23 ديسمبر، 2024 9:25 م

من هم الفائزون ؟

من هم الفائزون ؟

روي عن الرسول الأعظم محمد (ص) أنه قال :
” الخلق كلهم عِيالُ الله فأحبهم إليه أنفعهُم لعيالِه ”     رواه البزّاز
صلَّى الله عليك يا سيّد الكائنات ما أروعك ، وأعظم شأنك ، وأعمق نزعتك الانسانية …
ان الناس جميعاً ، هم عِبادُ الله وَهُم الفقراء إليه ، والى ألطافِهِ ونِعَمِهِ وعطاياه ….
والرابط الأكبر الذي يربط الأرض بالسماء ، ان الخلق جميعاً هم عيال الله الذين يحظون ببركاته وعنايته ، وفي هذا من معاني القوة ، والسكينة النفسية ما فيه .
لاخوفَ عليهم، ماداموا قد اتصلوا بمصدر الفيض والعطاء ، وبمصدر القوّة الذي لايُعجزه شيء على الاطلاق .
وحاشا لهذا الرب الكريم ان يترك عياله يصطلون بنيران الحرمان …
إنّ الرسول (ص) حرّك أوتار القلوب ، وهزّ المشاعر ، وحفّز على ان يكون كلّ واحد منا مشروعاً انسانياً واعداً يمشي بقدمين ، يرفد هذا الفقير ، ويواسي الضعفاء ، وينطلق لقضاء حوائج إخوانِه ، وألا يهدأ له بال اذا لم يكن فاعلاً جادّاً في مضامير النفع الاجتماعي والانساني .
انه يرسم معالم المجتمع المتلاحم والمتآخي المتكافل ، الذي يشعر كل واحد من أبنائه، بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، في مضمار الخدمة الاجتماعية والانسانية .
انه اذا اراد ان يكون محبوباً عند الله، فليعلم أن احبّ الناس عند الله، هم اولئك الطيبون الناهضون الذين يستفرغون وسعهم في نفع الناس .
انها معادلة فريدة ، تحمل في طياتها أسرار الرقي الانساني والحضاري ، وتبني الفرد والمجتمع والأمة، على اسس راسخة من المحبة والتعاون والترابط المصيري الوثيق .
-2-
ان قانون التقاعد الموحّد، وهو القانون المؤمّل أنْ يُنصف شريحة كبيرة من الناس ،ويعود عليها بالنفع العميم ، قد طال انتظارُه حدّ الملل والجزع ، والكثير من المسؤولين العراقيين – في الحكومة والبرلمان – لاهون عنه، يسوّفون ويماطلون ، والمتقاعدون يلوكون أوجاعهم وأشجاعهم ويبيتُون على مثل حجر الغضا …
أنتم ايها المسؤولون في بحبوحة ورفاهية ، وهؤلاء المتقاعدون يذوقون المعاناة ألوانا ، فالى متى تستمر هذه المعاناة ؟
أما آن لكم ان تستفيقوا من سباتكم وغفلتكم ، وتحسموا أمر هذا القانون العتيد ؟!!
-3-
وما ” المتقاعدون ” الاّ شريحةٌ واحدة، من الملايين العراقية التي تنتظر أن تذوق طعم خيرات بلادها – وهي الغنية بثرواتها النفطية والمعدنية – بَدَلَ ان تبقى تحت خط الفقر ، تعاني أزمة حتى في الماء الصالح للشرب ، ناهيك عن أزمات البطالة والسكن ،والأمن والصحة والتعليم والنقل …
-4-
ليس من حق الذين لم ينفعوا الناس – طيلة سنوات بقائهم في السلطة – ان
 يطمعوا بالفوز في الانتخابات النيابية القادمة .
ان الفوز هو نصيب النفّاعين المخلصين .
ان النفاعين للناس لهم الفائزون في الدنيا والأخرة .
 
[email protected]