19 ديسمبر، 2024 12:51 ص

من عجائب المسلمين الأخيرة

من عجائب المسلمين الأخيرة

المجزرة الأخيرة التي حصلت في سوريا والتي راح ضحيتها المئات من المواطنين السوريين الأبرياء وذلك بإستخدام الغازات السامة ومايعرف بالأسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا
هذه المجزرة دانتها كل الدول التي تحترم نفسها وتحترم الإنسان , إلا إن المسلمين إنقسموا الى قسمين ! قسم أدان النظام السوري وحمله هذه الجريمة ولم يدن هذا القسم الجريمة لأنها جريمة ضد الإنسانية بل راح يبحث عن المصالح السياسية التي تحققها هذه المجزرة وبالتالي تنعكس إيجابا على طائفته ومجموعته ومحوره الذي يعمل فيه

القسم الآخر من المسلمين أدان المعارضة السورية قبل إدانة الجريمة وسارع الى تحمليها المسؤولية وهذا القسم ينطلق من نفس المنطلقات الطائفية وسياسة المحاور التي باتت واضحة في بلاد المسلمين

نتيجة هذا الإنقسام وإختلاف القراءات للجريمة لم تحدث في هذه الحادثة فحسب بل نتيجة لتراكمات تاريخية عاشها مايسمى بالمسلمين , فحادثة مجزرة الطف هي الأخرى تم قراءتها بقراءتين مختلفتين قسم مع الحادثة بإعتبارها خروج على الحاكم الشرعي وقسم ضدها بإعتبار أن الحسين خرج لإصلاح أمة الإسلام

هذه الحوادث الإسلامية مستمرة وسوف تستمر الى أبد الآبدين ومايحدث في لبنان والعراق هو نتيجة واقعية لإختلاف المسلمين وعشقهم لقتال بعضهم البعض وإبتعادهم عن الإنسانية وتلذذهم برائحة الدم والكراهية

مهما تعالت الأصوات التي تطالب بالسلم بين المسلمين فهي دعايات إعلامية غير واقعية لايمكن أن تتحقق على أرض الواقع ولم تر بلاد الإسلام الا القتل المدعوم من قسمين كلاهما موغل بالدم

العراق مثلا تعرض الى هجمة شرسة من الدول الإسلامية المجاورة له وذلك لمنع وصول قسم من المسلمين الذين لايؤمنون بفكر هذه الدول فوجهوا للعراقيين القتل من كل حدب وصوب ولازال هذا القسم يدفع العشرات من الضحايا يوميا

هذا القسم سارع الى تعويض نقصه من خلال سوريا وإصطف مع النظام في قتل السوريين بذات الدوافع اللاإنسانية وهذا القسم قد جند محوره وأنصاره للإشتراك جميعا في مشاهد القتل الذي يتعرض له الشعب السوري

هذا المحور خلف للمسلمين في لبنان القتل عبر المفخخات كل حسب موقعه الجغرافي فمفخخة تستهدف الضاحية الجنوبية معقل القسم الذي يقاتل مع النظام في سوريا تقابلها مفخخة أخرى إستهدفت طرابلس معقل القوى المساندة للمعارضة السورية !

حان الوقت لإستبدال كلمات الشاعر فخري البارودي من بلاد العرب أوطاني الى بلاد القتل أوطاني .
[email protected]