23 ديسمبر، 2024 4:58 ص

من عيد المتنبي الى عيدنا

من عيد المتنبي الى عيدنا

وكأن المتنبي اليعربي الاصيل قد قرأ أفكار امته المستقبلية, وراح يخلد بضميره الحي أعياد امته ,وكان يقينا هو جزء كبير من تاريخ هذه الامة التليد, الذي للأسف قعدنا اليوم نبكي على أطلاله كلما مر بنا عيد أو مرت بنا فرحة . صحيح ما قاله المتنبي ,عيد بأية حال عدت ياعيد, قعدت امة العرب تندب حظها العاثر في كل أعيادها للأسف, وهي تتربع على عرش مأساتها حيث لا مكان فيه لذكر الفرحة ولاصدر يحتضن العيد بقدومه .كيف لا ,والدموع والدماء بنهر واحد تجري وسقت ارض العرب  من محيطهم الى خليجهم ,اختلط العويل بأزيز الرصاص, والصراخ بدوي المدافع والدبابات ,والاستغاثة بالبراميل المتفجرة . ساحات العرب ومدنهم من طرابلس ليبيا الصحراء مرورا بدمشق الشام التي للأن لم يرتو ظالمها بدم أطفالها ونسائها حيث لا عيد لك يابنت الشام, وهلال عيدك قد أفل كما أفلت معه الابتسامة من عيالك .ثم فلسطين الاقصى فلسطين الشهداء والدم والمجازر, وصدارتها غزة المحاربة .هل مر العيد عندكم يا ايها العرب أم ينتظر أنتم تمرون عليه ؟واخيرا حط العيد رحاله في بغداد عروس الرشيد ,ومنارة المجد التليد, حيث لم يجد الا ما وجد في ثرى العرب .الدمار بعينه ,والخراب نفسه ,والظلم قد توزع على مشارق المنازل ومغاربها ,وصارت لا تحسب
 الأهلة بقدر حسابها للبراميل المتفجرة التي ترمى على الامنين, امة العرب هل من عيد يا امة العرب نخلص فيه وتخلصين مما أنت فيه ؟ يقينا تستطيعين ان تخلصت من شراذم الكراسي والمناصب الذين ابتليت بهم ,وباعوك مع أبي رغال في الماضي وهم الى الان يبيعون بدماء أبنائك .عيدنا يا امة العرب حالما تلفظين القابعين على كراسي حكمك وتتحرر شعوبك من الذل والهوان والعار الذي لحق بها  اللهم أنت تعلم بحالنا وعيدنا  فكيف تشق الفرحة طريقها الينا وسط الذي نحن فيه وامة العرب لم تشق لها طريق الى الان نحو العيد الحقيقي ,ايها المتنبي لم يأت عيدك بجديد وعيدنا كذلك الى الان .