إن الجانب السلبي للفضاء المفتوح، وانتشار الانترنيت، والموبايل وما شابه، سمح لكل من هب ودب ولا يستطيع أن يكتب جملة مفيدة، أو يقول كلمة صدق واحدة، مفكراً، أو سياسياً، أو فناناً، أو كاتباً أو محاوراً الخ الخ الخ. عزيزي المتابع، هناك الكثير من هذه النماذج… حيث أنك تجدهم هذه الأيام في وسائل الإعلام المتعددة، ويلقبون أنفسهم بواحدة أو أكثر من تلك الألقاب والكنى المشار إليها أعلاه، ويدخلون في بيوت الناس من خلال الشاشات الفضائية، أو صفحات التواصل الاجتماعي دون استئذان، ويجترون كيفما يشاؤون، دون أن يعترض عليهم أحد ما و يفضح أمرهم إلا ما ندر. لكن، مثل هؤلاء فاقدي القيم… لا يهتمون لمن يتصدى لهم ويفضح أكاذيبهم وتلفيقاتهم السوقية التي يزوقونها ويتلونها بطريقة رَوزَخون ويلقونها على المتلقي الذي ينخدع بهم.
فيما يخص الجانب الكوردي في خضم الفوضى التي تعم الكيان العراقي، كنا قد ردينا على الكثير من هؤلاء… من غير الكورد، وفضحنا أمرهم، إلا أنهم كالنعامة يضعون رؤوسهم… في التراب ولم يردوا علينا، وليس لهم الشجاعة أيضاً أن يخرجوا على الناس ويعترفوا لهم بأنهم كانوا على خطأ بسبب الفقر المعرفي المزمن الذي يعانون منه. عزيزي القارئ، وددت أن أضع أمامك قائمة بأسماء مقالاتنا التي كانت ردوداً على أولئك الذين مسوا القيمة والقامة الكوردية بسوء وتصدينا لهم خلال مسيرتنا الكتابية بمئات الصفحات إذا لم نقل آلاف الصفحات، تجدها كلها منشورة في مواقع الالكترونية، ألا أنهم كما أسلفت، لزموا جانب الصمت المطبق، أو الانسحاب المذل من المواجهة، إذا لم نقل الهروب، لأنهم لا يملكون سلاح المواجهة، الذي هو المعلومات الشاملة عن الكورد وكوردستان في كل مجالات الحياة كي يتشجعوا وينزلوا إلى ميدان المنازلة الفكرية.
عزيزي المتابع، الذي حثني على كتابة هذه المقالة، هو برنامج كنت قد شاهدته على الـ”يوتيوب” باسم “شباب توك” الذي يبث من قناة الفضائية الألمانية “DW” ويقدمه شاب لبناني اسمه جعفر عبد الكريم.
دعني عزيزي القارئ، أن أرد على برنامج “شباب توك” وتحديداً عن الحلقة التي قدمها في بغداد جعفر عبد الكريم بعنوان: ما لا تعرفه عن ولاية بطيخ؟. واستضاف فيها الشلة التي تقدم برنامج ولاية بطيخ. لكن ردي سيكون على الجزئية التي التي وردت في البرنامج وفاحت منها رياح العنصرية. كالعادة سأنشرها لكم ومن ثم أرد على كل ما جاء في الجزئية التي ذكر فيها كورد وكوردستان ليس كما يجب.
أول ردي يكون على جملة تهكمية قالها مقدم البرنامج جعفر الذي ولد في مونروفيا في ليبريا في القارة الإفريقية، وتربى فيما بعد في سويسرا، ومن ثم انتقل إلى ألمانيا التي هي مركز مهم من مراكز الديمقراطية في العالم، ويعرف جعفر أفضل من شلة ولاية بطيخ ما هو معنى الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحق تقرير المصير للشعوب الخ، قال جعفر في سياق سؤاله لأفراد تلك الشلة: تسمى كوردستان العراق، أو دولة كوردستان.
ردي: حين عَرَّفَ جعفر كوردستان، زعم: تسمى. إن مثل هذه التسمية العنصرية تطلق على أشياء المستعارة غير الأصيلة. ثم، زعم جعفر: كوردستان العراق. أنا ومن هنا أسأله: مِن أين جئت باسم العراق وألحقته بكعب… كوردستان يا جعفر؟. هات لنا مادة في الدستور الاتحادي، أو أي كتاب رسمي صادر من الكيان العراقي يقول: كوردستان العراق. هل تعلم، يا جعفر أن المجرم العنصري صدام حسين لم يقل كوردستان العراق؟ قال كوردستان فقط، مجردة من أية لاحقة، وهكذا يقول الآن نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء السابق، وبعده قال ذات الشيء إبراهيم الجعفري، وحيدر العبادي، وعمار الحكيم الخ، يا جعفر،هل أنت اللبناني من أصل رومي أكثر انتماءً للعراق من هؤلاء؟. ثم يختم سؤاله متهكما: أو دولة كوردستان. إنك تعلم جيداً إنه إقليم كوردستان ليس دولة كوردستان!، كيف تسمح لنفسك أن تستهزئ بإقليم دستوري تعيش تحت رايته خمسة ملايين نسمة؟ وهو أمل لأربعين مليون كوردي في عموم كوردستان. عزيزي القارئ، رغم مرور فترة زمنية على هذا الكلام غير المسئول،إلا أنه وقع تحت نظري مؤخراً ولم أستطع أن أمرره دون رد.أننا نعاتب المحاور جعفر عتاباً شديداً على تهكمه بالشعب الكوردي ووطنه كوردستان.
الآن دعونا نذهب إلى ما قاله تلك الشلة المهرجة عن كورد وكوردستان، التي لا تعرف أن تميز بين الرقي والبطيخ كما هو سائد عند العرب في العراق؟!. على أية حال. وفي سياق رده على سؤال المحاور جعفر عبد الكريم قال أحد أعضاء الزمرة… ذاك منكوش الشعر يدعى أمير عبد الحسين بأسلوب عبثي فج: أنا ضد الاستفتاء، نحن بلد واحد، أنا لا أقبل. ويشاركه زميله في الشلة واسمه غسان بطريقة ينم عن الجهل والـ…؟: ليش ننقسم، أي: لماذا ننقسم،ما كفانا تقسيم، ما كفانا زعزعة.
ردنا على الجزئية أعلاه: عزيزي القارئ الكريم، مِن خلال طق حنك هذه الشلة المهرجة، يظهر أنهم سذج إلى أبعد الحدود في الموضوع الكوردي الذي يخوضون فيه، وهذه السذاجة تجدها عند غالبية العرب لكنها ممزوجة مع شيء من العنصرية اليعربية المقيتة. المشكلة في هؤلاء… ومن على شاكلتهم، وهم كثر بين العرب، لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون،لأنهم ينتمون إلى أمة لا تقرأ ولا…؟ وإلا، كيف بفنان يزعم أنه طالب في الكلية الفنون، ويؤدي أدواراً على المسرح لا يعرف ما هي حقوق الشعوب التي لها على ظهر الكوكب؟! إلا يعرف المتكلم عندما يقول: الشعب الكوردي. يعني أنه شعبه له وطن وتاريخ؟. هل يوجد شعب في العالم بلا وطن؟ بناءً على هذا، قل لي يا منكوش، أين وطن الشعب الكوردي؟ أليس حين تزعم أننا بلد واحد أنك تقضم جزءاً من وطن هذا الشعب الجريح تحت هذه التسمية الكريهة؟ وإلا، كيف يعيش شعبان في وطن واحد وتحت اسم واحد لهذا الوطن؟؟!! بينما وطن الكورد له اسم آخر مقترن باسمه إلا وهو كوردستان؟. نحن نعرف أنكم كشلة تمثيل مدفوعي الأجر من قبل قناة دجلة التي نعرف اتجاهها… جيدا، لكن احتفظوا يستحسن أن تحتفظوا لأنفسكم بشيء من الحياء، لا ترددواكالـ… كلما يملى عليكم؟. أرجو أن تنظروا إلى أنفسكم قبل أن تفتوا عن غيركم، أنتم عرب سنة وشيعة، لقد مضىت 1400 سنة العداء والقتال لم يتوقف بينكم، لم تستطيعوا أن توحدوا أنفسكم وكلاكما عرب سنة وشيعة لم تنصفوا بعضكما كيف تنصفون الكورد؟ بلا أدنى شك ستنصفون الكورد مثلما أنصفهم المجرم صدام حسين على الطريقة العربية، حين ضربهم بغاز الخردل، وعمليات الأنفال التي قام بها الجيش العراقي المجرم، وتنفيذ سياسة التعريب العنصرية في مدن وقرى كوردستان، وتهجيرهم إلى صحارى جنوب وغرب العراق، أو إلى إيران الخ الخ الخ. ليست في جعبتكم حل سوى هذا الحل الديمقراطي على طريقة أبو عدي، الذي حل القضية الكوردية ديمقراطياً بالكيماوي، والأنفال، والتعريب.
دعنا عزيزي القارئ نرى ما قاله شيخ الشلة ومخرجها علي فاضل بلهجته الشعبية… دون أن نغير أية كلمة فيه. يقول: أنا عايش بكوردستان فترة طويلة، أشوف (أرى) من حق الشعب الكوردي أنه يسوي (يؤسس) دولة، آني (أنا) خلافي في هذا الموضوع شيء واحد، خلافي ويا (مع) انفصال كوردستان، احنا (نحن) نقول هذا المكان، هذا الإقليم أخذ من العراق مسافة زمنية طويلة. ثم استمر علي: كثير من الفوائد استفاد من وضع العراق من سنة 2003 أوكي صيروا دولة رجعوا لي الخير الذي من العراق! وصيروا دولة، آني ما عندي خلاف، يصيرون دولة،هذه حريتهم، اجتماعياً آني مع الانفصال،سياساً آني ضده!، آني- يقصد العراق- خسرت كثيراً على كوردستان، كوردستان تغيرت 180 درجة بأموال العراق. ويشاركه كشكول أفندي وهو أحد أعضاء شلة ولاية بطيخ قائلاً: احنا بلد واحد، احنا بالصيف نروح نصيف يمهم . ويضيف: عربي متزوج كوردية، كوردي متزوج عربية. ثم يحشر بين كلامه كلمة قطيع؟ ثم يردف: مو كل الشعب الكوردي يريد ينفصل. انتهى حديثهم عن الكورد في البرنامج “شباب توك”.
ردنا على ما جاء في حديث المذكور أعلاه: بعد أن انتهوا من الحديث عن الكورد وكوردستان لم أتمالك نفسي فقبضت كفي اليمنى ورفعت لهم أصبعي الوسطى؟. يا للعجب، يا علي، تزعم أنك عشت في كوردستان ولا تعرف ماذا يعني اسم كوردستان باللغة الكوردية؟؟!! أليس اسم كوردستان يعني الوطن الكوردي؟ كيف إذاً تلحقه قسراً بكيان أسسه الاستعمار البريطاني عام 1920 وألحق به جزءاً من الوطن الكوردي الذي هو جنوب كوردستان عام 1925؟؟!!. يظهر أن بقية شلته لم يقبلوا على طرحه المبتور لأنه قال: خلافي معهم. يا علي فاضل، يظهر أنك لا تعلم أن شعبك العربي منذ أن جاء من شبه جزيرة العرب واستوطن بلاد الرافدين بالعنف يشرب من ماء الأنهر الكوردية دجلة والفرات وسيروان؟، يا حبذا تتبع مجرى هذه الأنهر حتى ترى بأم عينيك من أين تأتي مياهها؟ أليست من شرق وشمال كوردستان؟، وهذا يعني أنكم – العرب في العراق- تشربون الماء الكوردي، وتسقون بساتينكم ومزارعكم بالمياه الكوردية؟. دعك من هذا، منذ عام 1927 الذي تم فيه استخراج النفط من مدينة كركوك وأنتم العرب تسرقون نفط هذه المدينة الكوردية السليبة، لقد بنيتم العراق بأموال نفط كركوك الكوردية والكوردستانية، لأن نفط جنوب العراق لم يكن قد أكتشف بعد. أضف، أنكم – العرب في العراق- دمرتم 4500 قرية مع 16 قضاء كوردي، واستخدمتم السلاح الكيماوي المحرم دولياً في عموم جنوب كوردستان، وهكذا في بعض مدن شرق كوردستان، لقد قتلتم 182000 ألف كوردي بريء في عمليات الأنفال سيئة الصيت، وقتلتم بدم بارد آلافاً من الكورد الفيلية في معتقلاتكم الرهيبة، وبعده قتلتم 8000 آلاف بارزاني الخ الخ الخ. الشيء الآخر، أن الكورد وكوردستان لم يكونا جزءاً من العراق حتى ينفصلا عنه؟ أن كوردستان تستقل يا علي ولا تنفصل؟. تعال نتحاسب يا علي حتى ندفعكم فاتورة قرن كامل من الاحتلال العربي البغيض لجنوب كوردستان، لنرى من يكون مطلوباً في النهاية؟؟.
الذي أقوله في ختام هذا الرد، يظهر ليست لكم كرامة وعزة نفس، شعب لا يريد أن يعيش معكم، لماذا ترغموه على أن يبقى معكم بالإكراه؟؟!!. نقول لكشكول…: لا نريدك أن تأتي إلى كوردستان، لأنكم… تعبثون بكل شيء حضاري فيها، لا أهلاً ولا سهلاً بكم، شوفتكم حزن وفراقكم عيد.
مثل: العاقل من عقل لسانه.