23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

من قصص الخيال.. تم تجزئة القصة الى ثلاث اجزاء

من قصص الخيال.. تم تجزئة القصة الى ثلاث اجزاء

الجزء الثالث…
الفلاح وطالبة الكلية
فقال له ياسعد انا اعتبرك اخ لي منذ اللحظات الاولى لمعرفتك وانت ربما عرفت ذلك وسوف اقص عليك قصة اقرب الى الخيال فانا من عائلة فلاحية كما تعرف اسكن محافظة نينوى وبدا بسرد القصة كلها وقال اذا لم يخيب ظني فزوجتك تعرف كل افراد عائلتي وارجو منك رجاء اخوي ان تسألها فقام على الفور وصاح على زوجته وقال لها ادخلي فهذا يعتبر اخي وعند دخولها سلمت على الضيف وقال لها هل تعرفينه من قبل قالت لا اظن. فقال لها هل سافرت مع اهلك يوما الى مدينة الموصل وقمت بزيارة لناحية حمام العليل فقالت نعم وقد ضيفنا طالب هناك كان زميل لأختي الكبيرة جواهر… فقال لها عبداللطيف انا هو وقد غير ملامحي الزمن… وشاءت ارادة الله ان التقي بكم مجددا عن طريق صديقي سعد وارجوا ان تبلغي اهلك تلفونيا حتى ازورهم غدا.. وتم اللقاء حسب الموعد وعندما التقى النقيب عبداللطيف بوالدة جواهر نزلت دموعه نتيجة سوء حالتها الصحية.. بعدها دخلت زميلته ومالكة قلبه جواهر التي عرفته باول نظرة له وعرفها هو ايضا وشرحت له الظروف الصعبة التي واجهتهم بعد رحيل والدها وكيف اضطروا لبيع منزلهم واصبحت الايام الجميلات كلها سواد وكنت اتأمل مجيئك يوما ما ولكني لا اعرف ظروفك ولايمكنني الوصول اليك.. فحكى لها قصته كاملة وكيف ترك الكلية خلفها.. وكيف اوصلته الاقدار اليها… وحمد الله وشكره على لقاءه بها من جديد…وفي اول اجازة وعودته الى اهله نقل كل الاخبار السعيدة لهم وانه التقى بعائلة المرحوم ابو جواهر وهنا صارح والده بمحبته لها وانه يرغب ان يتقدم لخطوبتها اذا وافق جميع افراد العائلة.. ولم ينتظر الوالد لوقت فاعلن على الفور موافقته كونه يعرف ان ابنه عبداللطيف متعلق بتلك الفتاة من خلال رفضه كل موضوع يخص الزواج.. وقبل التحاقه لوحدته حدد موعد الخطوبة مع والده في الاجازة القادمة لان الدورة التدريبية في بغداد قد انتهت وعليهم الالتحاق بوحداتهم الجديدة.. وبالفعل تم توزيعهم الى تلك الوحدات وكان نصيب النقيب عبداللطيف في القطعات العسكرية المتواجدة في شمال العراق ولسرعة امر النقل لم يستطيع حتى اللقاء بحبيبته ليشرح لها مشاعره ومستجدات الموضوع وعزمهم التقدم لخطوبتها…
التحق في وحدته الجديدة ولم يمض اسبوع واحد وعلى ما يبدوا كان الوضع ينذر بقيام معركة في القاطع وقد صدرت الاوامر بالتشديد والمراقبة والانتباه وهذا يسمى في الجيش انذار جيم… وماهي الا ثلاثة ايام لتبدأ قذائف المدفعية تقصف من كل هول وصوب وبدأت معارك قوية جدا.. وانتهت بفقدان عدد من ضباط وجنود الوحدة التي هو متواجد فيها وكان النقيب عبداللطيف من ضمن هؤلاء.. صدمت عائلته عندما وصل لهم الخبر عن طريق احد اقاربهم كان قريب من الوحدة التي يخدم فيها النقيب عبداللطيف وانقلبت مراسم الفرحة التي كانوا متهيؤون لها الى كابوس من الحزن والعويل يملأ البيت من اخواته وامه واقاربه…. انها نهاية للمجهول كلمة المفقود ولاتستطيع ان تعرف هل هؤلاء احياء ام اموات.. اين هم الان.. تساؤلات كثيرة دون اجابة… اما عائلة المرحوم ابوجواهر فلايعرفون اي شيء عن الموضوع سوى ما اخبره زوج ابنتهم سعد بان النقيب عبداللطيف قد نقل من قاطع البصرة الجنوبي الى قاطع السليمانية الشمالي وبقيت جواهر تنتظر اي خبر يفرحها ولكن دون جدوى. فكل طرف يحمل معه مصيبة دون علم الطرف الآخر… ثلاث سنوات مرت على عائلة ابو عبداللطيف والحرب قد انتهت ووضعت اوزارها ولم يعرفون مصير ابنهم وفي احد الليالي الربيعية وبينما كان الوالد يجلس في احد اطراف مزرعته اتاه شخص ليبشره بوصول رسالة من لجنة الصليب الاحمر الدولي بعثها ابنه عبداللطيف وانه اسير حاليا ويتمتع بصحة جيدة وينتظر الفرج مع زملائه… عاد ابو عبداللطيف الى داره مسرعا لينقل الخبر الى كل افراد العائلة وبدأت الفرحة الكبيرة بمشاركة كل ابناء القرية لهذا الخبر السعيد… كانت الرسالة سلام الى العائلة فردا فردا والى كل ابناء العشيرة وسلام خاص الى انسانة تعرفها ياوالدي لم نتذوق انا وهي طعم للحياة يوماً… ففهمها الوالد وفي صباح اليوم التالي بدأ يبحث عن عنوانهم في بغداد واستطاع عن طريق احد الضباط الذي خدم مع ابنه ان يعرف عنوان زوج ابنتهم سعد كونه كان في نفس الوحدة العسكرية….
قال الوالد يا ام عبداللطيف مضت سنوات وابننا في الاسر واليوم يطلب مني ان اوصل سلامه الى زميلته واهلها والواجب يتطلب مني ذلك وسوف اذهب وابحث عنهم وان شاء الله لا اتفاجأ بشيء جديد لديهم…
ذهب ومعه احد اقاربه بسيارة ابنه عبداللطيف نفسها وما ان وصلوا عنوان سعد زوج ابنتهم قام باستقبالهم واوصلهم الى دار اهل زوجته ووجد ام جواهر وجواهر باستقبالهم فشرح لهم ماذا حدث لابنه فتفاجأوا جميعا حتى سعد نفسه واكمل حديثه بانهم كانوا ينوون خطوبة جواهر لعبداللطيف ولكن الاقدار حالت دون ذلك وهنا تكلمت جواهر وخرجت عن صمتها وقالت ياعم ان قلبي قال لي ذلك ويشهد الله انا لم اسمع من احد ولكنني لن اتزوج يوما الا من ذلك الزميل الشهم الشجاع الكريم ابنك عبداللطيف فانا كما تعرف قد قاربت على مشارف الثلاثين سنة من عمري وكنت ارفض الزواج من اي شخص يتقدم لي ووالدي ووالدتي يعرفون محبتي لابنكم ولكن اقدارنا هكذا وان والدي قبل وفاته وعندما بعث لك هدية ساحبة زراعية نظر لي وقال من باب المزحة سوف ازوركم يوما الى القرية وانت تحرثين الارض فيها… وهذه اقدارنا ياعم وعلينا تقبل اقدارنا فقام الحاج ابوعبداللطيف وقبلها من رأسها واعطاها الرسالة التي وصلته قبل يومين من ابنه فقرأتها ودموعها نزلت بدون ارادة وبكى جميع الحاضرين على حالها…
وقبل عودتهم سجل رقم التلفون الموجود في منزلهم حتى يستطيع التواصل معهم ثم عاد ابوعبداللطيف الى قريته وهو مرتاح النفس لانه شعر بانه قد ادى واجب مهم على عاتقه.. وبعد ثلاثة اشهر اعلنت الحكومة على الموافقة من قبل طرفي المعركة على تبادل الاسرى وكان النقيب عبداللطيف في الوجبات الاولى.. وصل اهله فجراً فهبت القرية بأكملها صغارا وكبارا.. شيبا وشبابا لاستقبال ابنهم الاسير العائد وكانت فرحة الاب والام والاخوات لا يمكن وصفها ورغم الازدحام وكثرة المهنئين لهم الا ان والد عبداللطيف استطاع ان يخرج بصمت متوجها الى دائرة البريد ليتصل باهل جواهر ويبلغهم بوصول ابنه وعودته من الاسر وكان يسمع الزغاريد في الهاتف وابلغهم بالمجيء فورا حتى تكتمل فرحتهم وفرحة ابنهم.. اغلق التلفون وعاد على عجل دون علم احد من افرادالعائلة بموضوع المخابرة وبقى يستقبل الزوار من الناحية والقرى المجاورة الذين جاءوا للاطمئنان والسلام على ابنه وعندما فرغت الدار في مساء اليوم سأل عبداللطيف والده الا يوجد اخبار عن جماعتنا في بغداد فقال له لقد انشغلنا بموضوعك في الاسر ونسينا كل شيء يا ابني ولم يقل له لقاءه بهم وموعد قدومهم وفي صباح اليوم التالي واذا بسيارة تقل عائلة ابو جواهر ومعهم سعد وعائلته وهم يصلون قرية الحاج ابوعبداللطيف فاستقبلوهم ورحبو بهم وكان عبداللطيف نائم من تعب السفر فدخل والده الى غرفته واجلسه وقال له من تتوقع يا ابني اتى لزيارتنا فقال مرحبا بكل من يأتي ولكنه قالها بغصة في كلامه.. ولم يتمالك والده نفسه واخبره بموضوع ذهابه الى بغداد واتصاله بهم وانهم موجودون بانتظاره وبلحظة لاشعورية نهض فورا وهم يقول اين هم ام انك تمزح ياوالدي فتح باب الغرفة وتوجه الى غرفة المضيف فوجد صديقه سعد بانتظاره تعانقا وتبادلا التحية لينظر خلفه واذا زميلته وحبيبة قلبه هي وامها موجوده.. فقبل رأس والدتها وصافح الجميع وهنا وبدون مقدمات قال الاب لوالدتها الم تأتي الفرصة لكي ننهي قصة حب دامت اكثر من عشرة سنوات فتبسمت واعلنت موافقتها ولكن عبداللطيف قال ياوالدي فاجأتنا بطلبك فانا اريد اسمع موافقة جواهر اولا فقالت اذا قلت نعم سوف تضحكون واذا قلت لا ستضحكون اكثر فانا من الان سائقة ساحبتكم الزراعية بناء على توصية المرحوم والدي رحمه الله.. فتعالت ضحكات الجميع وتمت الخطوبة الرسمية وتم الزواج وفي اول سنة لهما رزقهما الله بتوأم من الاولاد اسمياهما رياض وحازم على اسماء الآباء.. واكملا مسيرة حياتهما متنقلين بين بغداد والموصل والطريف في الموضوع عادوا لإكمال مشوارهم الدراسي في نفس الكلية بعد ان تغير عنوان وجودها واكملوا المشوار وانتقلوا الى الدراسات العليا وتم حصولهم على تعيين في نفس القسم كونهم اصبحوا من اصحاب الشهادات العليا.. ومازالوا يعيشون حياتهم ويتذكرون اول ايامهم في كلية الزراعة والغابات في ناحية حمام العليل التي اصبحت ركام من الماضي بعد ان كانت صرح علمي مميز ويشاد لها بالبنان والعلم والانتاج الزراعي وكانت فاتحة خير لكل اسواق الناحية…
هذه قصة عبداللطيف ابن القرية الزراعية من جنوب الموصل وجواهر بنت العاصمة بغداد نقلتها لكم وان شاء الله عشتم مع كل احداثها… متمنيا لكم دوام الصحة والعافية وآسف جدا على الإطالة ولكنها من باب التسلية والتشويق…