موجة عارمة من الاستياء والغضب الجماهيري تجتاح مدن العراق وقصباته بسبب الفيضانات التي تسببت بها الأمطار التي ضربت العراق في الأيام الماضية , فهذه الفياضانات التي غمرت الكثير من أحياء العاصمة بغداد وباقي المحافظات العراقية , قد سلّطت الأضواء على البنى التحتية المهلهلة والفساد المالي والإداري في وزارة البلديات و أمانة العاصمة في بغداد , وهذه الفيضانات وما تسببت به من أضرار مادية واقتصادية فادحة لممتلكات الناس , قد اعادت للواجهة موضوع الأموال الهائلة التي صرفت على مشاريع المجاري في بغداد وباقي المحافظات , وكان من المفترض أن تقوم الحكومة بعد فيضانات العام الماضي في بغداد ومدن العراق الأخرى , بوضع الحلول العملية والسريعة لمنع تكرارها مرة أخرى , لكنّ الحكومة لم تفعل هذا الأمر , بل وابقت على نفس الكادر سواء في وزراة البلديات أو في أمانة العاصمة , مما أدّى إلى إعادة تكرار نفس الكارثة هذا العام .
وموضوع الإدارات الفاشلة والفاسدة لا يتعلق بوزارة البلديات وأمانة العاصمة فحسب , بل إنّ الفساد والفشل هو سمة هذه الحكومة بالكامل , لكنّ الفارق هو أنّ مياه الأمطار قد كشفت عورة وفساد وزارة البلديات وأمانة العاصمة , كما كشف الحر الشديد فساد وعورة وزارة الكهرباء , فكان من الأولى لرئيس مجلس الوزراء باعتباره المسؤول التنفيذي المباشر عن رسم وتنفيذ السياسات العامة للدولة , أن يقيل فورا بعد تكرار هذه الفياضانات وزير البلديات ووكلائه وأمين العاصمة ووكلائه , من أجل امتصاص غضب الناس والتضامن معهم في محنتهم , لا أن يصار إلى ترفيعهم وتكريمهم .
وموضوع تعيين نعيم عبعوب أمينا للعاصمة بالوكالة خلفا لعبد الحسين المرشدي , قد شكّل صدمة عنيفة لمشاعر الناس الغاضبة , فكأنّ لسان حال رئيس وزرائنا المبّجل يقول , اضربوا برؤوسكم عرض الجدار أيها العراقيون , فأنا غير آبه لزعيقكم , ومطالباتكم بعزل عبعوب وغيره من الفاسدين لا تساوي عندي عفطة عنز , ونحن بدورنا نسال دولة رئيس الوزراء ونقول له لماذا هذا التمادي والاستهتار بمشاعر الناس يا دولة الرئيس ؟ الم تطّلع على التقرير الذي قدّمته النائبة فيان دخيل وتوصياتها بعزل الوكيل نعيم عبعوب تحديدا ؟ ألم تسمع هتافات الناس في بغداد وهي تطالبك بعزل هذا الفاسد ؟ إذن لماذا هذا التمادي والإصرار على استفزاز مشاعر الناس يا دولة الرئيس ؟ هل تريد أن تقول للشعب العراقي من لا يقبل بعبعوب فليضرب رأسه بالجدار ؟ وهل أنت فعلا مقتنع بنظرية المؤامرة التي تقف ورائها قوى خارجية وداخلية وصخرة عبعوب التي سدّت مجاري العاصمة ؟ ومن هم هؤلاء المخاصمون الذين يحوكون المؤامرات ضدّك ويألبوا الرأي العام من خلال التعمد بغلق بعض محطات تصريف المياه ؟
دولة الرئيس … العراقيون لن يضربوا رؤوسهم بالجدار , والانتخابات على الأبواب , وسترى من الذي سيضرب بالجدار رأسه .