17 نوفمبر، 2024 4:50 م
Search
Close this search box.

من قصص الخيال القريبة من الواقع العراقي

من قصص الخيال القريبة من الواقع العراقي

الرجل الميت رقم 13
الجزء الرابع
وفي عام 1997 تخرج من الكلية العسكرية برتبة ملازم وكونه من المتفوقين ايضا يكون اختياره للصنف الذي يرغبه فتم تعيينه في مقر الانضباط العسكري في بغداد وبهذا ضمن البقاء قرب عائلته.. واستمر ثلاث سنوات ليتم ترقيته الى رتبة ملازم اول وفي هذه الاثناء كان سرمد هو من يقوم بمهمة رب الاسرة وكان قد قام ببيع الدار التي شيدها لهم جده وشراء دار اخرى في نفس منطقتهم السكنية ليستقر بها هو وامه واخته وجده وجدته اهل والده.. وكانت ام سرمد قد سلمت كل الامور بيد ابنها كونه شاب ناجح في حياته واهلا للمسؤولية.. وبدأت تناقشه بموضوع الزواج لكنه يرفض ذلك. وفي احد زياراتها لأهلها الذين غادروا العاصمة بغداد عائدين الى ديارهم في محافظة السليمانية منذ سبعة سنوات لصعوبة المعيشة فيها بسبب الحصار الاقتصادي الجائر على العراق وكذلك لإعلان المحافظات الشمالية والتي يسكنها ابناء القومية الكردية اقليم كردستان العراق والذي يعتبر شبه مفصول عن الحكومة المركزية والحياة فيه مستقرة وكون اخوتها يعملون مهندسين ولديهم شركة مقاولات وامورهم المادية جيدة جدا فلقد كانوا يساعدون اختهم الوحيدة والساكنة بعيدة عنهم بين الحين والآخر بتحويل مبلغ مالي لها وهذا ما ساعدها في تربية اولادها ومواصلة دراستهم كون الراتب الوظيفي في تلك الحقبة الزمنية اصبح غير كافي لأغلب العوائل ولايسد رمق العيش أحيانا..
وبتلك الزيارة اعجبت بأحد البنات من اقاربها هناك وفاتحتها بموضوع الزواج من ابنها ووجدت الاجابة بالموافقة من كل الاطراف.. فاتصلت بابنها سرمد عبر الهاتف وابلغته بما جرى واقتنع على الفور كونه يعرف ان امه لا تخطأ في اختياراتها ولكن بقيت نقطة واحدة ومهمة وهي جلب الفتاة الى بغداد لكي يراها ويتكلم معها كونه ضابط عسكري والقوانين في حينها تمنعه من السفر الى الاقليم..وفعلاً اقتنعت والدة الفتاة بذلك وتم السفر هي وابنتها مع ام سرمد الى العاصمة بغداد وتمت الموافقة من جميع الاطراف حيث كانت الفتاة تحمل بياض ثلوج كردستان وجمال الربيع النوروزي المتكامل وفي المقابل كان سرمد شاب وسيم ويحمل اخلاق عالية ووعدهم بان يستحصل موافقة وحدته العسكرية على الزواج رغم انه يعرف انه هناك صعوبة في الامر كون الفتاة كردية القومية وتسكن في محافظة السليمانية وهو ضابط عسكري والقوانين في تلك الفترة ترفض هذا الامر أحيانا الا انه احتراما لوالدته ولأهل الفتاة واعجابه بالفتاة نفسها فلابد ان يوافق ويتوكل على الله في تكملة الاجراءات الرسمية..
وفي صباح اليوم التالي دخل الى غرفة آمره العسكري والذي يحبه ويحترمه كثيراً كونه ضابط كفوء وناجح وليصارحه بالأمر ويطلب منه المساعدة.. افتهم الآمر موضوع الملازم اول سرمد ووعده ان يتصل بكل معارفه لعله يجد طريقاً يسهل الأمر ولكن اغلب الطرق اصبحت مسدودة هذا ما بلغه به آمره بعد يومين ولكنه قال لقد وجدت طريقا واحد ياسرمد وسوف يساعدنا به احد الضباط اقاربي الذي يعمل في مديرية الاستخبارات العسكرية حيث سوف نقوم بتغيير عنوان السكن للفتاة من محافظة السليمانية الى محافظة كركوك والتي كانت تسميتها محافظة التأميم كونها تعتبر من المحافظات المنتجة للبترول ويسكنها مزيج من القوميات منهم التركمان والاكراد والعرب وسوف نقوم بأجراء التحري هناك ونحصل عن طريق معارفنا عن عدم ممانعة الجهات الامنية لتحصل بعدها الموافقة على عقد الزواج.. تشكر من آمره على موقفه النبيل هذا وابلغ والدته بان تذهب الى اهلها ليقوموا بخطوبة الفتاة بشكل رسمي وتتفق معهم على متطلبات الزواج من مهر وامور اخرى وبعد الموافقة تجلب معها مستمسكات الفتاة الرسمية مع بعض الصور ليقوم بإجراءات عقد الزواج كانت والدته تطير فرحا مع اخته وجده وجدته وكل اعمامه الموجودين قريبا من سكنه… وبعد شهرين تقريباً تم استحصال الموافقات الرسمية حسب الاتفاق مع آمر وحدته العسكرية وتم سفر والدته مرة اخرى لتأتي معها الفتاة ووالدها واحد اقاربها المسموح له التنقل بين بغداد واقليم كردستان كونه يمتهن التجارة في حينها وتم اجراء معاملة عقد الزواج في محكمة الاحوال الشخصية في بغداد الجديدة.. وتم تحديد الزواج بعد مدة ثلاثة اشهر حتى يستطيع اكمال كل متطلباته من غرفة نوم وملابس وترتيبات اخرى….ودع خطيبته التي اصبحت زوجته وفق القانون على امل اللقاء في الموعد المقرر لإتمام مراسيم الزواج…وفي احد الايام دخل سرمد الى منزله فوجد والدته في الغرفة تخاطب صورة والده وهي تبكي وتشكي له جور الليالي عليها وكذلك امنيتها لوكان موجود بينهم وهو يحضر حفلة زواج ولده…
وفي احد الايام واثناء الدوام الرسمي قام آمر وحدته باستدعائه ليبلغه بتكليفه بمهمة خارج مدينة بغداد وبالتحديد في المنطقة الوسطى معبر المنذرية المحاذي لإيران لوجود اسرى عراقيين يتم تسليمهم الى العراق عن طريق مكتب الامم المتحدة وواجبه كونهم من منتسبي الانضباط العسكري توفير باصات نقل وحماية لهم وتوصيلهم الى مناطق سكناهم وكلف معه اثنان من الضباط الاخرين مع بعض الجنود ورغم انشغاله في موضوع زواجه والتهيأ له الا انه لا يستطيع رفض اي طلب لآمره والذي يعتبره في مقام والده.. وفي الصباح الباكر توجه ومن معه الى كراج العلاوي وسط العاصمة بغداد ليقوم بتأجير باصات ويذهب هو ومن معه الى معبر المنذرية التابع لمحافظة واسط وعند وصولهم استفسروا عن مبعوث الامم المتحدة لكنهم لم يجدوه فاضطروا الى المبيت هناك..

أحدث المقالات