجسد الرأي الرأسمالي الصرف .النخبة هم من يقودون مجتمعاتهم ويكوّنون لها رأي كنخبة المدرسين تقود عموم المدرسين في امر يخصهم او نخبة المحامين تقود المحامين في امر يخصهم وهكذا على مستوى المجتمعات المهنية وعلى مستوى المجتمع عموما النخبة كما ورد اعلاههي الجماعة التي تكون رأي المجتمع المستمد من مصلحة عموم الناس وتتحمل مسؤولية انضاج الرأي والتوعية بخصوصه . قال الشاعر: (لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ) .وفي الفلسفة اقترح بعض الفلاسفة ان يقود الفلاسفة المجتمع ,وفي القرآن تحدث عن (الملأ) الذين يتحدث معهم الملوك ويستشيرونهم كما في قصة بلقيس او قصة فرعون.وتختلف المجتمعات وعلى مدى التطور التأريخي في حجم ونوع النخبة , فقد تكون في مجتمعات العصور الوسطى متشكلة من الطبقة المحيطة بالحاكم والتي يستشيرها وفي العصر الذي نعيش فيه يساهم الكل ومن خلال وسائط التواصل في اعطاء رأيه ولكن ليس الكل يستطيع ان يبني رأيا ناضجا ويؤثر في الناس وهي مهمة النخبة الحقيقية التي تبرز من عموم الناس وتتصدى للتوجيه وبناء رأي الامة في ما يمس مصلحتها وتشكل رأيا عاما يساعد وينصح الحكام .
