23 ديسمبر، 2024 12:10 ص

من عفرين إلى دهوك
حوار مع الشاعر عصمت شاهين دوسسكي
* الحنين لحضن وطن يحمي أجسادنا وأحلامنا .
* على الشاعر الحقيقي أن يقدم شهادته الشعرية العصرية .
* الكتاب وسيلة مهمة لتنمية ثقافة الإنسان .
* المرأة الكردية رغم التحرر وحصولها على المناصب السياسية والاجتماعية والثقافية والإدارية ما زالت متمسكة بالأصالة والمبادئ الأخلاقية .
* الاهتمام بالأدباء والمفكرين والعلماء شأن الدولة حضاريا .
* يلعب الإعلام دورا فكريا وثقافيا مهما .
* الأمة التي لا تقرأ لا تنتظر منها أن تبني حضارة

حوار : أمينة عفرين – سورية

1 – في البداية لمحة عن حياتك التي عشتها في طفولتك ؟
* الطفولة عالم مميز في حياة الإنسان بتفاصيله وعفويته وبراءته حيث يكون الانطلاق منه إن شئنا أم أبينا فأحداث الطفولة تؤثر على حياة الإنسان ونفسيته ومستقبلة ، والأديب سر ديمومته وإبداعه وتواصله أن يحمل روح الطفولة وأن لا يشيخ أبدا وهذا يعني عدم فقدان روح الطموح والحماس والحلم والعطاء ، طفولتي قد تكون مأساوية لو قارناها بطفولة أخرى ورغم هذا كانت طفولة مميزة حتى لو كانت في ظلها الحرمان والحاجة والفقر والبراءة والبساطة والعفوية التي تحمل على كاهلها البحث عن كسرة خبز والبحث عن الحياة بين الأزقة الشعبية والبيوت الآيلة إلى السقوط ،يبقى الحنين لكل الأشياء التي تركناها أو مضت هي عنا إلى الحنين إلى خبز أمي وحنان أمي ولمسة أمي وأموت خجلا وألما من دمع أمي ، وإلى الحنين لحضن وطن يحمي أجسادنا وأفكارنا وأحلامنا وأمالنا وطموحنا في ظل عيش كريم بعيد عن الذل والحاجة والانكسار .
2- من أنت .. وكيف بدأت بالكتابة ؟
* أنا من الجبال والسهول والوادي والجنان والأنهار والينابيع ومع الملائكة ميلادي ..أنا من البحار والصحاري والشواطئ وبيض الأيادي والألباب الحكيمة والصدور الكريمة التي تنبض مع نبض فؤادي … بدأت القراءة بتمعن قبل الكتابة فكانت القراءة المهمة التي توسع مدارك الإنسان فالقراءة حاجة إنسانية ملحة وليست هواية فكلما قرأت أكثر أصبحت في عالم أوسع وهي تدل على تحضر كل أمة تطمح إلى السمو والإرتقاء والأمة التي لا تقرأ لا تنتظر منها أن تبني حضارة وهذا ما وضحته في قصيدة ” حضارة القشور ” هكذا بدأت القراءة أولا وما زلت أقرأ .. بدأت القراءة وأنا في الصف الرابع ابتدائي بعمر (11 ) سنة إضافة إلى المناهج الدراسية كنت أقرأ لكبار الأدباء والعلماء والمفكرين وفي عمر ( 15 ) سنة بدأت أكتب بعض الخواطر والشعر والقصص وما زلت أقرأ وأكتب في الشعر والنقد الأدبي .
3- في بداية مشوارك الأدبي كيف كان توجهك الأدبي شعرا أم نقدا ..؟
* في البداية خواطر وشعرا كان الشعر الهالة التي تضيء سماء الروح وهواجس القلب وأنين الضمير وبعد التوسع في عوالم الأدب لجأت إلى النقد الأدبي كسبيل لإفراغ ما لا يمكن إفراغه أي ابدي في التأويل والتحليل النصي رأي الخاص في النص والشاعر أو في القصة والقاص وهكذا باقي الفنون الأدبية .
4 – عن الحب والمرأة والوطن ماذا يعني لك ..؟
* الحب بمفهومه العام حب بلا حدود حب إنساني شامل يضمن
حب المكان والأهل والناس والمحبوب
((ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك ))
قالها الحبيب محمد صل الله عليه وسلم برواية الترمذي . وهو يودع مكة المكرمة ،
إنها الأرض التي ولد فيها، ونشأ فيها، وشب فيها، وتزوج فيها، فيها ذكريات لا تُنسى، فالوطن ذاكرة الإنسان، فيها الأحباب والأصحاب، فيها الآباء والأجداد والآثار والذكريات التي تظل تنبض في القلوب وهذه فطرة الله في حب الأرض والديار ، وقد كتبت عن الأماكن حبا وتأثيرا مثل قصيدة الحدباء – دهوك – زاخو – سنجار- عفرين – طنجة – تطوان – بيروت وغيرها .
والحب من ألوان الشفاء لقاء المحب بحبيبه ألم يشف يعقوب ويعود إليه بصره حينما ألقوا عليه قميص يوسف ..؟
الحب العفيف الذي فيه دروس وصور شعرية في الصدق والنقاء والعفة والطهر والوفاء، والذي يتغلب فيها العشاق على كل العوائق التي تعترض سبيلهم ويصمدون حتى النهاية وعكس هذا الحب بريء الحب في أصله كل البراءة مما علق به في هذا العصر من المجون والعرى والانحلال الأخلاقي، فواقعنا الآن يكاد يكون خاليا من الحب العفيف الذي يجسد معالم الفضيلة في العلاقات العاطفية من إباحة تحت ظل الحرية الخاطئة فالحب ظاهر واضح بين هذا وذاك إلا ما ندر .
5- من هو ملهمك في أشعارك ؟
* الإلهام حافز ودافع للتجديد والطموح والحياة ، الإلهام ما يلقي الله في نفس الإنسان ما يدفعه لفعل شيء ما، الإلهام هو الوحي، ويشتهر الإلهام بكونه حالة تصيب الفنانين والشعراء ليبدعوا أكثر، وتطرأ على خواطرهم أجمل الأفكار ليكون الإلهام الخلاق . وقد يكون الإلهام بسمة نظرة حركة وما في الطبيعة والوجود من جمال وإيحاء .
6- أي قصائدك اقرب إلى نفسك وما هي أجمل قصائدك ؟
قصائدي احتويها وهي أفكاري وشجوني وأفراحي وآلامي كلها مني وأنا منها ولا فرق بينهم كل واحدة تكمل الأخرى ..
7- ما رأيك بالشعراء والكتاب في وقتنا الحاضر ؟
في ظل العصر والتطور أصبح بعض الشعر فيسبوكيا وأصبحت الشهادات مجاملة قد تدفع الكاتب إلى التقدم أو الغرور والإنهيار حتى شهادة الدكتور أدبيا أصبحت تهدى تباع وتشترى والألقاب ما أنزل منها من سلطان بل يتفاخرون فيها على صفحاتهم بقرب أسمائهم وأصبحت ظاهرة لا تسمن ولا تغني من جوع وقد ذكرت هذا في قصيدتي ” سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب ” لست ضدهم فهذه حرية فكرية وشخصية ولكن أبوح بموقفي الفكري والأدبي تجاه جوانب وصور سلبية يظن البعض ومن يقرأها خلال إطلالة الفيسبوك حقيقة وهي بعيدة عن الحقيقة البشرية والفكرية والأدبية فليس كل من كتب سطورا أصبح شاعرا وأنا لست معصوم قد أصيب وأخطأ وهذا لا يعني عدم وجود أدباء ومفكرين وباحثين لهم باع طويل في الكتابة والنشر والإبداع بل أعمالهم القيمة تسبق أسماؤهم وهمهم الجوهر وليس المظهر ، الجوهر الإنساني والاجتماعي والفكري والوعي السليم،وأحب أن أكرر لست ضد أحد في الكتابة والنشر فالكتابة تدل على الكاتب والموضوع والعمل الأدبي يفرض نفسه .
8– ما دور الشعراء في زمن الحرب ؟
تحدث تحولات تاريخية في حياة الأدباء الشعراء وهي تحولات كبرى ومنها الحروب والثورات وعلى الشاعر الحقيقي أن يقدم شهادته الشعرية العصرية فالشعر من مفاهيمه هو صورة للعصر الذي يعيش فيه الشاعر بلغة وهوية وجمالية تكاد تكون مميزة لكن يحتاج الشاعر الأصيل إلى عوالم معرفية وفنية وخبرة تجريبية لكي يبرز موقفه الشعري والفكري والجمالي والإبداعي حيث يحتوي روح المرحلة المعاصرة محليا وعالميا ليكون أكثر شمولية وهذا يعتبر أساسا قويا صلبا للانطلاق واثبات وجود .
9 – ما هو رصيدك في طبع الكتب وأهميتها وهل أعانك الآخرون في طبعها ؟
* – يعد الكتاب القيم كنز من كنوز المعرفة بما يحتويه من عوالم ومعلومات فكرية واجتماعية مصدرها أدباء ومفكرين ومؤرخين وعلماء لم نعاصرهم ،وأفكارهم وعلومهم أساس الأفكار والعلوم القائمة الآن خلاصة تجاربهم وصلتنا من خلال الكتب والمخطوطات التي كانت سبيلا للتطور والتقدم والازدهار ولولا كتبهم لما علمنا أحداث العصور القديمة ،وهو يمد القارئ بكمية هائلة من الكلمات والمصطلحات والتعابير التي تثري الملكات اللغوية وكلما قرأ الفرد أكثر كتب أكثر في بعض الدول المتقدمة عقوبة السجين أن يقرأ كتابا ،سيمد القارئ عالما فكريا ونظريات وآراء جديدة ووجهات نظر مختلفة ويرتفع الوعي والإدراك بالأشياء والأحداث ومحفزا للخيال الخلاق ستصور في مخيلته صور حية ومع مرور الزمن يكون أكثر إبهارا وتوسعا وتعتبر وسيلة مهمة لتنمية ثقافة الإنسان ،
شاء القدر أن تطبع كتبي من خلال شخصيات عربية وكردية مثل ديواني الشعري ” بحر الغربة في 1999 م” الذي تكلفت بطبعة الأستاذة وفاء المرابط في المغرب وديوان الشعري” حياة في عيون مغتربة في عام 2017 م ” من قبل الأديبة والإعلامية التونسية هنده العكرمي وطبع روايتي ” الارهاب ودمار الحدباء عام 2017 م ” الأستاذ الباحث في الشرق الأوسط سردار سنجاري وكذلك كتابي النقدي ” الرؤيا الإبراهيمية بين الموت والميلاد ” 2018 م ” طبع في أمريكا تحت إشراف الأستاذة شميران شمعون وكتابي الأدبي ” سندباد القصيدة الكردية في المهجر 2019 م بإشراف الأديب بدل رفو المقيم في النمسا وكتابين عن الأدب الكردي المعاصر بإشراف دار الثقافة والنشر الكردية الأول عام 2000م والثاني نوارس الوفاء عام 2002 م ومجموعة شعرية ” وستبقى العيون تسافر عام 1989م . ولدي كتب ومجموعات شعرية ما زالت على الرف .
10- ما هو دور المرأة الكردية في زمن السلم والحرب ؟
* – المرأة الكردية رغم التحرر والانتشار وحصولها على المناصب السياسية والاجتماعية والثقافية والإدارية ما زالت متمسكة بالأصالة والمبادئ الأخلاقية التي تعزز من وجودها الأنثوي وكيانها الحياتي وقد كتبت عن المرأة الكردية في كتاب بعنوان ” المرأة الكردية بين الأدب والفن التشكيلي ” لم يطبع لحد الآن . تنقسم الآراء إلى قسمين قسم ينادي بتحرير المرأة لتصبح شبيهة بالمرأة الغربية بكل تفاصيل حياتها وقسم يناضل ويدعو المرأة للتقيد بالمبادئ القديمة المركونة وعدم تحقيق أي تقدم. فهل نحتاج إلى قسم وسطي بينهما ..؟ نعم ثم قسم وسطي وهو ما أراده الله للمرأة، أن تكون متعلمة وتدير ذاتها بذاتها وأن تكون قوية ً وقادرة على التغلب على ما يواجهها من صعوبات ومكابدات ومعاناة .
والمرأة في العراق بصورة عامة حققت في الثمانينات بعض المكاسب الحقوقية الهامة ومنها فرص أكبر للوصول للتعليم والرعاية الصحية والوظائف ومشاركة أكبر في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والإدارية نراها تجردت تقلصت نتيجة الحروب المتتالية ومنها حرب الخليج الأولى 1991 م وزادت المأساة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على البلاد التي كبرت فجوة المعاناة وساءت خلالها ظروف المرأة من خلال الصراعات الفكرية والسياسية بما فيها آثار الحرب عام 2003 م والعنف الطائفي والمذهبي بعدها الذي أصبح القتل على الهوية وبانت ذروتها عامي 2006 م 2007 م ثم احتلال داعش عام 2014 م
وقد كتبت رواية ” الإرهاب ودمار الحدباء ” تلخص هذه الفترة المؤلمة وتعتبر وثيقة تاريخية ،كل هذه الظروف أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على المرأة فكريا ونفسيا واجتماعيا وتعددت صور مأساتها كأرملة وثكلى ونازحة ولاجئة وباحثة عن عمل وباحثة عن كسرة رغيف بين القمامة . وقد أوصى الرسول محمد صل الله عليه وسلم ” رفقا بالقوارير ” تشبيهه عليه الصلاة والسلام النساء بالقوارير من الاستعارة البديعة لأنّ القوارير أسرع الأشياء تَكَسُّرًا، فأفادت الاستعارة ها هنا من الحض على الرفق بالنساء .
11- ما هو دور الكرد واهتمامهم في كتاباتك بين شعراء وقتنا الحاضر ؟
* جوابي على هذا السؤال مجروح والأفضل أن يسأل هذا السؤال للمعنيين في المؤسسات الثقافية والمعنية بالاهتمام الثقافي والأدبي للشخصيات الفكرية والأدبية والعلمية فالاهتمام بالأدباء والمفكرين والعلماء شأن الدولة حضاريا التي تريد أن يسمو ويرتقي شعبها كشعوب العالم المتقدمة والتي تريد أن تواكب العصر وتؤسس حضارة إنسانية راقية يشار إليها بالبنان وقد كتبت قصائد بهذا الشأن ومنها قصيدة ” أبحث عن عمل “.
12- شعراء في العراق خزائن الإبداع ،ما هو دورك بينهم ؟
* يقول عمر بن الخطاب ” العراق جمجمة العرب وكنز الرجال ورمح الله في الأرض.” لا يمكنني أن أنزه وأشير إلى نفسي لكن هناك من كتبوا عني وعن أدبي وفكري وموقفي ودوري كأديب ومفكر وشاعر شاهد على هذا العصر ومنهم ما صدر دراسات أدبية عن قصائدي مثل كتاب أديب الأجيال والإعلامي الكبير أحمد لفته علي ” القلم وبناء فكر الإنسان – رؤية أدبية في قصائد عصمت شاهين دوسكي ” صدر في دهوك عام 2019 م وكتاب الأكاديمية الأديبة السورية كلستان المرعي بعنوان ” القلم العاشق في الزمن المحترق – دراسة ورؤية أدبية في قصائد عصمت شاهين دوسكي ” صدر في دهوك عام 2021 م وكثير من الأدباء والنقاد كتبوا عن أدبي وقصائدي كمقالات متفرقة مثل الأديب المغربي صديق الأيسري والأديبة المصرية الدكتورة نوى حسن والأديبة المحامية السورية نجاح هوفك والأديبة التونسية هنده العكرمي والأديبة المغربية وفاء الحيس والأديب أنيس ميرو وأشكر الجميع على اهتمامهم وتواصلهم وإبداعهم . وبودي أن أذكر قول عمر بن الخطاب ” تعلموا العلم وعلموه الناس , وتعلموا الوقار و السكينة , وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه , ولا تكونوا جبارة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم ” .
13- ما هو دور الإعلام بما تكتبه وتصدره أدبيا وشعريا ؟
* يلعب الإعلام دورا فكريا وثقافيا مهما في إظهار ونشر وتوضيح الثقافة لكل أديب ويتحمل وازر الوعي والحقيقة التي يجب أن تكون نصب عينيه بلا قيود ولا مصالح ولا ميل لطرف ما دون آخر رغم تعدد الآراء والاتجاهات قد تكون ضد الأديب بشكل ما ،فالثقافة للجميع وعندما تضع الثقافة في عنق زجاجة يعني قتلتها في مكانها وحينما تقف ضد الأديب الحقيقي فقد قتلت نفسك ، فطبيعة ودور وسائل الإعلام في تدعيم الحرية والمواقف الإنسانية والديمقراطية، وتعزيز قيم المشاركة الفعلية وصنع القرار السياسي والثقافي والاجتماعي ، يرتبط بفلسفة السياسية الذي يعمل في ظله، ودرجة الحرية التي تتمتع بها داخل البناء الاجتماعي ،في أمسياتي الأدبية في أربيل ودهوك وزاخو كان الإعلام حاضرا ومؤثرا فمن خلال الإعلام ودوره الفاعل ينقل الحقيقة المصورة المرئية بلا رتوش للآخر ويعزز التحولات الفكرية الإيجابية نحو حياة ومستقبل أفضل.
14- كتبت قصيدة أنا بلا عمل ، وسيدة السلام ، احترقت السنابل ، العبارة ، الحب وكورونا ، حضارة القشور ، إنا أعطيناك وطن ، الحب والكهرباء وغيرها كثير ،هل قصائدك تجسد فكرك أم حالتك الوجدانية وتجربتك اليومية أم العيش والضنك والحرب ؟
* – الكتابة بحد ذاتها عملا ليس سهلا وكل قصائدي رسائل للعالم للإنسانية بلا حدود ولا قيود وكل واحد يفسرها حسب فكره وعلمه وثقافته وتوجهه وموقفه فلا أضع قصيدتي في إطار ضيق وقيد فالقصائد لا تحب القيود ، فكري حالتي الوجدانية تجاربي اليومية العيش الضنك والحرب كلها تشترك في بناء جو القصيدة وعالمها المعني وجوهرها المكنون بمضامين إنسانية حتى لو طغت عليها ال ” أنا ” فأنا التي أكتبها تساوي ” نحن ” .
15- قرأت قصائدك عن الظلم والتشرد والتهجير والفقر ومنها قصيدة المشردون وعفرين وأهل الكهف وخروف محفوف وطن النساء والقلم وما يسطرون وعفرين عروسة الياسمين ،ما رأيك بالظلم الذي يعاني منه الشعب الكردي في أجزائه ؟
* – الأغلب يدرك إن الكرد عانوا كثيرا من أنظمة عالمية ومحلية وسياسات مختلفة وهي عملية معقدة إن لم يرغب الجميع في حلها ستترك أثرا كبيرا في المنطقة وقبل كل شيء أن تتفق الأجزاء الأربعة دون صراعات داخلية تضعف كل ما هو قائم . بصورة عامة لا يمكن إقامة دولة داخل دولة داخل دولة فتصبح هناك دويلات داخل دولة وهذه الصورة تجسد الانهيار والانكسار فكلما تجزأت الدولة ضعفت أكثر وتعطي ذرائع واضحة للدول الطامعة أن تتدخل في شؤونها بكل الأشكال . من هذه الأطر تجلت قصائد مثل قصيدة المشردون ، عفرين ، سنجار ، خروف محفوف ،القلم وما يسطرون ، العبارة ، إنا أعطيناك وطن ، أهل الكهف ، فوضى وغيرها من القصائد التي تجسد الواقع وتغدو رسالة مفتوحة للتصحيح والتوجيه والترشيد والتغيير إلى الأفضل .
16– كتبت مقالات ودراسات عنك كثيرة وخاصة كتاب القلم وبناء فكر الإنسان وكتاب القلم العاشق في الزمن المحترق ما رأيك ؟
* عندي إيمان كبير أن النص والفكرة والعمل الأدبي يفرض نفسه إن طال الزمن أو قصر ولولا تأثير النصوص لما كتب أديب الأجيال والإعلامي الكبير أحمد لفته علي دراسة ورؤيته الخاصة إيمانا منه بواقعية النصوص الأدبية وشموليتها الإنسانية .. وكذلك الأستاذة الأكاديمية السورية كلستان المرعي على نفس السياق والتجديد ورؤيتها الأدبية في كتابها القلم العاشق في الزمن المحترق … اشكرهما لما أبدوه من جهد وزمن أدبي واشكر كل الذين كتبوا عن قصائدي بمقالات متفرقة متميزة مبدعة بحرية تامة في الطرح والتأويل والتحليل .
17- الآن ما هي التحديات التي تواجه أدبك وما هو هدفك ؟
* التحديات لا يمكن إرضاء الجميع فكل شخص له ثقافته وأفكاره وتربيته وأخلاقه وقد يكون أقرب أصدقائك الأدباء عدوا لك بقناع يظن غير ظاهري لكنه مكشوف وظاهر كالشمس هذه الازدواجية تجسد الفكر الواهن الغير سليم فالنفاق والشقاق أسلوب رخيص، ولا أحمل له ضغينة أبدا بل أدعوا له الهداية وهناك تحدي المال وكل أملي أن تطبع كتبي ولا تبقى على الرف يغطيها الغبار ويؤسفني اللا مبالاة من الجهات الثقافية علينا أن ندعم المبدع لا أن نحطمه ونكسره وهدفي الأدبي إنساني شامل ..
18- أخيرا أتمني أن تكون قصائدك رسالة لأجيالنا القادمة ولهم ولنا تقول كلمة أخير ؟
* الكلمة هي أن تكون بصورتها الحقيقية إنسانا ،فالبداية كلمة وأنا وأنت كلمة فعطر الكلمة بالمسك والطيب والحب والأمل والتفاؤل والبشاشة والصدق والنقاء والوفاء والحنان والتواصل والرحمة والكرم .. فكلنا راحلون ولا نترك إلا كلمة ..
شكري وتقديري لك وللجميع .