23 ديسمبر، 2024 11:23 ص

من سيقطف ثِمار التغيير..؟

من سيقطف ثِمار التغيير..؟

إبان الحكم الديكتاتوري الصدامي البعثي، كان طموح الشعب العراقي، “تغيير النظام” بسبب إسلوبه القمعي وعنصريته الواضحة؛ من يُمسك زمام الأمور، هم الشخوص الموالون للقائد الضرورة، والتعيينات والمناصب لحاشية هؤلاء القادة، الذين لم يرو جبهات الحروب، التي إفتعلها صدام وراح ضحيتها آلاف الأبرياء؛ بتوجيه من أسياده الأمريكان، ومن خان الدكتاتور الخائب صدام، هم القادة الذين صفقوا له وتبجلوا تبجيلا! ومعهم الموالون والمناصرون، ممن تسلقوا على الأكتاف.
 
بعد إنتهاء الحكم الديكتاتوري الصدامي، سارع هؤلاء المسؤولون، بتأييد التغيير الذي حصل، وإنضم غالبية مؤيدي النظام السابق الى تيارات متعددة لأنهم لم ينضموا الى حزب البعث المقبور، وسبب عدم إنتمائهم لهذا الحزب، هو العمل الدؤوب الذي كان يُهيئ في مطابخ المخابرات والأمن ووو…….الخ.
 وبين مؤيدٍ ومعارض إختلط الحابل بالنابل، وأصبح هؤلاء الصداميون، هم من ظلمهم البعث وقادته، والمضطهدون هم أزلام النظام السابق!
 
إن آلية توزيع المناصب الإدارية والفنية والمهنية، في مؤسسات الحكومة الجديدة، تثير العديد من التساؤلات؟ فالعديد من حملة الشهادات والمهارات والخبرات، ينتظرون إقرار الموازنة العامة، ومن ثم إطلاق التعيينات، التي ينتظرها آلاف العاطلين عن العمل، من الخريجين والمهمشين إبان النظام السابق، وإستمر تهميشهم الى يومنا هذا.
 
للأسف تمر على مسامعنا أخبار توفر درجات وظيفية، ومناصب (سرية)! وغير معلنة والمشمولين بهذه الدرجات الوظيفية، هم المتسلقين والمتزلفين والنمامين، ممن تظاهروا بعدائهم للنظام السابق، وتأييدهم للتغيير؛ وتناسى من بيده زمام الأمور، طوابير الخريجين المستقلين، الذين ينتظرون (رحمة الباري عز وجل) ثم عطف أبطال التغيير المزعوم، للأسف وأقولها بمرارة؛ نخشى الأسوء من القادم؛ بسبب (تبعث أغلب الأحزاب) من حيث يعلمون أو لا يعلمون.
 
فلا تغيير معلوم، ولا إنصاف للمواطن يلوح في الأفق، وبشائر الإضطهاد الجديد، لاحت في ظل قادة ديدنهم المحسوبية والمنسوبية، فالسني يتم تعيينه من السنة مقابل ولاء مطلق، والشيعي يتطلع الى الأحزاب الشيعية، عسى أن يتنازل أحدهم بعين الرأفة.
 
ويبقى الأمل.. بعض قادة الأحزاب والتيارات، ممن قارعوا فعلاً النظام البعثي الفاشي السابق، وناصروا التغيير، وحاربوا (البعث الجديد) الذي ترمم على أشلاء ضحايا التفجيرات اليومية، وللأسف أصاب الغرور بعض السياسيين ممن إنضم الى العملية السياسية، وكان دافع التغيير نحو الأفضل من أولوياته، ونتمنى الإصلاح قريباً وإنصاف شريحة العاطلين عن العمل، من الخريجين والكفاءات، ونتمنى إن يقطف ثِمار التغيير، جميع العراقيين المخلصين، لوطنهم وشعبهم، والإبتعاد عن المحاصصة والتمييز.