23 ديسمبر، 2024 12:10 ص

من شخصيات العراق الديمقراطي مقتدى الصدر

من شخصيات العراق الديمقراطي مقتدى الصدر

سياسي ورجل الدين الشيعي الشاب.. من الشخصيات المثيرة للجدل في العراق.. تتسم ممارساته السياسية ومواقفه بالغرابة.. والحدة أحياناً.. في تعامله مع الملفات التي تعترض تياره الذي يعد الأكثر شعبية وجماهيرية.
وهو زعيم لشريحة كبيرة في المجتمع العراقي.. لم يصل إلى مرحلة الاجتهاد التي تخول له منافسة المرجعيات الدينية والتصدي لها.. سجل حافل مناهض للولايات المتحدة.. لكن عين ابن عمه جعفر الصدر سفير العراق في واشنطن.. محاصرً بين بغداد وطهران.. ولم يستطع فك أسره فهو ابن العراق.. وابن المذهب.. وابن الصدر.
أسس جيش المهدي قبل أن يُجمّد الصدر أنشطته العام 2008.. الذي دخل في فترات محددة في مواجهات عنيفة مع الجيش الأميركي.. خاصة في ظل اتهامات لهذه المليشيات بممارسة التطهير الطائفي ضد سنة العراق.

السيرة والتكوين
ولد مقتدى الصدر في 14 رجب سنة 1393هجرية.. الموافق في 12 آب العام 1973 ميلادية.. في بيت جده في حي العمارة في النجف الاشرف.. نشأ في عائلة الصدر.. وبعد أن أكمل الدراسة المتوسطة.. انتسب إلى ثانوية الصناعة.. ولم يكمل الدراسة فيها.. فذهب بناءً على ضغوط من والده محمد صادق الصدر.. ليتلقى دروسه الحوزوية على يد المرجع إسحاق الفياض.. فكان يجلس منزوياً.. هادئاً في آخر الصالة أو المجموعة.. لا يناقش.. ولا يجادل.. ولا يسأل.. خلال دوامه المتقطع.. وبقيً على هذا المستوى.. حسبما أوضح أحد الذين درسوا معه وقتذاك.

الوظائف والمسؤوليات:
ـ منذ مقتل والده.. يشرف الصدر على الحوزة الدينية في النجف.. وقد أوكل إليه والده رئاسة تحرير مجلة “الهدى” وعمادة جامعة الصدر الإسلامية.
ـ عرف عن مقتدى في سنوات فتوته وشبابه المبكر.. نزوعه للتمرد.. والحرية.. وعدم التقيد بالشروط التي تفرضها المرجعية الدينية أو الحوزة العلمية.. أو حتى الحياة الاجتماعية.
ـ الموجة الأولى التي دفعت بمقتدى إلى واجهة الأحداث.. بلا موعد.. وبلا تخطيط مسبق.. وبلا توقعات.. كان استشهاد والده مع اثنين من أشقائه.. مصطفى ومؤمل.. على أيدي مسلحين.. قرب ساحة ثورة العشرين عند مدخل مدينة النجف في شباط العام 1999.. (فيما تأكد إن عناصر مخابرات صدام قتلتهم).
فجأة وجد مقتدى نفسه في حمأة الأحداث.. بل في واجهتها تماماً.. فقد تلقى بعد مقتل والده وشقيقيه.. تعازي مراجع وعلماء ومجتهدين.. وكبار علماء المسلمين.. وتعازي القيادة السياسية العراقية.. وتعازي قادة بعض الدول.. وصار في ليلة وضحاها النجل الأبرز في عائلته على حساب شقيقه الأصغر مرتضى.. الذي عرف كونه مريضاً.. وبعيداً عن كل المحافل الاجتماعية.
ـ ورث مقتدى زعامة التيار الصدري..عن والده وراثة مجمدة.. أو منسية خلال سنوات نظام صدام حسين.
ـ بعد رحيل المرجع محمد صادق الصدر هرع مقتدى تنفيذاً لوصية والده.. التي كان قد أعلنها لأنصاره وتياره وأتباعه ومقلديه في حياته.. بأن من سيخلفه المرجع أما إسحاق الفياض المقيم في النجف.. أو كاظم الحائري المقيم في إيران.. وبالفعل اتجه مقتدى إلى الفياض طالباً منه تنفيذ وصية الوالد.. لكن ـ وبما عرف عن الفياض ـ اهتمامه بالعلم والفقه والتدريس.. ومشياً على خطى أستاذه والأب الروحي له المرجع أبو القاسم الخوئي.. وابتعاده وعدم تدخله في الشأن السياسي.. فإنه اعتذر عن تنفيذ هذه الوصية.
ـ الفياض شدد على مقتدى بأن ينصرف إلى العلم.. وأن يحضر حلقات الدروس الحوزوية.. ويترك السياسة ومسالكها.. لكن الضغوط والإغراءات التي كان يتعرض لها مقتدى.. وهو في مقتبل عمره.. كانت أقوى من أن ينفذ نصيحة الفياض.. فاتجه إلى المرجع أو الخيار الثاني.. كاظم الحائري الذي عرف عنه اهتمامه بالسياسة.. فاستجاب وأصبح المرشد الروحي والديني لمقتدى وتياره وأنصار والده.
ـ بعد فترة ليست بالطويلة انصرف مقتدى عن الحائري.. عندما وجد نفسه بأنه ليس بمقدوره إتباع تعاليمه وتنفيذها.. وبنفس الوقت رأى في نفسه الزعيم الذي يستطيع أن يستقل بذاته.. بالمقابل لم يتجه مقتدى إلى المرجع علي السيستاني.. كون مرجعية السيستاني كانت مهتمة بالدين وفقهه وبالعلم والحوزة.. ولم تتدخل في الشأن السياسي.

ـ برزت شخصية الصدر بعد سقوط نظام صدام حسين في نيسان 2003.. وأخذت ملامحها تتوضح بشكل كبير خلال قيادته التيار الصدري.. فقد كانت بداية ممارسة مقتدى الصدر لدوره كزعيم للتيار الصدري بعد سيطرة القوات الأميركية على مدينة النجف في نهاية آذار 2003.. إذ بدأ مقتدى يتنفس الصعداء.. وهُيئ له بأنه سيفرض سيطرته الكاملة على المدينة.. في وقت كان أتباعه ينتشرون في النجف مرتدين أثواباً سوداء ويحملون أسلحة كلاشنيكوف.. وهم يقودون سيارات «بيك آب» كانت مملوكة للدولة.. وعليها صورة محمد صادق الصدر.. وكان هذا أول ظهور قوي وعلني للتيار الذي سيقوده بصورة مطلقة مقتدى الصدر.

التجربة السياسية:
ركز الصدر في البداية على مقاومة المحتل سلمياً.. ودعا أنصاره لذلك.. إلا أن هذا التوجه تغير بعد فترة.. عندما قتلت القوات الأميركية متظاهرين من أنصاره محتجين على إغلاق صحيفة الحوزة الناطقة باسم الصدر.. التي أغلقت بتهمة “التحريض على الإرهاب”.. ليدخل جيش المهدي.. في مواجهات عنيفة مع القوات الأميركية.

ـ يصنف مقتدى الصدر ضمن المحور الممتد من طهران إلى بيروت.. خصوصاً في فترة الاحتلال الأميركي للعراق.. ومقاومة “جيش المهدي” التابع له للقوات الأمريكية والمتحالفة معها.
ـ بدأت مواقفه تتبدل وأصبحت مزعجة للإيرانيين.. خاصةً بعد أن تحول نوري المالكي رئيس الوزراء.. إلى رقم إيران الصعب في العراق.. وتعمقت تلك المواقف بعد معركة “صولة الفرسان”.. التي أعلنها المالكي وقادها ضد جيش المهدي.. وانتهت بضربة موجعة لجيش المهدي ليست في البصرة فحسب.. بل في كل أنحاء العراق.

الفصائل المسلحة التابعة للصدر:
1ـ جيش المهدي:
تنظيم مسلح أسسه مقتدى الصدر أواخر العام 2003 لمواجهة القوات الأمريكية.. والقوات المتحالفة معها.. وكان بداية الصدام المسلح في العام 2004 بعد أن أصدر الحاكم الذي عينه الاحتلال على العراق بول بريمر قرارا بإغلاق صحيفة الحوزة التابعة للحوزة الناطقة (وهو الاسم الذي عرف به مقلدي وأتباع محمد الصدر قبل تسمية التيار الصدري).. واجهت القوات الأمريكية المحتجين بالرصاص والدبابات.. فحث الصدر أتباعه على ترويع قوات الاحتلال بعد أن قال: “إن الاحتجاجات السلمية لم تعد مجدية”.
برز جيش المهدي كقوة ضاربة في محافظات وسط وجنوب العراق.. وأصبحت معظم مدنها تحت قبضة مقاتليه الذين اصطدموا بشكل مباشر مع الشرطة العراقية وقوات التحالف الدولي.. ومنذ أوائل نيسان العام 2004 أصبحت محافظات الجنوب العراقي ساحة حرب مفتوحة بين مقاتلي جيش المهدي وقوات التحالف.. المسنودة بالحرس الوطني والشرطة العراقية.
تتهم عناصر بالجيش المهدي بعمليات خطف وقتل جماعي.. أو ما يسمى بفرق الموت خلال الحرب الطائفية 2006 ـ 2007.. وضد من يخالفه الرأي في بغداد والبصرة وديالى وبعض مدن الجنوب الأخرى.
الصدر من جهته اعترف بوجود عناصر في جيش المهدي مجرمة وفاسدة.. وتبرأ من كل عنصر يتورط في قتل عراقي.. يقدر تعداد جيش المهدي بحوالي 60 ألف فرد.. فيما ذكرت إذاعة أوروبا الحرة راديو ليبرتي بتاريخ 4 نيسان العام 2004 بان أعداد مقاتلي جيش المهدي تتراوح بين 6 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل.
شارك جيش المهدي ضد القوات الأمريكية خلال العام 2004 في: معارك النجف.. ومعارك الناصرية.. وعملية النسر الأسود في نيسان العام 2007.. وحصار القواعد البريطانية في البصرة العام 2007.. واشتباكات كربلاء آب 2007 وما بعدها.
وأخيراً صولة الفرسان التي قادها نوري المالكي ضد جيش المهدي في البصرة في آذار العام 2007.. وأصدر الصدر قراراً عقب هذه الضربة بتجميد أنشطة جيش المهدي كافة اعتباراً من يوم 29 آب 2007 من أجل إعادة تنظيمه.. وطرد بعض من اسماهم بالمندسين في تشكيلاته.. ولإفساح المجال للقضاء العراقي من أجل محاسبة بعض المتصيدين الذي يدعون الانتماء إلى جيش المهدي.
ـ بدأت المعارك بين القوات الأميركية وجيش المهدي في 14 مايو/ أيار 2004 في مدينة النجف.. وبالتحديد في مقبرة المدينة.. في محاولة من القوات الأميركية للقبض على الصدر الذي تتهمه بالضلوع في اغتيال عالم الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي.
ـ اتسعت دائرة المواجهات بين الطرفين وشملت مدنا عديدة كالنجف والبصرة والناصرية والعمارة.. فضلاً عن مدينة الصدر في بغداد.. واستمرت شهوراً قبل أن تنتهي بتدخل المرجع آية الله علي السيستاني.. الذي قدّم مبادرة سلام انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار وتسليم مفاتيح الصحن الحيدري إلى المرجعية.
ـ عقب انتهاء الأزمة.. ظهر تحول في موقف الصدر بإعلان قبوله الانضمام إلى العملية السياسية الجارية في العراق.. ودعوة أنصاره إلى وقف القتال في جميع أنحاء العراق.. لكن جيش المهدي ظل موجوداَ.
ـ اتخذ الصدر جملة من المواقف السياسية البارزة… فقد شن هجوما عنيفا ضد الحكومة العراقية التي شكلت في حزيران / يونيو/ 2004 برئاسة إياد علاوي.. معلنا تبرؤه منها لكونها “غير شرعية”.
ـ إبان ظهور صور سجن أبو غريب.. طالب الصدر بمحاكمة الرئيس الأميركي جورج بوش وجميع المسؤولين عن عمليات التعذيب في السجن المذكور أمام محكمة عراقية في مكان السجن.. وبتحويل أبو غريب إلى مؤسسة ثقافية.
ـ احتل التيار الصدري عددً من المقاعد في البرلمانـ وعُد أحد الداعمين الأساسيين لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.. ليصبح القوة الكبيرة الثانية في الانتخابات العامة العام 2018.

التجميد.. والعودة:
ـ العام 2008 جمّد مقتدى الصدر أنشطته.. ووزع أغلب أنصاره على منظمتين مدنيتين غير مسلحتين.
ـ عاد إلى العراق مع بداية العام 2011.. بعد أن غادره بمحض إرادته العام 2007 نحو إيران كمنفى اختياري.. وهناك فرض على نفسه نوعا من الابتعاد عن السياسة.. حيث أكمل خلال هذه الفترة دراسته الفقهية في الحوزة العلمية بمدينة قم الإيرانية.. وفقا لمؤيديه.
ـ عاد إلى الواجهة مع سيطرة مسلحين من العشائر العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية على بعض المناطق العراقية.. وأبرزها الموصل.. في حزيران يونيو العام 2014.. ودعا إلى تشكيل “سرايا السلام”.. للدفاع عن المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس بالتنسيق مع الجهات الحكومية.. ورفض خوض حرب “عصابات ومليشيات قذرة”.. لا تميّز بين الإرهابي والخائف.

الصدر.. وحكومة المالكي:
ـ اتهم الصدر حكومة المالكي بالحصول على الدعم من الشرق والغرب لتحقيق أهدافها ألمحدودة.. بعيداً عن مصلحة الإسلام والعراقيين.. قائلا: “إنها تسمع كلام أسيادها.. وأن العراق بات يحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود”.
ـ قبل احتلال داعش لبعض المحافظات العراقية في حزيران 2014.. شارك مقتدى الصدر في مظاهرات أهل الأنبار المنددة حينها بسياسات نوري المالكي.. وتصاعدت لرفع شعارات طائفية.. والتهديد باحتلال بغداد وإسقاط الحكومة.
ـ كما طالب الكتل السياسية العراقية بسحب دعمها تولي نوري المالكي منصب رئيس الوزراء لفترة ثالثة.. وتقديم مرشحيها للرئاسات الثلاث.. وإشراك كل القوى السياسية العراقية.

2ـ سرايا السلام:
ـ في 10 حزيران 2014 تمكن تنظيم داعش من بسط سيطرته الكاملة على محافظة نينوى.. في ظل انسحاب وتقهقر لثلاث فرق من الجيش العراقي.. إضافة إلى قوات الشرطة الاتحادية والمحلية حيث تمكن داعش في غضون أيام من دخول مركز المحافظة.. وإعلانها أحد ولايات داعش.
ـ أعلن مقتدى الصدر في اليوم التالي (11 حزيران 2014) عن تأسيس تنظيم تحت اسم سرايا السلام.. بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية.. وأوضح إن دورها سيكون حماية المقدسات الدينية في العراق.. من المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة التي قد تتعرض لخطر متوقع.
وفي بيان لاحق أعقب فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في النجف للقتال والتطوع في صفوف القوات الأمنية.. دعا مقتدى الصدر المتطوعين في صفوف سرايا السلام إلى تنظيم استعراض عسكري في جميع المحافظات.. التي ضمت ألوية تابعة لهيكلة السرايا.. وقد تم الاستعراض بعد أيام قليلة حيث ظهر آلاف المتطوعين ضمن صفوف سرايا السلام في مختلف المحافظات.. وهم يحملون أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة تتقدمهم صواريخ وراجمات ومدافع.
ـ بمناسبة إعلان النصر الكامل على تنظيم “داعش” في العراق في 11‏ كانون الأول العام ‏2017.. أعلن الصدر عن دمج بعض عناصرهم (سرايا السلام) بالجيش العراقي أو القوات الأمنية الأخرى”.. مؤكداً في الوقت نفسه “استمرار بقاء السرايا في سامراء حصراً إلى إشعار آخر.. مع التنسيق التام مع الدولة لقدسية المكان.. وحساسية الموقف الأمني فيها والعسكري.. وحصر السلاح بيد الدولة”.
ـ بعد احتلال داعش الموصل ومحافظات الأنبار وصلاح الدين وجزء من ديالى وكركوك.. دعا مقتدى إلى حماية السنة في العراق.. والابتعاد عن اللغة الطائفية.
ـ عاد الصدر الى النجف بعد إكمال دراسته في قم مطلع العام 2011.. بعدما أمضى قرابة ثلاث سنوات في إيران.. مقرراً اعتزال الحياة السياسية.. وانسحاب وزرائه من الحكومة.. وإغلاق جميع المكاتب التابعة له.. وحل التيار الصدري.
ـ تغير الرجل.. وانتقد بشدة في بعض الأحيان محطات عديدة في السياسة الإيرانية في المنطقة.. وتبنى خطاباً وطنياً.
ـ بدأ الصدر مرحلة التقارب مع العرب السنة.. وتعتبر كتلته السياسية الشيعية من بين أكبر الكتل في الحياة السياسية العراقية الحالية.. خاصة بعد انشقاق عمار الحكيم من المجلس الإسلامي الأعلى.. وتشكيله تيار الحكمة.. وما يمر به حزب الدعوة من بداية انشطارات.
ـ يرغب مقتدى الصدر دائماً في إظهار نفسه على أنه: الرجل الوطني الذي يهدف إلى تحقيق وحماية الوحدة الوطنية.. ويعلن رفضه أي تدخل خارجي في الشؤون العراقية.
ـ طالب بالإصلاح ومحاربة الفساد وإسقاط الفاسدين تحت شعار (شلع.. قلع) منذ العام 2016 وانطلق أنصاره بتظاهرات في المحافظات الجنوبية العراقية.. حتى أصبحت تنطلق كل جمعة أو سبت من كل أسبوع يوماً لها.. وفي الآونة الأخيرة توقفت هذه التظاهرات.
ـ معروف عن مقتدى كرهه المقيت لحزب البعث.. بشقيه السوري والعراقي.. فهذا الحزب قتل الكثير من أفراد عائلته ومناصريها.
ـ طالب برحيل بشار الأسد.. وعدم تدخل الحشد الشعبي في الحرب السورية.. بل وطالب بحل الحشد الشعبي بعد استكمال تحرير الأراضي العراقية من داعش.. وأكد ذلك بعد تحقيق النصر على داعش نهاية العام 2017.
ـ له علاقة طيبة مع السيد حسن نصر الله.. وزار الرئيس نبيه بري في منتصف أيلول العام 2017.
ـ خطاباته مكتوبة.. وليست ارتجالية.. وصفة الاعتدال في أكثر خطابته.. والانفتاح على العرب.

زيارة الصدر للسعودية:
للصدر علاقات مع بعض دول الخليج العرابي.. حيث زار الإمارات والكويت.
ـ وتبدو إن زيارة مقتدى الصدر إلى المملكة العربية السعودية.. حدثًا نادرًا واستثنائيًا.. خاصة أنها الأولى له منذ العام 2006.. فيما اعتبرها مراقبون خطوة جديدة.. قد تقلب الساحة العراقية المتأثرة بإيران بشكل كبير.
ـ زيارة مقتدى إلى السعودية.. التي تعتبرها إيران في هذه اللحظة الزمنية عدوة لها ولمصالحه.. تشكل عنواناً كبيرا لمرحلة جديدة.. بدأتها السعودية منذ تولي الملك سلمان سدة الحكم وهيمنة نجله محمد على مقادير السلطة داخل المملكة.
ـ وهي مرحلة ابتعدت فيها السعودية عن الأداء التقليدي البطيء في التعاطي.. وعن العقلية المتحجرة (أبيض ـ أسود) في التعامل مع أي قضية في الشرق الأوسط.. وعن دعمها الواضح للإرهاب بالفتاوى.. والمال.. وحتى الرجال.
ـ جاءت هذه الزيارة بعد زيارة ألعبادي للرياض في 20 حزيران 2017.. ومع التطور الإيجابي في العلاقات العراقية ـ السعودية.
ـ فيما كشف مصدر مقرب من التيار الصدري إن ثلاثة أسباب تقف وراء زيارة مقتدى الصدر المفاجأة الى السعودية:
ـ الأول: إن الصدر يدرك بان تأثير السعودية على المكون السني السياسي في العراق كبير.. لذلك كانت الزيارة ضرورية لتعزيز الوحدة العراقية.
ـ السبب الثاني: مطالبة الصدر ببناء مراقد أئمة البقيع في السعودية.
ـ السبب الثالث: الزيارة بناءً على دعوة الرسمية من قبل السعودية الى الصدر.. لكن تم تأجيلها الى حين حلول موسم الحج.. ليؤدي الصدر فريضة الحج إثناء زيارته للسعودية..
ـ مبيناً إن الصدر قبلً توجهه الى السعودية.. أكد على إن زيارته ليست سياسية.. لكنه في الوقت ذاته سيرد على أي سؤال أو استفسار سياسي يوجه إليه من قبل الجانب السعودي.

مواقفه السياسية:
ـ معظم مواقف الصدر السياسية ليست ثابتة.. بل إن مواقفه السياسية تتبدل بسرعة.. وهو ما يؤشر سلباً على سياسته.. حتى انه يفاجأ قيادة تياره بمواقف يحجمون عن تفسيرها فوراً.
فقد اتسمت مواقف مقتدى بالمتداخلة والمتضاربة.. فهو في الوقت الذي صرح فيه بعدم شرعية الانتخابات العراقية ما دام الاحتلال موجوداً لم ينه أصحابه وأنصاره عن المشاركة في الانتخابات.. شارك فيها التيار الصدري وحصد 40 مقعداً في برلمان 2014.
ـ ما يميز مقتدى عراقياً وتياره هو انتماؤهم للطبقات الفقيرة من المجتمع العراقي.. وإصرارهم على عدم قبول وجود القوات الأميركية في العراق.

فساد ودماء بين تياره.. ومحاولات فاشلة:
تتهم بالتيار الصدري الفساد والتربح باسم التيار عبر استغلال المناصب والعلاقات داخل الدولة.. وقد قام السيد مقتدى بعدة محاولات للتطهير.. وأخر تلك الحالات قرار يقضي بطرد قادة بارزين ومقربين جداً من الصدر.. وأبرز من طالتهم موجة الطرد معاون الصدر الجهادي أبو دعاء ألعيساوي.. والقيادي عواد العوادي.. وعضو البرلمان السابق والقيادي المعروف بالتيار الصدري جواد الكرعاوي.. إضافة إلى كل من علي هادي أبو جميل.. وعماد أبو مريم.. وهما من المقربين إلى الصدر ويظهران بشكل مستمر برفقته في لقاءاته داخل العراق.

هناك من يرى أن خطوة الصدر جريئة ومحاولة صادقة لتطهير التيار من الفساد الذي لحق به أسوةً بالحالة العراقية بمجموعها.. لكنها غير ذات جدوى.. لكون حجم الفساد أكبر من القدرة على المعالجة.
ويرى البعض أن “التيار الصدري تضخم كثيراً.. وقرارات زعيمه الأخيرة جاءت كنتيجة طبيعية لاستشراء الفساد فيه”.

الخلاصة:
ـ من كل ما تقدم تبدو شخصية السيد مقتدى الصدر.. وسياسة الصدر ذات صفات تناقضيه.. فتارة يقوي تياره.. وجيشه.. وتارة يجمده.. بل يتبرأ منه.. وتارة يثير القلاقل على حكومة ألعبادي.. وتارة أخرى يقول انه يدعم حيدر ألعبادي رئيس الوزراء السابق بكل قوة.
ويوصف بأنه شخصية زئبقية وقلقة لا يثبت على رأي.. ينتقل بمواقفه من طرف إلى آخر.. وليس له إستراتيجية ثابتة وواضحة..
ـ كما إن ميزان أطروحاته قلقاً.. فتارةً يرفع شعار (قلع.. شلع).. وتارة يدعم الحكومة.. صحيح إن المواقف السياسية تتغير بتغير الأوقات والظروف.. لكننا نجده في ذات الوقت له موقفين قلقين.. بل قد يصلان الى التناقض.. في الكثير من القضايا السياسية.