طالما وحيثما الحركة طبيعية في العاصمتين كييف وموسكو , وامكنة السهر ودور السينما مفتوحة على مصراعيها , فهذه ليست بحرب , بل اكثر من ذلك , فإذ الجسور ومحطات الوقود وحركة المواصلات باقية على حالها ” وسواها بما هو اكثر ايضاً ” فكأنها لا توجد حالة حرب .
بالرغم مما يجري من معاركٍ محدودةٍ بين الجيشين , وعمليات القصف المتبادل ” صاروخياً او عبر المسيرات والمقاتلات , بالإضافة الى المدفعية والدبابات ” , فالأخطار الأقليمية للدول المجاورة للبلدين المتصارعين لم تبدأ بعد , وربما سابقة لأوانها جداً .
يصعب ( بشكلٍ او بآخرٍ ) إنكار او تجاهل وجود او حضور عنصر ” الكيمياء السيكولوجية ” لدى ادارة بايدن في تكالبها واندفاعها غير الطبيعي في اختلاق الأضرار العسكرية والمادية والأقتصادية لكلا الرّوس والأوكران ” وانعدام ذلك لدى الرئيس السابق ترامب المرشح المفترض للرئاسة ثانيةً ” رغم الفرص الضئيلة لذلك ” , ولعلّ الأغرب في ذلك هو سرعة انتقال حمّى هذه العدوى ” في الكيمياء السيكولوجية – غير العلمية – الى قادة دول حلف الناتو , لولوج حلبة المصارعة مع الكرملين عن بُعد وكأنّه Online وبتكاليفها المالية – التسليحية الباهضة والمفرطة الأثمان, وكأنّ ما يجري من مجرياتٍ على الساحة الغربية , هي بمثابة رموز صعبة التفكيك .
الإنتخابات الأمريكية المقبلة واحتمالات خسارة بايدن ” وافتراض فوز ترامب كما اشرنا في الأسطر اعلاه ” , قد تغدو نقطة انعطاف حادّة قابلة لإعادة الحسابات واعادة قراءة الخارطة في ميدان الجيوبوليتيك على الأقل , ومن السابق لأوانه القول طبوغرافياً – عسكرياً في هذا الصدد وحتى سواه .
ثُمّ , رغم تململٍ غير معلنٍ في الإعلام لعدد من دول حلف الناتو في ديمومة تحمّل تكاليف التموين والتمويل التسليحي لأوكرانيا , لكنّه وفي حالة فوز الرئيس بايدن في الأنتخابات الرئاسية المقبلة , والتي ستفرض توسيع رقعة الحرب التدميرية ضد روسيا , واشعاعات ذلك عسكرياً وامتداداتها , فإنّ تحالفاتٍ جديدةٍ بين دولٍ عديدة ضد الولايات المتحدة , فإنها قائمة وواردة , وحتى من دولٍ ليست في الحسبان كلياً . كما انّ التردد الصيني في الإصطفاف العسكري الى جانب موسكو بائن جدياً , جرّاء المصالح الأقتصادية للصين مع دول اوربا وحتى مع الولايات المتحدة , لكنّ ذلك يحاط بسلسلة اسلاك من علائم الإستفهام والإبهام تجاه كوريا الشمالية , في مشاركة موسكو عسكرياً عبر التسليح !