بعد تجربتين إنتخابيتين، تتأهب الكتل السياسية( الكبيرة والصغيرة على حد سواء) للدخول في معترك إنتخابات مجالس المحافظاتـ والتي تعتبر كبروفة عمل لإنتخابات مجلس النواب في العام القادم إن شاء الله. والملاحظ في هذه الإنتخابات دخول جميع الكتل في مفاوضات مع بعضها البعض؛ للحصول عل مكاسب حتى قبل أن تبدأ الإنتخابات، وهو ما يُنْبِئُ بأن الطيف السياسي العراقي بدأ يتمرس على العمل السياسي، وبات مفاوض بارع أمام الأخرين للحصول مكاسب تبقيه داخل لعبة السياسة. لكن الذي يُعاب على أغلب الكتل السياسية سلوكها أساليب ملتوية لاغراض إنتخابية، ومهما كان الهدف من هذه الطرق الملتوية، تبقى طرق غير شريفة لكونها تحاول إقناع بإعادة إنتخابها لموقع لم يفلح أن يقدم فيه أي شيء ملموس طيلة فترة الفترة الماضية، ومن هذه الطرق إستغلال السلطة في الترويج للبرنامج الإنتخابي، أو تجد البعض يستخدم الترهيب والقوة لإستمالة الناخبين الى جانبه، وهناك من يستخدم الرشوة (وهي أنواع) فمن توزيع الأغطية والصوبات الى توزيع الأموال في بعض الحالات لغرض كسب الأصوات، الى جانب التشهير من قبل البعض بالحكومة وكأنه ليس طرف فيها. لكن يبقى قِبْال ذلك كله المواطن الذي يعتبر بيضة القبان في صعود البعض وخروج البعض الأخر، هذا المواطن الذي شبع من وعود من صعد الى مجلس المحافظة وحتى الى مجلس النواب، هل حقق هؤلاء من وعودهم للناخب طيلة دورتين إنتخابيتين، عندما نستعرض الواقع الخدمي لكافة المحافظات نجدها ترزح تحت وطأة العوز والفقر الخدماتي في كل جوانب الحياة ويكفي أن الأمطار كشفت زيف إدعاءتهم بتقديم الخدمات للمواطنين، ومع هذا نرى من يخرج علينا بتصريحات أقل مايقال عنها بأنها غير مبررة ولا تمت للواقع في شيء، لننا طيلة الأعوام الماضية نسمع بوجود مشاريع عملاقة تُفْتَتَحْ فأين هذه المشاريع؟ هل هي لبلد غير العراق أم أنها مشاريع مازالت في عقول المسؤولين سينفذونها عندما يتم ترشيحهم لدورة قادمة!!
إذاً ماهو دور المواطن من هذا الذي يجري أمامه؟ هل يقاطع الإنتخابات وكأنه غير معني بها، أم هل يعيد الكَرْةَ وينتخب الموجودين نفسهم وأمره الى الله!
من المؤكد أن لا هذا ولا ذاك سيحصل، والسبب لأننا في بلد الأنبياء والأئمة الأطهار عليهم السلام الذين لنا فيهم قدوة حسنة، فهذا أمام المسلمين الحسين بن علي (عليه السلام) فهو حينما خرج على يزيد( عليه اللعنة) لم يكن طالبا لمنصب إنما خرج لطلب الإصلاح في هذه الأمة التي يشعر أن من واجبه كإمام أمة ان يدافع عنها حتى مع قلة ناصريه، وفي قول للإمام الحسين (عليه السلام) يقول(( مثلي لا يبايع يزيد)) لسبب بسيط إنه مفسد وهاتك للحرمات، وعندما نضع كلمة إمامنا نصب أعيننا نجد أن أغلب المتصدين للسلطة اليوم هم من المفسدين والسُراق والمرتشين الذين يتلاعبون بأموال الشعب. وبالتالي فإن المواطن عندما يذهب لصناديق الإقتراع هذه المرة فهو على يقين بأنه لن يرشح هؤلاء إنما سيبحث عمن ينادي بحقوق المواطن في هذا البلد الكثير الثروات، سيبحث عن المرشح الذي لايتعبر المنصب مغنماً ومكسباً يحققه لنفسه، مرشح يعتبر خدمة المواطن شرف مابعده شرف، وأن العراق بلد فيه من الخيرات بإمكانها إنجاز المئات من المشاريع التي تجعل من ابن البلد يعيش في بحبوحة ودِعْةً.
وهذا كله سيجده في أناس هم أمل هذه الأمة .. أمل المظلومين والمحرومين.
والله من وراء القصد..