23 ديسمبر، 2024 10:33 ص

من هم الإرهابيون يا وزير حقوق الإنسان؟!

من هم الإرهابيون يا وزير حقوق الإنسان؟!

في بلد الكوميديا الساخرة الذي نشاهد فيه ونسمع أمورا لا عقلانية وخارجة تماماً عن المنطق ، قد لانتفاجأ بتصريحات مريخية أدلى بها وزير حقوق الإنسان العراقي عضو منظمة بدر الإيرانية مهدي البياتي زعم فيها أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة مدرجة على قائمة الإرهاب لدى الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية !!

جاءت تصريحاته البليدة هذه خلال حوار أجرته معه وكالة (كل العراق الإخبارية – أين) التابعة للمجلس الأعلى الإيراني الشريك القوي في الحكومة العراقية الحالية .

وبديهي أن ما قاله هذا الوزير الذي رضع العمالة حتى التخمة محض كذب وافتراء نابع من جهل المتكلم الذي ربما كان نائماً أو جالساً في مرحاض الولي الفقيه عندما تداولت كل وسائل الإعلام العربية والأجنبية خبر شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من لائحة الإرهاب الأوربية ثم الأمريكية ، أما لائحة الأمم المتحدة فالمنظمة غير موجودة فيها أساساً .

ليس الهدف من كلامي هذا هو نفي ما تفوه به هذا الوزير الأحمق الذي كان لايمتلك ثمن دراجة هوائية يذهب بها من شقته المتهالكة في جنوب طهران الى مكتب توزيع المساعدات على عناصر فيلق بدر في ضواحي العاصمة ، فهذا الشخص إنما يتفوه بهذه الأوهام كجزء من الأناشيد النشاز التي يتغنى بها عبيد الولي الفقيه بأمجاد نظام الملالي ، فهو في كل الأحوال لا يعدو كونه (جربوع) من جرابيع الملالي..

إنما الهدف من موضوعنا ، لفت الإنتباه الى مدى أهمية وزارة حقوق الإنسان العراقية بالنسبة لملالي إيران ، فمنذ تغيير النظام في العراق دأبت حكومة طهران التي ابتلعت العراق على الإستحواذ على هذه الوزارة المهمة لصالح أحد عملائها الذي تم تشفير عقولهم على خزعبلات الولي الفقيه ، كعناصر منظمة بدر أو الأحزاب الموالية للنظام الإيراني ، ولكن لماذا انصب اهتمام الملالي على هذه الوزارة دون غيرها؟!

والجواب يظهر جلياً من خلال مراجعة سريعة لجميع الانتهاكات لحقوق الإنسان التي ارتكبها النظام الإيراني وميليشياته في العراق منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا ، فالعراق الجديد بنسخته الإيرانية مسرح لجرائم ميليشيات الولي الفقيه التي ترتكب بحق السنة والشيعة وبقية مكونات الشعب العراقي ، كاعتقال وخطف الآلاف من أبناء المكون السني وتعذيبهم حتى الموت والإعدامات الجماعية والمجازر التي ترتكب بحقم ، والتفجيرات التي ينفذها فيلق بدر والعصائب والكتائب والحشد بل وحتى بعض عناصر الجيش والشرطة في المناطق الشيعية لتحريض الشيعة على الإنتقام من إخوتهم السنّة الذين لاذنب لهم في تلك الجرائم ، تهجير أكثر من خمسة ملايين سني الى الخارج في أكبر عملية نزوح سكاني في المنطقة منذ عام 1948 ، إغتيال الكفاءات العلمية من أكاديميين وأطباء ومهندسين وأساتذة جامعات وكفاءات علمية .

كل تلك الفضائع والانتهاكات المروعة التي ارتكبتها ميليشيات إيران بحق الإنسان العراقي ، تفرض على الملالي اختيار وزير لحقوق الإنسان وفقاً للمقاس الذي قام بتفصيله الولي الفقيه ، وزير لحقوق الإنسان هو أول من ينتهك حقوق الإنسان ، جزار تربى في أحضان صناع الإرهاب ، وكل هذه الصفات تنطبق على الوزير مهدي البياتي الذي لايتطرق الى المجازر التي ارتكبها أسياده بحق مجاهدي خلق البواسل ، في حين يتفوّه بترهات وأكاذيب حول وجودهم على لائحة الإرهاب لدى الأمم المتحدة وأمريكا ، كلا وألف كلا ، فالإرهابيون أنت وأسيادك ملالي إيران يا مهدي البياتي.