عتبر قبيلة الجبور من القبائل العربية العريقة التي يشهد التاريخ لها بمواقف الأصالة والجود والكرم، ويتميز فرسانها بشجاعتهم في المواقف الصعبة، إضافة إلى الحكمة التي يمتلكونها وجنوحهم نحو السلام الدائم. فهم شعب يحب الخير للناس ويعيشون مع أغلب القبائل العربية وابناء الطوائف الأخرى بخير وسلام. ولكونهم يتواجدون في أغلب الدول العربية، تجد لهم بصمة تاريخية في كل مدينة من تلك الدول وتجد هناك مضايف خاصة لأبناء هذه القبيلة، قاموا ببنائها لتكون أبوابها مشرعة لاستقبال الضيوف وتكون صروحًا تاريخية يُكتب عنها الحاضر كما كان يكتب عن السلف الصالح من أجدادهم وما شهد لهم الماضي من أعمال خيرية كثيرة.
اليوم أتحدث عن أحد هذه المضايف العربية الأصيلة، وهو مضيف الشيخ سعد الأفنس الحريث الملحم الجبوري، الذي قام بتشييده في الجمهورية العربية السورية في أطراف العاصمة دمشق، والواقع في منطقة الكسوة التي تبعد 17 كلم عن مركز العاصمة وعلى الطريق الدولي بين سوريا والأردن، وعلى مساحة إجمالية تقدر بـ 5000 متر وطول الديوان العامر عشرون مترًا وعرضه ثمانية أمتار، إضافة إلى خدمات أخرى كثيرة متعلقة بالمباني والخدمات الخاصة بالمضيف.
ورغم أن المضيف الآن في لمساته الأخيرة من البناء، إلا أن صاحب هذا المضيف يُعتبر أول شخص من قبيلة الجبور بادر لبناء مضيفه العامر في هذه المنطقة وبالتحديد في العاصمة السورية دمشق وقد وضع للمضيف لمسات معمارية خاصة وتم بناؤه وفق التطور العمراني الحديث.
نعم، هكذا هم شيوخنا الأفاضل من سادات ووجهاء القوم ابناء قبيلة الجبور، يبنون مضايفهم في كل المناطق التي يسكنونها لتكون نقطة انطلاق للتعايش السلمي مع الجميع، ولتكون مقرًا لأبناء عشائرهم يتشاورون الرأي فيما بينهم لحل كافة المعضلات والمشاكل التي تواجه محيطنا الاجتماعي. وليس غريبًا على أبناء السلطان جبر، فهم أبناء السلطنة الدائمة وما زالوا محافظين على عاداتهم وتقاليدهم العريقة وما زالت مضايفهم تكرم الضيف وتساعد في بناء المجتمع الصحيح. ومازلوا عونا لنصرة المظلوم وايقاف الظالم عند حدوده…
وبصراحة، وجدت في أغلب الدول التي يتواجد فيها أبناء هذه القبيلة روح المواطنة والولاء المطلق لدولتهم التي يعتبرونها وطنهم وملاذهم أولاً وأخيرًا، وتجد وفاءهم ومحافظتهم على التعايش السلمي مع من يسكن معهم، إضافة إلى دفاعهم المستميت عن أرضهم ووطنهم. وقد قدمت هذه القبيلة في كل الدول العربية الكثير من الشهداء الأبطال في سبيل الدفاع عن بلدانهم.
نعم، شيخنا الفاضل سعد الملحم،
إن بناء هذا الديوان العامر ليس بجديد عليك وعلى هذه العائلة الكريمة المعروفة في كل بلدان الوطن العربي والتي نقشت اسمها على صخور التاريخ لكرمها وجودها ولكل أعمالها الخيرية التي قامت بها.
ألف مبارك لكم هذا المضيف العامر، وألف مبارك لنا نحن أبناء عمومتك من قبيلة الجبور في العراق، تقوية صلة الأرحام التي بيننا وصلة التواصل بينكم وبين كل مشايخ القبيلة الموجودين في المحافظات العراقية. مبارك وألف مبارك مرة أخرى، وإن شاء الله نسمع في القريب العاجل تكملة المضيف وافتتاحه. نتمنى لكم دوماً أن تكونوا مفاتيح للخير مغاليق لأبواب الشر، وأنتم أهل لها.