22 نوفمبر، 2024 11:39 م
Search
Close this search box.

من سيفضّ البكارة الإيرانية .. أوباما أم رومني ؟

من سيفضّ البكارة الإيرانية .. أوباما أم رومني ؟

أدرك الغرب إستراتيجية المناورة الإيرانية خاصّة إن إيران قد إعتمدت الكذب و التضليل في مراحل طويلة فيما يتعلق ببرنامجها النووي, و كان هناك العديد من المنشآت السرية التي لم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجودها إلا بعد أن كشفت معلومات إستخباراتية عنها , كما قامت إيران بعمليات إستيراد معدات نووية و يورانيوم في فترات سابقة بطريقة غير شرعية دون إبلاغ المنظمة بذلك . فإذا كان البرنامج النووي الإيراني سلميا  فلماذا تلجأ إلى الكذب و التضليل و العمليات الغير شرعية ؟! من هذا المنطلق و نظرا لعدم قطعية الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتوجه البرنامج النووي الإيراني السلمي, قرر المجمتع الدولي الدخول على خط القرارات الدولية في مجلس الأمن في محاولة لثني إيران عن استخدام هذا الأسلوب و التجاوب مع مطالب المجتمع الدولي بما فيه حلفاؤها الروس و الصينيين. فصدر القرار 1737 في كانون أول 2006 و الذي أمهل إيران ستين يوما لإيقاف تخصيب اليورانيوم , ثمّ أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها في 22 شباط / فبراير 2007 لتشير فيه إلى إن إيران لم تلتزم بالمهلة المعطاة لها بناءا على قرار مجلس الأمن الصادر. و ها نحن ندخل في منعطف تصعيدي جديد فيما لا تبالي إيران بذلك مدّعية قدرتها على مواجهة التصعيد الحاصل , فيهدد مرشد الجمهورية علي الخامنئي بمهاجمة مصالح الولايات المتحدة في العالم في حين يصر أحمدي نجاد على أن قرار مجلس الأمن غير شرعي و انه مجرّد قصاصة ورق و إن إيران لن توقف تخصيب اليورانيوم مهما حصل .
إن المتابع للسياسة الإيرانية يستطيع أن يرى و عبر محطات تاريخية عديدة إن إيران تسعى عادة في الأزمات إلى اعتماد سياسة الـ99 درجة مئوية , فتعمل على تصعيد الوضع سياسيا و إعلاميا حتى يصل حد الغليان و الإنفجار و في هذه اللحظة بالذات تحصل تسوية سياسية يكون التحضير لها قد تمّ على قدم و ساق عبر البوابات السياسية الخلفيّة و الدبلوماسية السريّة , و ذلك للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب عند انتهاء الأزمة , لكن هذه السياسة خطرة للغاية و لا يمكن ضمان نجاحها بشكل دائم , فالذي يفصل النجاح عن الفشل و التسوية عن الحرب فيها بمثابة شعرة رفيعة , فأي خطأ بسيط أو غير متوقع في الحسابات أو أي خلل في توقيت تراجع التصعيد قد يؤدي إلى حرب كارثية مدمرة .  ويتأكد هذا المعنى من خلال تصريح النائب العراقي عن كتلة الفضيلة محمد  الهنداوي على إن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت رعاياها سرا بمغادرة دول الخليج العربي في تشرين الأول القادم تمهيدا لضرب إيران  وأضاف إن السبب وراء ذلك هو التمهيد لضرب المنشأت النووية الإيرانية وخوفا على حياة رعاياها من عمليات إنتقامية. وكان الهنداوي قد ذكر إن إيران أبلغته إثناء وجوده في طهران مع بعض السياسيين العراقيين أنها لن تقوم بإغلاق مضيق هرمز في حال تعرضها لهجوم . قد يتهم البعض أوباما بالتراخي حيال إيران في حين ينفي الأخير تلك الإتهامات كونه جادا وحازما في موقفه  خصوصا بعد فرض حزمة من العقوبات الدولية على إيران  وإن الساعة بدأت تدق ولا يُسمح بأن تستمر هذه المحادثات إلى الأبد ! في حين يرى البعض إن المنافس الرئيسي رومني أكثر حماسة منه والذي تعهد مبكرا وفي محافل متعددة على ضرب إيران !
المحصلة إن أميركا مستعدة للضربة العسكرية وما هي إلا مسألة وقت لا أكثر وقد أعدت العدة لذلك وهذا ما يشير له تصريح وزير سلاح الجو الأميركي مايكل دونلي خلال لقائه مع كبار المسؤولين في الكابيتول ، أن القنبلة الخارقة للتحصينات الأقوى في الولايات المتحدة جاهزة للاستعمال بعد سنوات من التجارب والتطوير. ومن الواضح أن إيران لا تجيد المواجهة العسكرية مع أميركا بمعنى إنها غير مؤهلة لخوض الحرب وجها لوجه وفقا للسياقات العسكرية  كونها لا تمتلك الإمكانيات الموازية لدولة تمتلك اكبر ترسانة عسكرية في العالم . إيران ممكن أن تفلح في  حرب الشوارع من خلال ميليشياتها و أجندتها المنتشرة  في المنطقة كحزب الله وبعض الجماعات في العراق ! .

أحدث المقالات