كلما أدرنا إتجاه البوصلة لإتجه رغما” عنه الى سالف الأيام وفاح عبق الماضي بعطره وأريجه كنسمات الربيع التي هبت على النفوس رغم الزمن الذي يحمل بين طياته ذكريات الطفولة البريئة واحلام الصبا والحنين الى موطن الآباء والأجداد الى حيث الأصالة والنزاهة والشجاعة والكرم والجود والإخاء والتعاون والإيثار وما تخللته من أنماط حياتية وعادات وتقاليد اجتماعية رائعة رغم بساطتها وعفويتها النابعة من صفاء النيات حيث كان المجتمع صمام الأمان لحفظ الأخلاق والقيم والمبادىء من الضياع وكانت الأعراف الإجتماعية بمثابة قوانين لايمكن اختراقها نتيجة لتماسك المجتمع الى حد بعيد ومن سماته النخوة
والشهامة والتسامح والعفو ووجود المصلحين من اهل الخير بين الناس وبالأمكان ان تستمد الحكمة والقوة من الماضي للتعامل مع الحاضر الذي نعيشه وصولا الى الهدف المنشود في مستقبل منظور حيث أوان الحصاد والإستمتاع بالنتائج لكن مع الأسف حاضرنا نتن مفعم بالروائح الكريهة لدرجة تزكم الأنوف بعد التطور التكنولوجي والعولمة التي جعلت من العالم كقرية صغيرة حيث أصبح الانترنيت سيد الموقف وهو سلاح ذو حدين من خلال حسن أو سوء استخدامه ولسهولة الحصول على المعلومة المبطنة بالعديد من الوسائل المشبوهة بالرغم من أثرها الأيجابي على متطلبات الحياة ومع تعدد وسائل التواصل الإجتماعي والتي افتقرنا اليها سابقا” لكن غابت العلاقات الصميمية الصادقة وأصبحت تختفي وراء الشاشات والآلات الصماء وبات التعامل مع المجهول كالانسان الآلي وبأسماء وهمية والتباهي بها مع الازدواجية الشخصية وأصبحنا نعيش في مجتمع متفكك وغيرمترابط ومنفتح على العالم الخارجي ليواكب الغرب في كل تصرفاته التي لا تمت لقيَمنا ومبادئنا بأية صلة فلكل زمان دولة ورجال ولا يفسد الزمان الا بأهله وأختم بقول الإمام الشافعي رحمه الله ( نعيب الزمان والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ) .