18 ديسمبر، 2024 10:59 م

صباح الخير ياعراق
من زائر بين المعابد
الموشحة بالسواد
وبين المؤمنين ,
كفآ على صدر يلطمون
وكفآ يهزّون ,
صور الضحايا
على رؤوس الأشهاد , ويزأرون
كأنهم من بني الأسود
على من رضي باللصوص
أمراءآ للفساد
وأحلوا قتل العباد
على طول البلاد
بأيدي القتلة .
******
فمن ذا أُسائِلُ ياعراق
عن المخفِّي الذي
دبّت مخالبه بدم السِفاح
الى منهل الموت
وناب عن عزرائيل
يسلب الأرواح
بيسرمن تأبط نعله ؟!
ياغرّة البلدان
بالحدائق العجائب
وروعاتها
وأنبل من غرس بها
الغيرة في صلب
من عاش كريمآ
بالثدي المُحتلِب
ياقصر الملوك الصيد
بالشرفات
وأوعية الزهور
والندى
وقلائد الثمار المُظلِّلة ,
ياعرين الأسود
وكل إمام محمود
وصفوة الدنيا ..
التي لا عيب فيها
إلا ما حُفرت بها قوانين الحياة
وأحتكمت بالود
بين العقلاء والجهلة ,
يا أبا الجواسق والحدائق
والوفود المحمّلة
ياجذع الأشرسي
بالطيور الهادلة ,
قاصيها ودانيها
على سعفاتِ عمتنا
المتهدّلة ,
مازال ذاك المجد الذي
كلما صُبّت عليه حمم الحروب
جلس بثياب الشيوخ
أنقى بياضآ من الجمّار
وأجمل ,
نراه في بهو السمو
وولاة العهد
يروي ملاحم الفعال التي
نُقشت بالحُسن على الجلمود ,
والإرث الذي تجلى
بآشور وبابل ,
وترادفت بحكايات
لا حصر لها بالعدّ ,
ويحوم بالأسود المجنحة
بقصائد غرمنا بها
حتى غدت أبياتها
على سطوع البلاط
بضوء الحبائب , سبائكآ
كلما افرط المشيب
وهزلت ايامنا
وتصرّم الود بيننا
ماهزلت دروسها
ولا خيولها المثقلات
بدراهم الشعراء المجلجلة .
******
من ذا عنك أسأله
يا مُربّي الأولاد
على النبل
بدمع العين في الكتاتيب , وأبلى
أن لاتشدّ عليهم الكلاب
والدهر بكلكله ,
حتى جنيت الشكر
من المجربين بالتجارب
وكل شريف محارب
إلا الخؤون المحترب
المختضب بدم الأخ
والأخت ,
يا أبا الفرات
والأضياف
والطارقين الغِرَاث
والطعام المستفيض
بأجود الأياد
وخير البلاد
دجلة الخير
كنف الورود
والطيور اللاهثة ,
يا أبا القباب
ومدفن الريحان
ومصباح الهدى
وكل ثائر محمود
والفاضلين
من الجدود
وحِجْر الغيرة المتأصلة ,
يا منهل الواصفين
بأبا حسنٍ
بعل البتول
وراعي الرشاد
بالنصيحة والوداد
والعدل
والإحسان
وقاضي المُعضِلة ,
يا خير صحنٍ مشت عليه
أقدام الأولين
والخيول
المحجّلة .
******
من ذا أسائِلُ
عن اللصوص
وفلول القتلة ؟!
من أيِّ فجٍّ مظلم
ترحّلوا وأنقلب الرّحل
في مروجك الهاجِلة ؟
أيُّ نسلٍ أبصَرَتْ
وأورثت بوطأة الظلم
خَصلة السرقة
وتفشّت جراثيمآ معدّلة ؟!
وغدت , واأسفاه , أسراب غربانٍ سود
وقطعان تيوس
قطَنَّ ..
طورآعلى كومة بعر
وطورآ على مزبلة ,
يتقافزون على
تلابيب الغرباء , برآ وبحرآ
عصاة , تربّصوا لكل ثائر
بساحات الزهور
معجلين قتله ,
يائسين من ميل القلوب
وجذب العيون الفاضلة ,
حتى رأوا بالقتل
عادة وشفيعآ لبلوغ مجدهم
ومعجِّلة ,
وشدّوا على الأرض بذنوبهم
فحسو ماءها وطعامها
وحلّ بنا الفقر
من سقمهم
وولت النعم
أمام الخلائق والأمم
بصواع البركة , وأنجلت الشمس
بنصرة الكواتم
مزدرين بالمنكر أمرنا
حتى ظن جاهلنا
أنهم من أهلنا الملوك والأخوان
ولو نظر اليهم
أيقن أنهم فلولآ دون الأضلافِ
بأدنى منزلة ؟
******
أما تراهم ياعراق
الِفو الفساد أمام العباد
كالجراد
في البلاد
لا يعنيهم الفلاح ولا الأرض
ولا أمراء الزناد ,
وأنت خَدين العفاف
وحليف الطين
وزهو السنبلة ؟
في كل يوم شأنهم خطف الفقير
وذوي الغنى والمنزلة ,
وقتل النفس تحت العيون اللامعات
والمصابيح المشتعلة ,
ومن مال اليك
وإن حلَّ بين الأيادي الحافظات
والسائق بالناقلة , والمنازل
قبل عويل الثكالى
بالنيران مشتعلة ,
والقلوب نادت والضمائر
ماجدآ
حَلفَ اليمين
ان يجمع تحت مسلّة القانون
كل القتلة ,
والدهر يمضي
ياعراق بالظلوم
قاتم الوجه
والنضيح باللؤم
والأشمُّ بالقتل , النائمين الحالمين
في مخادع الحريم
بكرسي المرجلة ,
يقضون باللثام الدعاوى
وثوب قاض , صلف الحياء
بلا شاهد أو صونَ عرضٍ
أو هزّهُ مثقال مخافة
من الله
وآياته المرتّلة ,
عُميٌ صحابتهم
بلا وصل لسيّدٍ
أو حليف
او مربط لسرج جيادهم
أو بيرق يشهد ,
تراهم أباة في صور القتل والخطف
وهم شتاة أذلّة ,
غفلوا عن مجدك
ياعراق
وعن جهد الشرفاء
واعباء الثكالى
وما دها السبايا
ومن لا يجد
تحت الدجى ,
غطاءفراش لإهله ,
******
من ذا عنك أسأله
ومن ذا المبصر
مع الماجد
فيجود كما جادت يد الحشد
غيّاث اليتامى والأرامل ,
وكنت به القائد
على من تأبط
بالكلاب السود
جهير جرائمه ,
******
من ذا عنك أسأله
ويحلف اليمين
ويأخذ السكين
من كف القتلة ؟
يطوي بها الخوف والتهديد
ويرفع قناع اللصوص
المحتجبة
ليغرقوا بالعار
والذلّة القاتلة ,
ويحل اللغز
ويُعيد نور الشمس
ليبلغ السبقَ بالفضل
وينهي المسألة ؟!