لايكاد يمر يوم بساعاته الاربع والعشرين دون ان يضع اتحاد الكرة متابعيه اعلاما وجمهورا واندية في حيرة من امره، حتى اضحت جمهورية القدم كما يقال عنها في اغلب الاحيان لسطوتها بلا سلطان، تتلاقفها النزاعات وتحكمها الاهواء ويقودها الانفلات عن المنطق، حتى باتت (الجمهورية) كما الرجل المريض نسبة الى ايام الدولة العثمانية.
القرارات عرضة للتغيير، والاعضاء لا يتوانون في هتكها واستباحة قدسيتها بالرفض تارة وعدم القناعة تارة اخرى، حتى ان كان ذلك بلبوس الديمقراطية كما يشيعون هم، لتضرب الفوضى اطناب تصريحاتهم، وتشكل صداعا مزمنا في رأس الساحرة.
كل شيء مثير للجدل سبحان الله، حتى ورقة تثبيت الولاية لسنوات اربع كما يزعم رئيسهم لم تخرج عن ذلك، فالورقة بلا رقم وتاريخ وعنوان، وفيها سرد لرؤساء الجمهورية منذ عقود عدة، وكان لسان حالها يقول قطعوني من موقع الكتروني، ولا ادري كيف يمكن لإتحاد دولي يحكم عالم كرة مجنونا ان يخاطب اتحادا محليا بهذا الشكل الغريب، برغم يقيني ان لا كتاب وصل، ولا خبر اكد التثبيت، إلا من هذه (الورقة) التي لا تثبت، بل تزيد شكا مفترضا يراد به لوي عنق الحقيقة، واسكات الطامحين بالعودة الى سدة الحكم من جديد، برغم ان الجميع يدرك ان عضوا واحدا من (العمومية) الغارقة في نوم هادئ بامكانه تمزيق جدار الصمت المريب.
اتحاد مثير للجدل يجهل المصير الذي يسير اليه بملء ادارته، فالفوضى تعم مقره، حتى بات ملاذا لمن لا يملك عملا، ولجانه تعتمد الارتجال، ومسابقته الوحيدة عرجاء، هدها التاجيل واستباحت عذريتها التاريخية الطلبات كما الاغاني.
يد الاتحاد مغلولة لخواء الميزانية كما يزعمون دائما، لكنها تطلق في الايفادات بلا وازع، ولكم ان تعودوا لأمر ايفاد المنتخب الاولمبي لتتأكدوا من ذلك.
التسميات والمنتخبات لم يكن حالها بالمثالي، فهي جزئية من كل، ولابد لها ان تتأثر بالمسببات، فبعد ان رضخ الاتحاد لضغط الاعلام والجمهور باقالة المدرب حكيم شاكر، عاد “ليطنشهم” في موضوع اكرم سلمان، حفاظا على هيبة الاتحاد كما يبررون، ولا اعلم لِمَ غابت ايام حكيم شاكر، لجنة المنتخبات هي الاخرى دفعت ثمن ولاءاتها السابقة، رئيسها يرفض تسمية سلمان، يشاطره الاعم من اعضاء اللجنة، ونصائحه ظلت حبرا على ورق الجرائد، الفنية لا تجيد صنع الحبكة، فالتداخلات تأكل عملها وتصيّرها لجنة في الظل، اما المسابقات فحدث ولا حرج، لا لائحة ولا هم يحزنون، والكل منغمسون بتحسين الصورة، طمعا في كرسي قادم حتى ان كان على حساب الاخر.
دعوة
أهمس في اذن اصدقائي ممن تعنيهم سطور مساحتي..
تقول الرائعة احلام مستغانمي: “ان اعماقنا ايضا بحاجة الى نفض، كأي بيت نسكنه، ولا يمكن ان نبقي نوافذنا مغلقة هكذا”.
فهل من نفض.. الله اعلم..