أسهل أنواع الكذب, هو الكذب على الأموات, فكما يقول المثل الشعبي:(إذا كذبت..فأبعد شاهدك), وليس هناك أبعد شاهداً من الموتى!!. فبعد أن ظهرت؛(كتب صفراء),فاقع لونها, ولا تسرّ الناظرين, مثل؛ طبيب الرئيس, إبن الرئيس, عشيقة الرئيس, تشريفاتي الرئيس, طباخ الرئيس,…الخ. جاء الدور الآن على (طيار الرئيس)!!, ليدلو بدلوه.(وما في حد أحسن من حد)!!. فما دام هناك مغفلّون يحبّون من يضحك عليهم بالأكاذيب والترّهات, ودور نشر تدفع بسخاء لكتّاب من الدرجة العاشرة, للفوز بالشهرة السريعة, على حساب الحقيقة, وقنوات فضائية, أو(يوتيوبرية),تعتاش على الفضائح والأكاذيب, فإن هذا المسلسل الهزلي,سيبقى مستمراً.(والحسّابة بتحسب)!!.
لقد اطلعت على معظم تلك الكتب الصفراء, أو مقابلات مع أصحابها, فوجدت إن ثلاثة أرباع ما فيها إما؛ كذب فجّ, أو معلومات مشوّهة ومبالغ فيها كثيراً. فقد كنتُ خلال بعض سنوات الثمانينات والتسعينات, في موقع ليس قريباً جداً من الدائرة الضيقة للرئاسة, ولكنه يمكن من خلاله, الاطلاع على أمور كثيرة؛ مباشرة, أو بواسطة آخرين. وأستطيع من خلال ذلك, الحكم على تلك الكتب, أو غيرها, سلباً أو ايجاباً, ويمكنني القول؛ إن الكتاب الوحيد الذي قرأته من هذه السلسلة, وفيه قدر لا بأس به من الصدق والموضوعية, هو كتاب؛د.سامان عبد المجيد – سنوات صدام. كما إن هذه العناوين الخدّاعة, لا أصل لها, وهدفها الترويج والدعاية. فلا يوجد شيء اسمه؛ طبيب الرئيس,طيار الرئيس,..الخ.وإنما يتم استدعاء أي منهم لواجب بعينه,ولفترة محدّدة, ثم ينتهي تكليفة ويعود إلى مكانه الأول, ولا يمكث في الرئاسة لأجل دائم.
والطريف إن مؤلف كتاب؛(كنت طبيبا لصدام), أنكر صلته لاحقاً بالكتاب, المثخن بالأكاذيب, وفيه هتك لخفايا مرضاه الذين عالجهم, بشكل لا يليق بطبيب مؤتمن على أسرارهم, ويخالف قسم(أبو قراط),الذي صدّعوا رؤوسنا به, ويبدو إن(الطبيب)المذكور, توّهم فردّد قسم؛(أبو ضراط)!!,بدلاً من(أبو قراط)!!. لقد تبرّأ منه بعد سنوات, لا بسبب يقظة(ضميره),وإنما خوفاً من أن يرفع المرضى الذين فضحهم, دعاوى ضده أمام المحاكم الأوربية, حيث يقيم, والتي لا تتساهل في هذه القضايا. وزعم إن الناشر قد أستغفله!!, وأضاف إلى أصل الكتاب الكثير من القصص الخرافية, والتي من دونها لن يغري الزبائن الباحثين عن الفضائح, وليس الحقائق, باقتنائه, في زمن؛( اكذب أكثر, تربح أكثر)!!. ولكن بعد شيوع تلك الأكاذيب واعتبارها لدى الكثيرين, حقائق لا يرقى إليها الشك!!. وكذلك بعد أن اكتنز الكثير من رُزم الدولارات الخضراء, تلك الدولارات التي قبض منها الكثير أيضاً, من (أعطيات الرئيس), وهداياه السمينة له. ولكن بعد أن دارت الدائرة, انقلب (الطبيب) على عقبيه, مدعيا؛(المظلومية)!!, وأَدار لصاحبه ظهر الْمِجَنِّ!!. فالمهم عنده هو؛(من يدفع أكثر)!!.
آخر حلقات هذا المسلسل(الهندي),كانت بصمة صوتية لشبح مجهول الإسم, سمّى نفسه؛(طيارالرئيس)!!, ولا أدري ما قيمة (شهادة),مجهول صاحبها, رغم إنه قابع في أقصى الأرض, حيث يقيم في أمريكا, كما أخبرنا ال(يوتيوبر),الذي عرضها. وفحواها؛ إنه لا توجد محاولة لاغتيال الرئيس صدام حسين في الدجيل, وإن كل الذي جرى, هو؛(طلقات عشوائية) من أحد البساتين, وإن العملية (مفتعلة)!!, لغرض(البطش بأهل الدجيل)!!, والذي قال؛ إنهم (لا ناقة لهم ولا جمل)فيما حدث,وكرّر هذه العبارة الأخيرة مراراً, كالطفل الذي يتعلم الكلام حديثاً, ولا يحفظ غيرعدة كلمات, فيظل يرددها, بلا كلل. ثم ذرف (الطيار) دموعاً غزيرة على بساتين الدجيل التي جُرّفت, وعمرها مئات السنين!!.
أقول: بغضّ النظر عن حجم عملية الاغتيال أو(عشوائيتها)!!, ولكن الثابت إنه كانت هناك عملية اغتيال مدبرة من قبل حزب الدعوة العميل لإيران لقتل الرئيس, والذي تبنّاها في وقتها, ولا يزال في كل سنة(يحتفي)بها, ويمجّد(المجاهدين)!! القائمين بها. وكانت البلاد مشتبكة بحرب ضروس مع الدولة التي تحرّك الحزب المذكور, وإن التحقيقات والتحرّيات التي قامت بها الأجهزة الأمنية, والتي أعقبت المحاولة تلك, قد أثبتت وجود تنظيم واسع لحزب الدعوة داخل الدجيل, وإن البساتين التي تم تجريفها, بسبب العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر مدفونة بداخلها. كما إن الاشخاص ال 142 الذين تم اعدامهم, بسبب انتمائهم لحزب الدعوة, أو توفير المأوى لأفراده, أو لإخفائهم أسلحة حربية ممنوعة في بيوتهم أو بساتينهم. وأقول لهذا(الطيار)أيضاً؛ لو أُطلقت رصاصة واحدة فقط, على أصغر قائد ميليشيا الآن في العراق(الإيراني)!!, من قرية مرّ بها, فسيتم حرق القرية وإبادة أهلها عن بكرة أبيهم, وبلا رحمة. ويبدو إن هذا(الطيار), صاحب (القلب الرقيق)!! على (ضحايا) الدجيل ال 142, لا يهزّ مشاعره, القتل الذريع الذي تقوم به الميليشيات الإجرامية الطائفية منذ سبع سنوات, في محافظات بغداد وديالى والموصل وصلاح الدين والأنبار,وجرف الصخر,وغيرها, ولأسباب طائفية, وبلا ذنب جنوه. ولم يهزّه عشرات الآلاف من المغيّبين من تلك المحافظات الذين دفنتهم تلك المليشيات الاجرامية في قبور جماعية مجهولة, بينما يتباكى على بضع عشرات من المدانين, تم اعدامهم وفقاً للقانون. وعلى تجريف بساتين, تم تعويض أصحابها بعد سنوات قليلة, وعودتهم إليها.
بينما قامت الميليشيات الإجرامية الطائفية, بتجريف عشرات الآلاف من البساتين, في ديالى وصلاح الدين وحزام بغداد وغيرها, وباعتها للفحّامة. وسرقت عشرات الآلاف من الأبقار ونقلتها ب(الفاونات) العسكرية الى محافظات الجنوب, وفتحت أسواقاً لبيعها, سميّت ب(أسواق داعش)!!. ولا زال الملايين من أهلها, مهجّرون من ديارهم, رغم مرور أكثر من سبع سنين عجاف على استعادة مدنهم وقراهم من داعش, لأن تلك الميليشيات اللعينة ترفض عودتهم إليها, بأوامر إيرانية, ضمن خطة التغيير السكاني.
والذي أعرفه إن أيَّ شخص, لا يُقبل في الطيران, إلاّ إذا كان بصره؛(6/6),ولكن يبدو إن هذا الطيار, ليس أعمى البصيرة فقط, وإنّما هو أيضاَ؛(كريم العين)!!, ويرى بعين عوراء. فكل تلك الكوارث والمآسي والمجازر,التي أشرت لقطرة من بحرها, لا تهزّ شعرة من رأسه, لأن الضحايا ليسوا من ملّته, بينما ينطلق لسانه, ولا يضيق صدره, عند الحديث عن؛(جرائم نظام صدام)!!, رغم إن تلك الجرائم, ك(حلقة في فلاة), من جرائم حكم ما بعد 2003.
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم.
https://www.youtube.com/watch?v=wzTpribVrig..هدية للطيار صاحب (القلب الرقيق)!!