5 نوفمبر، 2024 5:02 م
Search
Close this search box.

من قصص الخيال….. تم تجزئة القصة الى ثلاث اجزاء… الجزء، الاول……

من قصص الخيال….. تم تجزئة القصة الى ثلاث اجزاء… الجزء، الاول……

الفلاح وطالبة الكلية
قصتنا تدور احداثها في منطقه جنوب الموصل وبالتحديد في ناحيه حمام العليل ويعود تاريخها الى نهاية سبعينات القرن الماضي عندما كان هناك صرح علمي كبير يسمى كليه الزراعة والغابات و تابع الى جامعه الموصل وكانت هذه الكلية تعني الكثير والكثير لاهالي محافظه نينوى حيث كانت تنتج من حقولها ومختبرات تجاربها انتاج زراعي وفير من دواجن وبيض دجاج وعسل والكثير من المشتقات الحيوانية والنباتية المتعلقة ضمن اختصاص الكلية… كانت اعداد الطلبة في هذه الكلية يتجاوز الالف طالب للمرحلة الواحدة والتي تضم اكثر من عشرة اقسام ضمن اختصاصاتها ويقصدها الطلبة من جميع انحاء العراق اضافة الى عدد كبير من الدول العربية وجميع اهالي حمام العليل يتذكرون ذلك فالأخوة العربي من فلسطين والاردن واليمن وجيبوتي والصومال كانوا من ضمن طلاب الكلية واقسامهم الداخلية موجودة داخل الكلية ومازلنا نتذكر احد الاخوة من الطلاب الفلسطينيين بملامح وجهه ورأسه كونه اصلع لا يملك اي بصيلات شعرية…
في تلك المرحلة كان هناك طالب اسمه عبداللطيف من القرى الزراعية القريبة لناحية حمام العليل يدرس في نفس الكلية وشاءت الاقدار ان يتعرف على فتاة تدرس في نفس القسم الذي يدرس فيه.. وكانت الفتاة جميلة جدا وقد بان من ملامحها انها من اسرة غنية ويسكن اهلها في العاصمة بغداد.
بدأت العلاقة كزملاء في دراستهم وكان عبداللطيف يشرح لفتاته جواهر عن قريتهم وقربها من مركز الناحية وانهم عوائل فلاحية يعتاشون على الزراعة ولقربهم على نهر دجلة فتجد آراضيهم الزراعية خضراء زاهية دوماً ويشتهرون بزراعة محصول الباميا في الصيف وكان عبداللطيف شاب وسيم جدا ويحمل معه ثقافة عالية ولديه ذكاء في معلوماته الدراسية… وهذا ما شجع جواهر للاستفادة من زمالتها معه..
مرت السنة الدراسية الاولى انتقل عبد اللطيف مع زميلته جواهر الى المرحلة الدراسية الثانية وكانت فترة العطلة الدراسية في حينها اربعة شهور تقريبا فتفارقا على أمل اللقاء في العام المقبل ولكن العواطف المدفونة وحياء المرء يحول دون بوح الاسرار الموجودة في القلوب…
كان عبداللطيف يذهب بين فترة واخرى الى دائرة البريد في الناحية تراوده احلامه بالحصول على رسالة بعثتها له زميلته من بغداد تطمأنه عن اوضاعها..
وفي احد الليالي وبعد شهر ونصف تقريبا من العطلة الصيفية وكالمعتاد اثناء ذهابه الى دائرة البريد في الناحية فاجأه ساعي البريد الذي وجده في سوق الناحية بوجود رسالة وفيها معايدة معنونه الى قريته وبأسمة شخصيا
فقال له على الفور وبصورة عفوية ياعم يوسف لك مني كيس مملوء بالباميا اذا كانت ممن هو في توقعاتي..
وصلوا مركز البريد واخرج له الرسالة من كيس البريد وهنا المفاجأة فقد كانت من زميلته جواهر تبلغه بانها سوف تأتي مع اهلها بزيارة لناحية حمام العليل كون الناحية تمتلك مميزات جغرافية كثيرة وتعتبر لؤلؤة نهر دجلة وفيها عيون مياه معدنية يقصدها الزوار من داخل وخارج العراق…
لم تدم فرحته طويلا وبدأت افكاره عن كيفية ضيافة زميلته مع اهلها كونهم يسكنون قرية ومنازلها مبنية من الطين وزميلته تسكن في العاصمة بغداد في قصر كبير في منطقة راقية حسب ما كانت تحكي له…
عاد الى القرية قاصداً داره ورأسه مملوءة بالتساؤلات ماذا يقول لأهله.. وكيف يشرح الموضوع لوالده ووالدته وكيف يقنع اخواته.. وعند وصوله المنزل سأل امه عن اباه فأبلغته انه في البستان مع اخواته فتوجه فورا الى هناك وهو يردد مع نفسه بعض الاغاني الجميلة في حينها ((سلميلي ياطيور الطايره)) وكون المنطقة زراعية وجميلة جدا فالخضراء موجودة والماء موجود وبقي ينتظر مجيء الوجه الحسن… وصل مزرعتهم فسلم على اباه واخواته وسألهم ان كانوا يحتاجون مساعدة وكان الاب يمتلك فطنه وذكاء ولكنه لم يدرس في المدرسة بسبب الظروف العائلية الصعبة في وقتهم امتهن الزراعة ليعيش منها. فقال ياابني عبداللطيف انت لم تأتي لمساعدتنا ولكن لديك موضوع ترغب استشارتي فيه فتكلم ماذا تريد.. تلعثمت الكلمات في بداية الامر ولكنه اجمع قوته وقال يا ابي هناك ضيوف سوف يأتون الينا من بغداد وقد بعثوا لي رسالة وهؤلاء العائلة ابنتهم تدرس معي ولابد ان اقوم لهم بالواجب كونهم قاصدين ناحية حمام العليل كزوار سياحة وكان الاب رجل عشائري يعرف الاصول ويعتبر من وجهاء القوم فقال اسمع ياعبداللطيف انا لم اتعب معك في دراستك حتى اقيد حريتك فمستقبلك يابني كمهندس زراعي سوف تقوم على معرفة الناس الكثيرة ولي الشرف ان استقبل في داري هكذا ضيوف ولاتسألني بعد اليوم فانت صاحب الدار وانا افتخر بك كونك ابني تعرف اصول الضيافة وكما تعرف نحن مجتمع عشائري محافظ نرحب بالضيف…
فرح عبداللطيف وبدأ يحسب الساعات والليالي لقدوم الضيوف وفي احد الايام وكانت الساعة تشير الى الخامسة عصرا يقف عبداللطيف فيها امام داره وفي نيته التوجه الى مركز الناحية عسى يجد ضالته واذا بسيارة حديثة تقف امام دارهم وينزل منها احد ابناء القرية ليقول لمن داخل السيارة هذا منزل الحاج ابوعبداللطيف وفجأة يرى زميلته جواهر ومعها عائلتها فتجمدت عروق الدم في جسمه من الفرح وقام باستقبالهم وادخلهم دارهم لتخرج العائلة جميعا لاستقبالهم وعلى الفور قام ابوعبداللطيف بنحر عجل سمين لضيوفه ولسانه يرحب بهم وكان ابو جواهر رجل يعرف الاصول والتقاليد من خلال كلامه مع الحاج ابوعبداللطيف وشكره له لهذا الاستقبال اما جواهر وامها واخواتها فكانوا ضمن غرفة النساء والجميع وبدون معرفة سابقة انسجم بعضهم مع البعض الاخر…
وبعد ضيافتهم يومان يذهبون خلال النهار للاصطياف ويعودون فترة الغداء والعشاء الى منزل عبداللطيف.. وصاحب المنزل يقدم كل واجبات الضيافة وقبل الوداع قام ابوعبداللطيف بتهيئة اكياس مملوءة بالبامية كهدية من بستانه الى ضيوفه فقال الضيف لقد اكرمتنا كثيرا وسوف ارد لك جميلك وعليك قبول هديتي مثلما قبلت هديتك وحسن كرمك فرد عليه قائلا الضيف ضيف الرحمن واهلا وسهلا بكم بكل وقت في هذه الاثناء كان العاشقان الكاتمان محبتهم يتكلم بعضهم مع الآخر على حسب الفرصة الموجودة…وبعد نهاية الرحلة عادت جواهر وعائلتها الى بغداد ومعهم ذكريات عائلة الحاج ابوعبداللطيف واكياس من الباميا وبعض الخضراوات التي تزرع هناك…

أحدث المقالات

أحدث المقالات