23 ديسمبر، 2024 3:19 م

منذ عامين مضيا ومدينة الفلوجة ترزح تحت سيطرة تنظيم داعش ألارهابي … ومنذ ذلك الوقت والى الان لم يبد أي سياسي عربي خوفه وقلقه على أهل الفلوجة برغم مرارة الواقع والظروف السيئة التي يعيشونها تحت سيطرة التنظيم وهيمنته على مقدرات الناس واحكام قبضته على المدينة .. الا أن اصوات اولئك السياسيين ارتفعت عاليا بعد تقدم القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي ، والحشد العشائري والتحالف الدولي لتحرير المدينة من دنس داعش .. فسرعان ما انبرت وسائل اعلام مشبوهة واخرى مسخرة وثالثة مؤدلجة للحديث عن خروقات بشأن السكان المدنيين في الفلوجة ، وانطلقت تصريحات لمسؤولين عراقيين طالما عهدناهم بأنهم مثيرو للفتنة والأزمات وتجار قضايا ..
وبدأت تقارير كاذبة تسوَق الى الامم المتحدة ومنظمة حقوق الانسان (هيومن رايتس) مفادها أن القوات المساندة للجيش العراقي تمارس خروقات ضد المدنيين الذين هربوا من الفلوجة . وابتعدت التصريحات الصحفية التي أدلى بها اولئك المهووسون عن الدقة والموضوعية والمهنية ، كما ابتعدت وسائل الاعلام العربية عن الحقيقة ومارست التضليل الاعلامي ، ولم تكن هذه الحملة التي رافقت بدء العمليات في الفلوجة بريئة أو انها انطلقت صدفة ، بل هي نهج اتبعته وسائل اعلام معينة في كل عملية عسكرية يقوم بها الجيش العراقي لتحرير المدن من سطوة داعش.
حدث ذلك في تكريت وبيجي وسامراء وديالى وجنوب بغداد في جرف الصخر . هذه الصيحات وغيرها تسهم في دعم ومساندة التنظيمات الارهابية من خلال ثلاثة اتجاهات : الاتجاه الاول العمل على ارباك الجبهة الداخلية التي غالبا ما تكون ساندة للمقاتلين وداعمة لمعركة التحرير , أما الاتجاه الثاني فان تلك التصريحات تثير الريبة والفزع بين الاهالي حتى يصبحوا بين نارين ، نار داعش ونار أخرى صورها الاعلام المعادي بأن من يهرب من الفلوجة يُعتقل ، فبقي اولئك في اماكنهم دروعا بشرية للدواعش يحتمون بهم ويعرقلون تقدم القوات العراقية نحو المركز ما أخر حينها تحرير المدينة , وفعلاً هذا ماحصل .. وبذلك فان وسائل الاعلام الصفراء وتصريحات بعض السياسيين تسببت في قتل المدنيين لأنها وضعتهم في حالة تردد من مغادرة المدينة حتى وان توفرت الفرصة ..
أما الاتجاه الثالث فهو الحملة الشعواء التي تشنها وسائل الاعلام الخليجية للنيل من الحشد الشعبي ، فهذه الوسائل ما انفكت تروج لرسائل اعلامية مغرضة القصد منها المساس بمؤسسة الحشد الشعبي التي سطرت بطولات في المعارك التي خاضتها جنباً الى جنب مع الجيش العراقي . فبعد تحرير الصقلاوية ، وهي ناحية تابعة لقضاء الفلوجة رافقت القوات الامنية لجان من الوقف السني لمتابعة حالة النازحين والوقوف على الادعاءات التي يطلقها بعض الساسة والنواب في البرلمان العراقي ، وكان ديوان الوقف السني قد ادرك هذا التوجه ووجه الخطباء وأئمة المساجد ببعث رسائل اطمئنان الى سكان المدن الخاضعة لسيطرة التنظيم الارهابي . كما دعاهم للتعاون مع القوات الأمنية العراقية لانقاذهم من سيطرة الجماعات المتطرفة .
أحد زعماء العشائر ضمن تحالف قبلي مناهض لداعش قال : أن القوات الأمنية تتوخى الحذر من اصابة المدنيين ، وكان مجلس محافظة الأنبار قد اتهم عشائرها بعدم الكشف عن دواعش دخلوا بغداد ، في حين أن قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج أعلن عن القاء القبض على (180) من عناصر تنظيم داعش تسللوا مع النازحين من مدينة الفلوجة . وحينها دعا الحشد الشعبي المساند للقوات المسلحة العراقية تحالف القوى للمشاركة بالتحقيق مع نازحي الفلوجة والوقوف على الحقيقة والاطلاع على عمليات سير التحقيق بخصوص المشتبه بهم .
وكان كل من رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري قد زارا ساحة العمليات للاطلاع عن قرب على مزاعم البعض بوقوع انتهاكات ، كما أن مكتب العبادي أصدر بياناً أشار فيه الى حرص رئيس مجلس الوزراء على حياة المدنيين في الفلوجة , وكذلك وجهت المرجعية الدينية في النجف الاشرف بالحفاظ على أرواح الناس واعتبارها أولوية تتقدم على أهداف المعركة .. وقد أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين عن وصول ( 868) عائلة فلوجية نازحة الى مخيمات عامرية الفلوجة ، في حين أشارت تقارير صحفية الى أن داعش أصاب وقتل ( 30 ) مدنياً حاولوا الهروب من الفلوجة .
وذكرت التقارير أن النازحين الفّارين يصبحون تحت نيران داعش أو الغرق في نهر الفرات وأشارت الى ان ( 13 ) من النازحين قد غرقوا في الفرات بعد محاولة هروبهم من المدينة ..
أمام هذا السرد .. يبرز التساؤل من قتل أهل الفلوجة ؟ أليس هم الدواعش ومن يساندهم ؟ وليس ذلك عن امثالهم ببعيد !!.