18 ديسمبر، 2024 11:02 م

من سيحكم العراق ؟!

من سيحكم العراق ؟!

بعد 79 سنة على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي
بعد 66 سنة على تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي
بعد 56 سنة على تأسيس حزب الدعوة الإسلامية
حزبُ البعث العربي الاشتراكي حزبٌ محظورٌ في العراق
الحزب الشيوعي لازال يناضل لأجل تحقيق شعاره (وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيد)
حزب الدعوة الإسلامية لازال يجاهد لأجل :
 ( الدولة الكريمة التي يُعزُّ فيها الإسلامُ وأهله، ويُجعلونَ فيها الدعاة إلى الله والقادة إلى سبيله)
الأكراد اضطهدوا زمن الحكومات السابقة وهم يقاتلون لأجل ( كردستان)
التركمانيون مهمشمون في العراق
الفيليون مهمشون ومهجّرون
المسيحيون متحفظون
الأيزيديون منسيون
الصابئة متحفظون
هكذا كنا قبل عشرة أعوام مضت من عمر العراق .
 وبعد 10 أعوام على التعددية الحزبية في جمهورية العراق ، لا زال العراقيون غير مستقرّين، لا زال العراقيون غير متفاهمين، لا زالت الأحزاب غير متوافقة على أجندة وطنية موحّدة ، لا زال العراق غير متآلف .
العراق مشحون بالتظاهرات أو متحفز لها ، الأحزاب على وشك خوض عملية انتخابية واسعة،هذا يدعو للتأجيل ، وذاك يدعو للتعجيل ، ولم يبقَ إلاّ القليل .
 والحالة هذه ! فمن سيحكم العراق ؟!!
بتقديري المتواضع أرى إننا سوف نبقى نصطرع سياسياً حتى قيام الساعة ، مالم نؤسس لمشروع وطني واحد،يهدف إلى مصلحة الوطن والمواطنين، ببناء علاقات سياسية طيبة مع أنفسنا ، وعلاقات ٍدبلوماسية حسنة مع دول الجوار.
وإنَّ هكذا مشروع لن يأتي أبداً من الإصرار على تحقيق مبدأ البقاء للأصلح .
 وأقول ؛ إنَّ فكرة البقاء للأصلح مأخوذة من فكرة البقاء للأقوى، ولأننا جميعاً (عراقيون) أنجبتنا أمهاتنا عرب .. أكراد .. تركمان.. مسيحيين.. مسلمين .. صابئة. لكننا ؛ عراقيو الإنجاب ، وطنيو النزعة، إنسانيو العمق .
 لماذا إذن؛ لا نؤسس لمشروع وطني واحد ، ونعيد كتابة الدستور العراقي ، أو نتوافق على تعديل فقراته المتنازع عليها . وأقول ؛ إنَّ الأحزاب المناضلة التي ليست قادرة على معالجة الإشكال السياسي الوطني ، هي أحزابٌ فاشلة تاريخياً ، مهما ادّعت بأنها تمتلك التجربة السياسية العميقة في تاريخ العراق السياسي المعاصر .
ولا أظن إطلاقاً !.. بأنَّ من خاض التجربة النضالية لعقود عديدة غير قادر على وضع الحلول لضائقتنا السياسية التي يرزح تحتها العراقيون ، على كافة المجالات .. السياسية والاقتصادية والأمنية والتربوية والاجتماعية وغيرها .
وإنَّ البطل الحقيقي الذي يستحق أن يحكم العراق هم الأحزاب كافة ، شرط أن تتفق على أن تتفق !
علينا أن نستقي من مناهل السياسات والتجارب العالمية .. علينا أن نتنازل عن متبنياتنا الثانوية ونحافظ َ على شعاراتنا الجوهرية التي تأسست لأجلها مشاريعنا النضالية منذ أمد ٍ بعيدٍ جداً.
لقد قدم الحزب الشيوعي أنبل مناضليه من أجل تحقيق شعار ( الوطن الحر والشعب السعيد).
لقد قدم حزب الدعوة الإسلامية أفضل دعاته من أجل تحقيق (الحكومة الصالحة) .
ولقد قدم الأكراد الدماء القانية لأجل تحقيق (كرامتهم القومية في العراق) .. وهكذا الجميع !..
إننا بحاجة ماسة اليوم ؛ إلى إعادة النظر في مشروعنا السياسي العَشري الذي مضى .
 الشيوعيون بحاجة إلى إعادة النظر في مشروعهم السياسي السبعيني ، الدعاة بحاجة إلى إعادة النظر في مشروعهم الرسالي الخمسيني ، وعلى البعثيين أن يعيدوا النظر في تجربتهم الحكومية ، ويلتمسوا الدخول إلى العملية السياسية بوجه الاعتذار إلى الشعب العراقي وجميع الأحزاب ، لما تسببوه في مصادرة الحريات السياسية الوطنية كافة …
 آنها ؛ يمكنُ للعراق أنْ يستقرَ ويتآلف ، ويفكـّرَ بمشروع سياسي جديد ، يخدم العراق والعراقيين ، ويُحسن التعامل مع الذات والقرين .. مع الوطن ودول الجوار، مع المنظومة الإقليمية والعربية والعالم .