نحن الذين نبحث فينا عن دليل يثبت إنا لازلنا كما كان اوائلنا وطنيون ام تم انسلاخنا عن ماض كان لنا فيه مشروعاً وطنياً وجرفنا الأمر الواقع فأرتدتنا المذاهب وفقدنا جلدنا الزاهي بألوان المكونات العراقية ام التصقنا في دبق السلطان ولم نعد نحن بتراثنا وذاكرتنا ولهجتنا التي نفكر فيها ونحلم وندون فلكلورنا الشعبي و وحيي فنوننا وادابنا وحكمة المعرفة التي تناسلت عبر شرايين النص لألاف السنين. لا نغالي عندما نقول نحن العراق وللعراق نحن, نحن الجنوب العراقي وعراقيي الجنوب نحن, نحن عراق وليس مذهب, لم نخذل وطناً ونحن المخذولين ولم تشي اهوارنا بثوارها او مجاهديها, اوائل الشهداء نحن واوائل المنفين ومن اُسقطت جنسياتهم وضيوفاً على مقرات التعذيب واول مدرسة للنضال الوطني ومن استضافت موته المقابر الجماعية, نحن نهضة للأصلاح والتغيير والتحديث, ونحن اول ضحايا الغزوات والأحتلالات والحصارات والمؤامرات وضريبة للفساد والأرهاب وفجيعة الخذلان المحلي مع اننا احفاد حضارات لازال العراق يتنفس برئتها ولم نكن يوماً جراد صحراوي لأفتراس الحياة. التاريخ لايُزوّر وحقائقه لاتغيب,
العراق ولد جنوباً ما بين النهرين, حروفه جهاته الأربعة وفصوله الأربعة وعاصمة ولدت على سرير الرافدين, عراق يكسر المستحيل ويمزق الأمر الواقع ويقطع اذرع الأختراقات ويخنق الحواضن, الجوار يخافه حين يشرق من ظلمة غيابه ومصالح ما بعد الجوار تخشاه ان يخرج حصاناً تموزياً من حضيرة البهائم العروبية لهذا استهدفوه واستهدفوه بكل ما يعنيه الأستهداف من جلف وصلافة فسقط مغلوباً جريحاً عصياً على الهزيمة. جففوا اهواره وقطعوا اعناق نخيله وافسدوا عطر عنبره واذلوا الأنسان فيه وغيبوا تاريخ حضاراته واطلقوا رصاص الخذلان على اقدم دياناته وشوهوا الحميد من قيمه وتقاليده واعرافه وقوة الأشياء فيه, اعتقلوا فيه روح امام الثوار والشهداء الحسين بن علي وجعلوا من وسطاء الشيعة سجانيه, الحسين تاريخ ثوري يجري في شرايين الثورات والأنتفاضات العراقية سابقها وقادمها, الوطنية العراقية هي وحدها حليفته ووحدها ستطلق سراح مكانتة الكونية من سجن المستشيعين. من يعتقد ان المسيرات المليونية المتجهة نحو ضريح الأمام الحسين في كربلاء أنها دين او مذهب او بيعة لمراجع واحزاب شيعية فهو على باطل, انها قيم روحية اخذوها عن اجدادهم السومريين ومن يستمع الى اهازيج وردات الملايين المغموسة بدموع حب الحسين سيدرك يقيناً انها تمد يد الولاء والعهد لقيم الرفض والثورة على من خذلوا الحق بفسادهم ولصوصيتهم, مجتمع الجنوب والوسط يضيق نَفَسه بغبار الشرائع الميته ونفاق المواعظ ومخدرات التجهيل, انه مجتمع علماني حداثي مدني التكوين والفكر والأرادة, يستوحي قيمه من اعماق عمق عراقته ولا سكينة له في مستنقعات الشعوذة. اذا علمنا من نحن سنعرفهم من هم وندرك ماضيهم ونقاط ضعفهم والبيئة التي يواصلون فيها لعبتهم, هنا فقط يمكننا ادارة مواجهات الوعي لدحرهم, فقرنا وجهلنا وتدهورنا الصحي تلك هي اسباب انكساراتنا ومن نقطة معالجتها ننهض, مع تلك العاهات التاريخية المدمرة
لايمكن لنا ان نخطوا نحو اعادة بناء مجتمعاً وطنياً ودولة مدنيه مع الأحتفاظ بشرائع راكدة نافقة بمجملها, بدون الأزدهار المعرفي والأقتصادي والصحي لايمكن للمجتمع ان يحرر دينه من السياسة وقطع الصلة بينه وبين المستقبل. عندما يدفع شعبنا وقواته المسلحة ثمن تحرير المحافظات الغربية كاملاً, سيسرق التحالف الوطني ثمار النصر انفلاتاً امنياً في دولة ولاية الفقيه لشيعستان, هنا يجب ان تتوحد وتتعاضد القوى الخيرة من داخل المجتمع العراقي قبل ان يستقر فأس طائفيي تحالف النكبة في رأس العراق دولة ومجتمع, غداً سيلعبوا ادوار خير اللـه طلفاح في تلوين سيقان بناتنا في الشوارع وقص شعر السافرات ويفتحوا جنّاة متعة بيتية تحضى بمباركة مراجع مشتولة فينا ويفرض علينا نحن مغفلي صناديق الأقتراع ان ننسى فسادهم وتراكم فضائحهم لنشغل انفسنا في الدفاع عن المتبقي من آدميتنا وستر اعراضنا, نبحث عنا وعن اصوات لنا انتحرنا بها للمرة الرابعة وربما سنكرر انتحارنا في القادمة (لاسامح الله).