“الجنّة” ؛ “بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال أو قلب بشر” ,هناك تساؤلات: لِمن وعلى مقياس من هذا التواري “المقصود” للجنّة, لا تدرك لا بالحسّ ولا بالحدس ولا بالعقل؟.. جنّة تثير الفضول, وهذا الفضول باعتقادي من أطلق العنان لخيال المسلمين ولغيرهم, لكنّ نقطة الفراق لهذا الوعد بحديث آخر يوعد بجنّة مفعمة بأضعاف ما نشتهيه بدنيانا “كشف” عن بعضها.. ولكي نعرّض تلك التصورات لإسقاطات مفاهيم اليوم نجد أنفسنا موعودون بجنّة بمدركات دنيويّة لا علاقة لها بمستجدّات قادمة كما تفترض “الأبديّة” من عدم آخر بماهيّات مكوّنات أو “لا ماهيّات!” ليس لها طبيعة مسمّى لا يحمل جزيئات أو عناصر؟ ,لأنّه إنّ صحّ أنّ الجنّة الموعودة هي من رسّخت منذ الطفولة ستكون مشابهة لبساتيننا ومروجنا لكن بدرجات أعلى في المتعة أي لنفس عناصرنا غير أنّها بمائة ضعف؟ ولو أنّ المتعة ستفقد طبيعتها مع التكرار وهذه من جملة من استطاع تخطّي انتباه المسلمين قرون!, إذًا يوجد هناك والحالة هذه استلذاذ من “مائة ضعف” كما جاء في بعض الأحاديث النبويّة لكن أيضًا ستكون وفق الترتيب البنائي الدنيوي + مثلها شهوة جنسيّة “أي إفراغ غير مجدي” ,وبالمحصّلة فلا جديد عطفًا على عنوان المقال؟ ما يعني لو تماهينا مع مداركنا بقناعة تلك المواصفات أنّ اليوم الآخر ليس غريبًا أو من أبديّة بعناصر أبديّة بل مضاعفة كما نفهم من الحديث ,وهو الأقرب للمنطق برأيي أنّنا نعيش أبديّة بحياتها وبمُميتها من عناصر وجزيئات أبديّة غير قابلة للفناء لكن قابلة للاختفاء داخل عدم أبدي والظهور منه ثانيةً “وفق نظريّة التموّج الكمومي توصّل الباحثون مؤخّرًا لاكتشاف بعض الجزيئات تأتي من العدم ثمّ تختفي أو تلغي بعضها بعضًا ثمّ تظهر”, يعني أنّ الجنّة ليست كما وصلنا عنها ,فهي تخضع لنفس “الرقميّة البنائيّة” وفق قوانيننا هذه لا تحمل أيّ سمة من سمات عناصر عدم آخر غير عدمنا عدم لا يستجيب لعدمنا بحكم انفصال أبدي سرمدي كلٌّا عن الآخر إن وفّقنا بإسقاط مكوّن كوننا ومحيطه العدميّ على من لا يستجيب! أي يأتي دون استدعاء يلغي لعدم آخر حاضرنا الدنيوي؟ إذ ما دام المخاطب نحن الّذين نعيش هذه الدنيا فلا يعني ذلك سوى أنّنا بين مباهج حياتيّة لا تعدو عيّنات مفردة “لبضاعة” من نفس النوع؟ فأين هو إذن اليوم الآخر الّذي تحمل جنّته بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟..