في يوم 10 /5/2014 أطل علينا الشيخ عبد الملك السعدي بفتواه الشهيرة والتي أعلن من خلالها النفير العام في الفلوجة ، وقد حذرت في مقال من على موقع كتابات التداعيات الخطيرة لهذه الفتوى التي تنبأت لها بإشعال الشارع العراقي وفسح المجال للتحركات المشبوهة لقوى الإرهاب ومن يرتبط بهم من أزلام النظام البائد وكلاب البعث المسعورة ، وقد أتت تلك الفتوى المشؤومة أكلها سريعا يوم ذاك ، إذ أختطف في نفس يوم إصدارها عشرون من أبناء قواتنا المسلحة على أطراف مدينة الموصل من قبل عصابات القتل والإجرام ثم ذبح أولئك الجنود وهم يشكون إلى بارئهم بما فعلته بهم فتوى ذلك المتنطع والمدعي للتقوى وهي منه بعيدة بعد السماء عن الارض .
ومنذ ذلك اليوم والعراق لم يستقر فقد خرجت الضباع من جحورها لتملأ أرض العراق بالدم وتناغمت تلك الفتوى مع توجهات داعش وزعيمها (أبو بكر البغدادي ) لتبدأ سلسلة من الهجمات على مدن العراق وقصباته بدأ من مدن الانبار وقصباتها ، ثم الإنتقال إلى سامراء ومحاولات استهداف المرقدين المطهرين وصولا إلى مدينة الموصل الحدباء التي تتواتر الأنباء منها على ماتفعله داعش والبعث ومن لف لفهم من تخريب ودمار في تلك المدينة الحبيبة .
ولعلّ إرتباط مقتل العشرون جنديا يوم إصدار الفتوى المشؤومة تلك ومايحصل على أرض الموصل اليوم واضح للعيان ، بل إنّ مقتل أولئك الأبرياء على أطراف الموصل كان أشارة واضحة لقوى الارهاب إلى التوجه إلى الموصل لاعتبارات عدة لعلل أولها وأهمها هو كون الموصل هي المدينة الأهم من بعد العاصمة بغداد .
وكانت الإشارة ببدء التحرك هي تلك الفتوى التي أصدرها السعدي وحصل ماحصل من حرق وقتل وسرقات وتدمير ، ضجت معه الاصوات المعتدلة في المناطق الساخنة كما يحلو للبعض أن يسميها ، فبعد أن كانت تحركات الجيش العراقي الباسل توصم من قبل سياسيوا الصدفة بأنها تستهدف مكونا معينا من أبناء هذا الشعب المبتلى ( المكون السني ) ، فإنّ ماقامت به داعش ومن يؤيدها في السر والعلن من قتل وحرق ونهب للأموال في الانبار وبخاصة بعد السيطرة على جامعتها ، ثم حرق مستودعات الوقود على أطراف مدينة الرمادي ، ثم إستهداف مرقد العسكريين في سامراء ، وأخيرا وليس آخرا أحداث الموصل ، كشف حقيقة الزيف الذي مارسه سياسيوا ذلك المكون الكريم مع قواعدهم المبتلاة بهم ، فبعد أن كانوا يدعون إلى إخراج القوات المسلحة من مدنهم بدأت الأصوات تتعالى والمطالب تترى بالإستنجاد بأبطال قواتنا المسلحة لحماية الأرض والعرض وبمساندة الشرفاء من أبناء تلك المناطق الواقفين سدا منيعا بوجه الإرهاب وكلاب البعث السائبة التي تمني النفس بالعودة من جديد ولكن هيهات هيهات .
لقد هبت على العراق والعراقيين منذ فجر التأريخ رياح الحقد والكراهية وتعاونت عليه قوى الشر بما لايعدّ ويحصى ولكنّ العراق كان ينهض من بين ركام تلك المؤامرات في كل مرة قويا معافى بعد أن يلفظ المتآمرين في كل مرة ، وفي هذه المرة سيفشل هذا الشعب مؤامرة حزب البعث وقوى الإرهاب وداعش ومفتيها وشيخها شيخ الفتنة عبد الملك السعدي وسيرتد كيدهم إلى نحورهم ، وإذا ماقامت تلك القوى المشؤومة بحرق بيت السعدي في وسط الرمادي لذرّ الرماد في العيون ولإبعاد تهمة الإرهاب عن هذا الضال المضل فإن ذكاء العراقيين أكبر من تلك الأفعال المكشوفة التي تحاول التمويه على البسطاء من الناس .
كلمة أخيرة أقولها لكل العراقيين وفي المقدمة منهم رجال قواتنا المسلحة : ( كونوا على حذر وتأهبوا للجولة القادمة وأضنها ستكون الحاسمة ، لأن القاريْ المتمعن في أحداث الأيام الماضية ستتكشف أمام عينيه حقيقة المخطط الخبيث الذي يراد بالعراق والعراقيين ) .
إن المخطط الخبيث ذاك يبدأ بتلك الفتوى الخبيثة لتحشيد أبناء المدن الغربية ( أو المحافظات الست المنتفضة كما يحلو للبعض تسميتها ) وبالتزامن مع ذلك التحشيد تتحرك عصابات الارهاب وكلاب البعث السائبة في أختيار أهداف محددة على مساحة العراق لتشتيت الإنتباه ( تفجيرات محدودة في النجف الأشرف والناصرية وبابل ) مع تصعيد في الأنبار ، ومفاجئة الجيش في سامراء ثم صعودا على الموصل لتشتيت جهد القوات المسلحة وتفريقها على عدد كبير من الجبهات ، والهدف الرئيس لكل ذلك أن تقوم قيادات الجيش بإفراغ العاصمة بغداد من حماياتها ومن رجالات القوات المسلحة المدافعين عنها ، تمهيدا لتحقيق الحلم الأكبر باحتلال بغداد والسيطرة عليها ، وهكذا فإنّ المخطط الخبيث بدأ بفتوى عبد الملك السعدي وأخذ أبو بكر البغداي ومن يقف معه في صف الخيانة والتخاذل في تنفيذ الصفحات التالية من ذلك المخطط الدنيْ ، من أجل إعادة كلاب البعث السائبة إلى التسلط على رقاب العراقيين من جديد .
العراقيون الشرفاء كونوا على حذر من هذا المخط الخبيث ومن المجرمين ممن يقومون على تنفيذ صفحاته ، ولاتغرنكم العناوين والأسماء ممن باع دينه بدنياه لقاء دراهم معدودة سيكوّى بها في الدرك الأسفل من النار ، سينتصر شعبنا الحر الأبي وسيفشل المؤامرة كما أفشلها من قبل آلاف المرات ، وسيبوء السعدي والبغدادي ومن يتعاون معهم من سياسيوا الصدفة في الجحور المظلمة سرا ، بالخزي والعار وسيكون مصيرهم إلى جهنم وبئس المصير ، ( ولايحيق المكر السيء إلا بأهله ) وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون والعاقبة للمتقين من الشرفاء من هذا الشعب بكل طوائفه وأعراقه وتوجهاته ، ولن تعود كلاب البعث المسعورة إلى نهش لحومنا من جديد .