18 ديسمبر، 2024 6:44 م

من غرائب الزمن و الدّعوة لله

من غرائب الزمن و الدّعوة لله

رغم ضيق وقتي الثمين الذي أحسبه أكثر الأيام بآلدّقائق بسبب مشاغل الكتابة و البحث و الفكر و التأليف إلى جانب العمل مع المرض و العلل لتأمين لقمة آلخبز بآلكد ألحلال, لأني أربأ حتى من أخذ حقوقي الطبيعية التي أقرتها المواثيق الدولية و العالمية والشرعية كتقاعدي الوظيفي حتى من وطني العراق الذي لم أعد أحس به كوطن حتى هذه اللحظة بسبب الفاسدين, لكن كما قلت في مرات سابقة؛ أنك أحياناً تبتلي في هذه الحياة ألملعونة .. الملوثة بأنواع الجراثيم والفايروسات كـ (كورونا) .. بأناس منافقين يصعب كشفهم إلا في الأوقات الضائعة و بعد هدر قسما من عمرك, و لأن إنسانيتك و أدبك و عِلمك و دينك فوق كلّ ذلك؛ لا يسمح لك رغم إحساسك بتفاهتهم و مسخ قلوبهم و طفيليتهم .. بإدارة ظهرك عليهم و إعلان رفضك و عدم الأهتمام بمثلهم لأنهم مجرد حشرات بقامات بشر .. لكن المنافقين إستثناء طبعا من بينهم .. فهؤلاء في الحضيض دنيا و آخرة, ولا مكان لهم في قاموس الأنسان ولا آلآدمي و لا حتى البشر .. لا وآلله حتى الحيوان أفضل و أشرف منهم, و يستحقون الأحترام لأنهم يقدمون للطبيعة شيئا كدور غريزي طبعهم الله عليه؛ بإستثناء هذه الفئة الطفيلية التي إعتاشت و بقت و ما زالت على أكتاف الآخرين بآلنفاق والكذب و الدجل و السرقة و كل أنواع الخبث .. ليتقطع العراق أخيراً .. إرباً .. إرباً لدويلات و مدن و محافظات و حتى قرى نأت بنفسها بعيداً.

لكني رأيت أخيراً أن بين هؤلاء البعض من الذين ما زالوا لا يستحون حقاً ولا يتوبون بسبب لقمة الحرام لا أكثر و لا أقل – لقمة الحرام هي تلك اللقمة التي تأكلها لبناء جسدك و ليس العكس إستخدام جسدك و فكرك لتطعم الآخرين – لهذا و بعد ما رأيت العجب العجاب من صلافة و قبح و خبث و غباء هذه الطبقة المنافقة؛ رايت أنه الأمر يستحق أن أصرف دقائق من وقتي لكشف هؤلاء الفاسدين المتخمين الذين إمتلأت بطونهم بأموال الفقراء و المساكين و المرضى و حقوق الناس و لم يعد فساد هؤلاء الطفيليين خافية على آلمنتجين المجاهدين .. أخص البعض من الذين كان يدعون بأنهم “شيوخ” و “سادة” و أترفع من ذكر أسمائهم لأنهم أصغر من أكون سببا لمعرفتهم؛ فهؤلاء و بعد ما سرقوا العباد و المعبود و دمروا قيم الناس و أفسدوا الثقة و الروابط الأجتماعية فيما بينهم بآلكذب و الغيبة حتى تظاهر العالم ضدهم و بآلمكشوف و كما رأيتم ذلك في كل مكان في الداخل والخارج بحيث باتوا لا يقدرون حتى على الظهور أمام الناس أو قول كلمة !؟

و ماذا يقولون غير كلمات مكرّرة تعج منها رائحة الجهل و الخسة والنفاق و الظلم و الخيانة وإن حاولوا تغطيتها بصورة الصدر أو حزب الدعوة اللعين – طبعا دعاة اليوم – أو طلائها بقدسية أهل البيت(ع) .. على كل حال الكلمة الوحيدة التي أستطيع قولها بعد سماعي لبيان صفراء من بعض هؤلاء الفاسدين السارقين الآن هو: [أنتم فقط لا تستحون .. لا من أنفسكم و لا من المؤمين ولا من الله, لهذا قولوا ما شئتم فآلحقيقة بعد ما أثبتم أنكم أخسّ من آلحشرات , و لا وجود لكم في قلوب الناس لا و حتى في عرض الحياة], و أتعجب من بعض هؤلاء ألذين وضعوا طول قماس على رؤوسهم العفنة عرضا و جوهراً؛ كيف إنهم يجرؤون نشر آلخطاب ألهزيل؟
خطب و بيانات تنقصها الحكمة و البلاغة و اللغة الصحيحة ناهيك عن المعاني و القيم و العرفان الذي لا يفهمون حتى كنهه و فلسفته, والعجب العجاب من أمر هؤلاء المنافقين؛
كيف إنهم يعلنون و يدعون الناس لعمل الخير و هم فاسدون و سارقون ..
يا للسخرية و الجهل و الحمق و العمالة مع هؤلاء و أذيالهم المؤجرين لعقولهم!
يا للحماقة و الجهل : و هم يدعون من يدعون لأن يتبرعو.. و منهم أبناء الجالية مادياً لمساعدة الكنديين لأنهم يواجهون محنة حرب(كورونا) .. بينما العراق الذي نهبوه و سرقوه يئن و يحتاج حتى لمرهم و درهم و دينار و لأبرة و قرص دواء و هم يشهدون!

هل رأيت ممسوخين منافقين وصل الحال بهم لهذا الحد من الخبث و الجهل والعمالة ؟
هل رأيت مخلوقات حشرية ممسوخة كهؤلاء, لا يعرفون أبجدية القيم و الحقوق و الأولويات؟
هل رأيتم مخلوقات مجردة من العواطف و الأحساس والصمير كهؤلاء الذين إشرأبّت نفوسهم و أجسادهم بكل أنواع الفايروسات و الرذيلة؟
هل رأيتم مخلوقات مجردة من كل قيم الأسلام الحقيقية كهؤلاء الذين ما زالو يتوهمون بأن هناك شخص أو شخصين ما زال يعبدهم أو يحترمهم كما كان البعض يفعل في السابق .. حتى شراء (مركز الشهيد الصدر) في تورنتو الذي سرق هذا الشيخ المُعيدي و أمثاله أمواله التي بقت لإستثمارها بمشروع آخر من دون رضا المتبرعين الذين إشترطوا شرطا واحدا أثناء تبرعهم بتلك الأموال .. ببناء مركز لأحتضان أطفالهم!؟
ثم ماذا قالوا ببياناتهم الصفراء!؟
قالوا: عليكم بمساعدة من يعيش مضمونا حياته و مماته و رزقه من قبل الحكومة الكندية من الناحية الصحية و الحقوقية و الأنسانية بغض النظر عن عدالتها من عدمها!؟.

أيها الذين لا تستحون: ألحياء نعمة كبيرة قد فقدتموها يوم تسببتم بحرق القيم و سرقة الناس في العراق و الناصرية و البصرة و غيرها!؟
فقدتموها؛ لانكم لم تعرفوا معنى آلدين و الحياة .. و الحبّ .. و الأنسانية .. لأنكم ولدتم بآلخطأ و تربيتم بآلخطأ .. و عشتم بآلخطأ لهذا لا يصدر منكم سوى الخطأ و الفساد.
تركتم بعد سرقة ترليون و نصف ترليون دولار .. شعب فقير على كل المستويات وهو عانى الأمرين من ظلم صدام و منكم بعد ماجئتم لتكملوا المحنة بزيادة الفقر و الجهل والمرض والفايروسات .. نعم لقد أكملتم طوق الجهل بثقافتكم البالية العفنة التي كانت مخبئة تحت عمامكم و إن كانت تظهر لنا بين الفينة و الأخرى من على منابركم الظالمة الظلماء, لكنكم اليوم كشفتموها علناً و بشكل عملي بعد أن تقدمت أمريكا سيّدكم و مولاكم بإزاحة صدام و الإتيان بكم كقطيع مقود من قبلهم.

لكن حتى أمريكا ندمت على فعلتها اليوم و تعد العدة لسحق حتى الخيريين في بدر بسببكم .. بعد ما رأتكم مجرد عصابة للقنص و السطو و السرقة , فسحبت البساط من تحت أرجلكم و سترون كيف أن أحدكم حين يسحق .. لا يساوى عفطة عنز, و لسان حالكم : [يا ويلنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا و نكون من المؤمنين, بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل و لو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه و أنهم لكاذبون] (ألأنعام/28), و إن الصبح لقريب ..
أ ليس الصبح بقريب؟
ألفيلسوف الكونيّ