17 نوفمبر، 2024 8:50 م
Search
Close this search box.

من سيحكم العراق بعد طرد داعش ؟؟

من سيحكم العراق بعد طرد داعش ؟؟

يبدو ان انتصارات القوات الامنية العراقية والحشد الشعبي المتصاعدة أخذت تقض مضجع الحكومة الامريكية فقد سربت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى كشف الافصاح عن نفسه جانباً من المداولات الدقيقة الدائرة في واشنطن في هذه الأيام والتي تنصب على العناية بالفترة التي ستعقب طرد تنظيم داعش من العراق. وذكرت هذه المصادر أن مسؤولين أمريكيين من سي أي أيه  والخارجية ولجنة الأمن في الكونغرس التقوا سياسيين عراقيين أمثال رافع العيساوي وعلي حاتم السليمان وأثيل النجيفي وغيرهم في أوقات وأماكن عدة منها لندن وأربيل وبغداد وعمّان، وجرى ابلاغهم أن القناعة الامريكية استقرت على إن هناك عجزاً غير قابل للمعالجة في استمرار الحكم على وفق الوضع الحالي. وأن القبول بقيام ثلاثة أقاليم رئيسية تخضع لحكم فيدرالي في بغداد هو الشرط الأساس لحسم ملف تنظيم داعش وتطهير العراق بالكامل وانهاء جميع السلطات الثانوية التي تحل مكان السلطة في بغداد الآن وخاصة المليشيات المؤتمرة بأوامر ايرانية. وأبلغت واشنطن المسؤولين والسياسيين العراقيين أن عليهم تصفية المشاكل فيما بينهم كشخصيات وكتل وأن يتفاهموا على مشتركات أساسية للعيش في العراق كبلد واحد لكنه غير مركزي على ان تتمتع أقاليمه بصلاحيات شبه مطلقة لاسيما في الاقتصاد والاستثمار الخارجي والشؤون الخاصة للمجتمعات المحلية. وحسب المصادر نفسها فقد جرى التركيز ايضا على مشاكل أساسية منها تدخل ايران في الشأن العراقي وتأثيرها الكبير على رئيس الحكومة العراقية ، وقالت المصادر أن واشنطن تعهدت أن تتولى حماية الحكم الفيدرالي الجديد في العراق بتأييد من مجلس الأمن مع العمل على مساندة حيدر العبادي كرئيس لحكومة فيدرالية تمثل العراق بما يشبه النموذج السويسري والالماني .
كما سيتم اعلان العراق كمنطقة استراتيجية من الدرجة الاولى وان أمنها مرتبط بالأمن القومي الأمريكي، وسيتم إبلاغ ايران بالعودة الى حدود ما قبل ٢٠٠٣ على جميع الأصعدة والعمل من خلال تمثيلها الدبلوماسي الرسمي في بغداد فقط كما هو حال التمثيل الدبلوماسي العراقي في طهران. ولفتت المصادر الى إن المشكلة التي تسعى واشنطن لإيجاد حل لها مع سياسيين وخبراء عراقيين هي تسمية الأقاليم في مسعى واضح لتجاوز مصطلح الاقليم السني أو الاقليم الشيعي. ولا توجد مشكلة مع اقليم كردستان. وقالت المصادر إن أكثر من مسؤول أمريكي أكد أن الاتفاق على الشكل السياسي للعراق واقاليمه هو الأساس، وإنه بعد ذلك سيكون تنظيم داعش وأية صيغة عسكرية مسلحة من الماضي المقيت الذي لن يتكرر أبداً. وأكدت المصادر أن خطة تحرير الموصل منجزة وهناك تأكيدات في جدول زمني قصير للغاية لتنفيذها، وأن اقليم كردستان على اطلاع بتفاصيل التفاهمات العسكرية والسياسية التي تجريها واشنطن للمحافظة على وحدة العراق الفيدرالية في نطاق ثلاثة أقاليم الى جانب اقليم العاصمة الفيدرالية والذي يرمز له بالحرفين CF.
وأوضحت المصادر ايضا أنه جرى ابلاغ عدد من العواصم العربية المهمة بصيغة العراق الجديد ما بعد داعش. وأن جسراً جوياً لا تقل مدته الزمنية عن ستة شهور متواصلة سيستمر في دعم الاقليم السني من أجل النهوض به كون مدنه محطمة وبنيته التحتية مسحوقة بفعل الحرب قياساً الى الاستقرار النسبي في الجنوب فضلاً عن المنطقة الكردية. وكشفت المصادر عن إن هناك اتفاقاً على تنحي عدد كبير من الوجوه التي كانت متداولة في السنوات العشرة الاخيرة وصعود وجوه جديدة. كما كشفت المصادر عن إن العراق الجديد سيتعامل مع فترة فيدرالية انتقالية يتم فيها تجميد والغاء العمل بجميع القوانين التي صدرت على أساس سياسي ومنح الأقاليم وبرلماناتها صلاحيات سن القوانين المتوافقة مع حاجة المجتمعات المحلية، وسيتم التعامل مع العراقيين من خط شروع واحد بعد أن يتم تطهير صفوفهم من العناصر الارهابية والمتطرفة بفعل الحرب التي ستقع والقوانين المدنية الجديدة التي ستسهم في بناء مجتمعات متطورة بفعل الدعم الدولي وعودة الكفاءات العراقية في الخارج والداخل لبناء البلد واعلان انتهاء الفترة المظلمة والشاذة والدموية التي عاشها العراق ومدنه ما بعد ٢٠٠٣ وتجاوز كل صيغ الحكم المتخلفة والبدائية لفترة ما قبل ٢٠٠٣ أيضاً.

أحدث المقالات