منذ منتصف شهر حزيران من العام المنصرم، وأهالي ضحايا مجزة سبايكر من محافظات الوسط والجنوب، في حيرة من أمر المسؤولين عن أبنائهم، فبعد أن ضاع الخبر والمبتدأ عن أحداث المجزرة، ضاعت كذلك أدوات الاستفهام وسط علامات التعجب والاستغراب، ليس عن تفاصيل الحادثة.. بل عن الإجراءات المتخذة من قبل اللجنة التحقيقية المكلفة بالمجزرة، والنتائج التي أتت بها. فمعلوم أن لكل لجنة تحقيقية جدول عمل وخطوات تحدد مساره مدروسة مسبقا، كفيلة باتباع السبل والوسائل في التحقيق، بكل مايصب في خدمة القضية المحقق فيها، لتوخي النتيجة المفترضة وهي أيجاد الحلول وفك الألغاز وحل الطلاسم التي رافقت القضية، وكذلك إظهار المسببات وكشف الأسباب، وقطعا سيظهر أثناء التحقيق شخوص متواطئون وآخرون مقصرون، ورابعون خائنون، وخامسون منفذون.. وكلهم حتما (ناقصون)..
وبعد كل هذه المعلومات التي تظهر على طاولة التحقيق على اللجنة التحقيقية الأشارة بكل أصابع الاتهام الى أسماء محددة بكل وضوح وشفافية وصراحة، دون التحايل في إخفاء جانب او مواراة آخر، ذلك أن الهدف من التحقيق هو إحقاق الحق، والأخير هذا لن يتم إلا بوضع المقصر والمتهم تحت طائلة القضاء العادل، ومن دون الوصول الى هذه النتيجة تكون اللجنة التحقيقية ضحكا على الذقون، وتضييعا للوقت والجهد وإجراما شنيعا مادام يغطي الجرم المحقق فيه، لاسيما إذا كان التحقيق في قضية مثل قضية سبايكر.
نيابة عن أهالي الضحايا، أوجه جملة أسئلة الى مجلس النواب الذي كلف اللجنة التحقيقية بمهام التحقيق في المجزرة، ولاأنتظر الإجابة من أعضاء المجلس او رئيسه، فكفى بحامد المطلك مجيبا عليها بخطوط عريضة:
س1 – كم يبلغ السقف العددي من الضحايا العراقيين الذي يثير حفيظتكم ياممثلي الشعب، لاسيما إذا علمتم أن في اليابان وهولندا قامت الدنيا ولم تقعد على إتلاف بضع مئات من الدجاج والبط لإصابتها بإنفلونزا الطيور، وليس 1700 إنسان بريء!.
س2 – إذ كانت اللجنة التحقيقية لجنة سوية منصفة، أليس من صلب واجبكم طرح خطوات عملها وإنجازها بشكل علني وبيان ما يتم اكتشافه والوصول اليه من حقائق أولا بأول أمام الشعب العراقي عامة وذوي الضحايا على وجه الخصوص؟
س3 – بعد التصريحات التي صرح بها بعض شيوخ عشائر صلاح الدين، والتسريبات التي تطفو على سطح الأحداث بين الحين والآخر، وأخذ أقوال وإفادات الناجين من المجزرة، مامقدار استغلال هذه المعلومات باتجاه يصب في خدمة سير التحقيق؟
س4 – هناك أسماء أشير لها بالبنان على جميع وسائل الإعلام، شاركت في تنفيذ مراحل الجريمة أمثال نجل سبعاوي شقيق المقبور صدام، هل بإمكان اللجنة الاجابة عن مصيره؟ وهل هي على علم أنه الآن في عمان يسرح ويمرح ويتنفس الصعداء بعد أن تم إخراجه من خلف قضبان سجن من سجون العراق؟ أليس هناك منظمة أنتربول عالمية وظيفتها إلقاء القبض على المجرم المطلوب في أية بقعة من دول العالم وفق الاتفاقيات المعمول بها وتسليمه الى الجهة المعنية؟
س5 – نسمع بين آونة وأخرى وعيدا وتهديدا من قبل شيوخ عشائر من تكريت ومدن صلاح الدين، بهدر دم كل من شارك بالمجزرة وتلطخت يداه بدم العراقيين، فهل انطلت عليكم ياساسة هذه اللعبة ببساطة أم أنتم عالمون بما وراء التهديد والوعيد من تغطيات وتورية؟ وهل من الممكن هدر دم شخص مجهول الإسم والمكان والهوية؟
س6 – بعد كشف المتورطين والمشاركين بجريمة سبايكر والمتسترين عليها، هل تم اتخاذ اللازم قضائيا وجنائيا تجاههم؟ أم هناك مساومات واتفاقات وفق مثلنا القائل؛ (حب عمك حب خالك)؟ وكم صفقة سياسية عقدت وأبرمت لتمييع القضية أمام الرأي العام والخاص على حد سواء؟
