23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

من قتلني؟ الکل يعرفون ذلك!

من قتلني؟ الکل يعرفون ذلك!

مشارکة الالاف من العراقيين في وسم”من قتلني” على مواقع التواصل الاجتماعي والذي حمل صور شبان وشابات قضوا اغتيالا برصاصا غدر في البلاد، وتحت جنح الظلام، مطالبين بمعرفة مصير التحقيقات في هذا الملف الذي طال عشرات الناشطين، يعتبر مرة أخرى إصرار الاجيال الشابة العراقية على عدم التخلي عن مساعيهم من أجل إماطة اللثام عن القتلة الارهابيين الذين أجرموا بحق الناشطين والناشطات العراقيين الرافضين للفساد ولنفوذ النظام الايراني وميليشياته العميلة في العراق، وإن تظاهرة يوم الثلاثاء الماضي 25 أيار/مايو قد أثبتت وأکدت بأن الشعب العراقي يرفض حملات الترهيب والاغتيالات التي أطلت برأسها مجددا خلال الأيام الماضية ويقف بوجهها.
العراق الذي شهد ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر 2019، مجموعة واسعة من عمليات الاغتيال والخطف والتهديدات التي طالت منظمي الاحتجاجات، حيث اغتيل العشرات من الناشطين، واختطف العشرات أيضا بطرق شتى لفترات قصيرة. يبدو واضحا بأن عملية إغتيال الناشط إيهاب الوزني أمام منزله في مدينة كربلاء، قد کان عاملا مهما في فتح الابواب أمام الحراك الحالي الذي لايبدو إنه سينتهي بسهولة ولاسيما بعد أن ضاق الشارع العراقي ذرعا بتدخلات النظام الايراني من خلال ميليشياته العميلة وسعيه من أجل فرض خياراته على الشارع العراقي وقمع الاصوات المعارضة له وتصفيتها بطرق واساليب مشبوهة وبالغة الخبث.
الاوضاع السلبية التي يعاني منها العراق والشعب العراقي، والتي صار القاصي قبل الداني يعرف بأن لها علاقة قوية جدا بتدخلات النظام الايراني وعدم سماحه أبدا بظهور أي تيار وطني يأخذ بزمام الامور بعيدا عن دور ونفوذ هذا النظام وعملائه خصوصا وإن الشعب العراقي قد صار يعرف جيدا مدى عمالة هذه الميليشيات وقادتها بالاخص بعد أن قامت منظمة مجاهدي خلق بالکشف عن وثائق إستلام رواتب للحرس الثوري وفيها أسماء قادة للميليشيات العميلة ومن ضمنهم على سبيل المثال لا الحصر هادي العامري، ومن دون شك فإن هذا الحراك لايمکن أبدا أن يغفل أو يتجاهل هذه الحقيقة الدامغة لأنها أساس ومصدر البلاء وجذر المشکلة الاساسية، ذلك إنه ولکي يبقى هذا النفوذ السرطاني وهذه الميليشيات تسرح وتمرح فإنه لابد من القضاء على أي صوت وطني حر يقف بوجههم.
من قتلني؟ الکل يعرفون ذلك على وجه التحديد، يعرفون الذين يقومون بتزوير کل شئ وينتحلون مختلف الصفات والادوار ويقتحمون السجون ومراکز الشرطة ودور المواطنين ليخرجون العراقيين منها عنوة ويقتلونهم أو يختطفونهم من أجل تحقيق أهدافهم ومآربهم الاجرامية، والکل يعرفون أيضا من هو النظام الذي يقف خلف هٶلاء الارهابيين المجرمين، وإن يوم القصاص قادم ولاشئ يحول دون ذلك أبدا.