23 نوفمبر، 2024 12:20 ص
Search
Close this search box.

من سيكفينا شر الاشرار؟ ح 5( الفرس الشعوبيون )

من سيكفينا شر الاشرار؟ ح 5( الفرس الشعوبيون )

لقد أصبح التهكم والأستهزاء بالعرب وتحقيرهم سيرة الشعـوبيين طوال القرون الماضية ، ولم تقتصر وسائلهم في التعبير عن عدائهم للعرب على هذا الباب من الآداب فحسب إنما سعوا في إستخدام القصص والحكايات وسيلة للحط من منزلة العرب وتأليب روح العداء في نفوس الأجيال الفارسية اللاحقة ضدهم . وكانت الحملة الشعوبية ضد العرب إنطلقت بعدما أخذت الحضارة الإسلامية تزدهر وتنتشر بواسطة اللغة العربية ، التي طغت على لغات الأقوام والشعوب التي فتح الإسلام ديارها .؛ فالعربية ، إضافة لكونها لغة القرآن العظيم ، فانها أصبحت فيما بعد لغة الفقه والآداب وعلوم الطب والصناعة ، وكانت مدارس نيسابور وبخارى وسمرقند في القرنين ألأول والثاني ، وحتى القرن الثالث عربية خالصة ! ، وقد وضع أساطين علوم الفلسفة والطب والصناعة من أبناء تلك الديار ، امثال : البيروني والرازي والبخاري وغيرهم ، وكتبوا مصنفاتهم باللغة العربية مما أثار الشعوبيون وأغاظهم . وللوقوف في وجه إنتشار اللغة العربية وللتهوين من شأن العرب والانتقاص منهم ترجم الشعوبيون شديدو التعصب كتبا في مناقب العجم وأفتخارهم ورجم العرب بالمثالب وتحقيرهم . ومن جملة ما ضعوه في هذا الشان : كتاب مثالب العرب لهشام بن الكلبي ، ولصوص العرب ، وأدعياء العرب لأبي عبيدة معمر بن المثنى – وهو من يهود فارس !! والميدان في مثالب العرب لعيلان الشعوبي .. وتماشيا مع هذا التوجه فقد ظهر شعراء وكتاب آخرون في عصور متتالية مواصلين ذات النهج الشعوبي الذي إختطه أسلافهم . لقد أستمرت المدرسة الشعوبية التي كان من أعمدتها : الفردوسي والخيام وأبو مسلم الخراساني وبابك الخرمي والرودكي ومحمود الغزنوي ويعقوب ليث الصفارين تتناقل أخبارها أحفادهم جيلا بعد جيل حتى وصلت الى الصفويين الذين ألبسوها ثوبا جديدا ألا وهو الطائفية . يقول الدكتور علي شريعتي عن الحركة الصفوية متطرقا الى إستنادها لمبدأ الشعوبية : ” وبغية ترشيح أفكارها وأهدافها في ضمائر الناس وعجنها مع عقائدهم عمدت الصفوية الى إضفاء طابع ديني على عناصر حركتها وجرها الى داخل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – إمعانا في التضليل ليتمخض عن ذلك المسعى حركة شعوبية شيعية ، مستغلة التشيع لكي تضفي على الشعوبية طابعا روحيا ساخنا ومسحة قداسة دينية ، ولم يكن ذلك الهدف متيسرا إلا عبر تحويل الدين الاسلامي وشخصية محمد عليه الصلاة والسلام وعلي رضي الله عنه الى مذهب عنصري وشخصيات فاشية ! تؤمن بأفضلية التراب والدم الأيراني والفارسي منه على وجه الخصوص ” لقد لبس الصفويون ثوب التشيع وأدعوا النسب العلوي رغم إن المؤرخين الفرس أنفسهم يؤكدون : إن إسماعيل الصفوي ، مؤسس وعميد الاسرة الصفوية , ولد من أم أرمينية وأب آذري ! وكان جده صفي الدين الأردبيلي شيخ طريقة صوفية ( سني ) !! إلا أن المصلحة القومية والروح العنصرية دفعتهم الى التلبس بلباس التشيع كي يضمنوا بقاء مدرستهم وانتشار أفكارها العنصرية . وقد دأب الصفويون على شتم العرب بحجة الثأر لأهل البيت وقد أمروا كتابهم ووعاظه بوضع الروايات والكتب التي ملأوها شتما ولعنا للصحابة والخلفاء والقادة العرب الذين كانت لهم اليد الطولى في فتح بلاد فارس ونشر الاسلام في ربوعها . ومن أمثال هؤلاء محمد باقر المجلسي صاحب كتاب ( بحار الأنوار ) الذي جاء بـ 120 مجلدا دون فيه ما طلبه منه الصفويون من روايات وقصص تساعد على نشر فكر الشعوبية المرتكز على الفتن والتفرقة العنصرية والطائفية .. وقد جاء هذا الكتاب وهو يحمل بين دفتيه أفحش الجمل وأغلظها ضد الرموز العربية والأسلامية .ومن أمثا المجلسي المدعو عباس قمي صاحب كتاب ( مفاتيح الجنان ) وهو من الكتب ذات التوجه الشعوبي المحمل بالسباب والطعن بصحابة النبي الكرام ووصف البعض منهم بالجبت والطاغوت وأصنام قريش …. الخ وكل هذا بحجة الدفاع عن أهل البيت .. ولم يعلم هؤلاء الشعوبيون أنهم اساءوا لسيدنا علي أكثر من غيرهم فعلى سبيل المثال لا الحصر  عجزه عن الدفاع عن زوجته الزهراء عليها السلام حين( كسر عمر ضلعها) ، فلا حول ولا قوة إلا بالله الاعلي العظيم . وهم أنفسهم الذين يصورون عليا عليه السلام بانه رفع ( الكرة الأرضية ) حد ركبتيه حتى غاصت قدماه في الارض !!! فأى هراء هذا ؟ وخير من كشف ضغينتهم شاعرهم ( جعفر بن محمد الرودكي )السمرقندي 329هـ الذي قالها بصراحة : عمر بشكست بست هجيران عجم را برباد فنا داد رك وريش جم را ،

اين عربده وخصم خلافة آز علي نيست بآل عمر كينه قديم آست عجم را !!! والترجمة : أن هذا الصراع والعداوة . ليست دفاعا عن حق علي في الخلافة لكنها البغضاء والعداوة لعمر !! ومن المعلوم أن الفاروق عمر هو من كسر ظهر العجم وهد حضارتهم ومزق ملكهم فأصبحوا ( موالي ) بعد أن كانوا سادة الدنيا في زمانهم … روت كتب السير أن الموالي من الفرس ، الذين أسلموا بعد القادسية الأولى ، كانوا يمرون بطرقات المدينة فيرون الصبيان من الموالي وهم يلعبون صحبة الصبيان العرب فيقولون بكل حسرة : لقد أكل أكبادنا عمر !!! …. ويكفي هذا القول لمعرفة مصير كل من اسمه عمر !!!! التصفية والأغتيالات والدسائس: يؤكد المؤرخون أن أول عمل ( أغتيالي ) قام به الشعوبيون إغتيال الخليفة الراشد وصهر الأمام علي عمر بن الخطابعلى يد ابو لؤلؤة الفيروز آبادي الذي تحول فيما بعد الى ( بابا شجاع ) وشيدوا له – كعادتهم – مزارا يطوفون حوله كما يطاف على الكعبة المشرفة في أيام معلومات !!!. أنتقاما للدولة الساسانية التي قهرت في عهد الخليفة عمر ، كما تدخلوا بالصراع بين الأخوين الأمين والمأمون بطلب من الأخير الذي عين منهم قوادا على جنده ، اما في التاريخ المعاصر فنجد ان الأخطبوط الفارسي قد مد مجساته بكل الاتجاهات ، وحيثما يمد هذه المجسات تجد الخراب والدم والقتل ، يشهد بذلك لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين والكويت والسعودية ، ولولا فطنة المصريين لكان للفرس شأن في أرض الكنانة . لقد كان للشعوبيين دور في إنشاء الفرق الباطنية كالقرامطة والنصيرية وغيرها ؛ إذن فكل ما ذكرناه غيظ من فيض ، وهذه هي سمومهم الفكرية التي غرسوها في عقول أبنائهم وغزوا بها عقول وأفكار العديد من ابناء أمتنا تحت يافطة الاسلام والولاء لأهل البيت فهل يا ترى سيأتي ذلك اليوم الذي يصحو فيه العرب المنصهرين بالفكر الفارسي ومشتقاته ويعودوا لتاريخهم وتراثهم الأصيل ودينهم القويم ويدعوا عنهم اللهاث وراء الفرس الشعوبيين ؟! ( يتبع ) ( المصدر السابق ) بتصرف

أحدث المقالات

أحدث المقالات