19 ديسمبر، 2024 12:10 ص

من ذاكرة التاريخ الشيخ مجرن وكاع الزرزور فارس شهد الاعداء له

من ذاكرة التاريخ الشيخ مجرن وكاع الزرزور فارس شهد الاعداء له

الشيخ مجرن الوگاع رحمه الله أحد شيوخ ووجهاء قبيلة الجبور وقد خلده التاريخ لشجاعته وكرمه اللامحدود حيث  يعتبر من الفرسان الشجعان القلائل في منطقة جنوب الموصل تقول المعلومات المتوفرة لدينا انه من مواليد  1899 من اهالي ناحية القيارة.. قرية الحود وقد فارق الحياة الدنيا عام 2000 تاركاً خلفه سيرة وطنية مشرفة مملوءة سجلاتها بالمواقف الرجولية لأنه وقف بوجه العنجهية الهمجية للاحتلال البريطاني للعراق وكانت القوات من الجيش الانگليزي تأخذ حذرها الشديد عندما يكونون بالقرب من المنطقة التي يسكنها الشيخ مجرن الوگاع وفد حاول الجنرال الانكليزي المسؤول عن لواء الموصل في حينها عن طريق جواسيسه العاملين معه دفع مبالغ كبيرة لإرضاء الشيخ مجرن ابو عبود مقابل السكوت عنهم وعدم التعرض لأرتالهم العسكرية…
لكن الرفض جاء الى الجنرال الانكليزي بصورة فورية من خلال  الموقف البطولي الذي كتبت عنه احدى المجلات الانكليزية الصادرة في العاصمة البريطانية لندن بحق الشيخ مجرن الوكاع عند قيامه بتكسير كاميرات الصحفيين الإنكليز وتهديده لهم بعدم الترويج للجيش الانكليزي  ووضعه دوما بصورة المنتصر وقد كتب الصحفي الانكليزي في حينها ان المقاومة الشرسة من احد الفرسان في منطقة جنوب الموصل قرب عيون النفط في الگياره اوقفت عمل الصحافة الانكليزية هناك..
بعدها قام الشيخ مجرن الوگاع ابو عبود بشن عدة غارات على اماكن تواجد الجيش البريطاني وقد اوقَع عدة اصابات وخسائر في صفوفهم  وقد حاول الضباط الانكليز بالتوسط بقسم من شيوخ العشائر الذين اعلنوا ولائهم للإنكليز بحجة عدائهم للدولة العثمانية وقيامهم بإقناع الشيخ مجرن عن العدول عن قراره بضرب المصالح البريطانية الا ان اصراره على ذلك دفع الجيش الانگليزي على نفيه الى جنوب العراق. وهناك بدأت مساندته للعشائر العربية في الجنوب  والفرات الأوسط والمشاركة معهم بثورة العشرين التي قادها قادة العشائر ضد الاحتلال البريطاني…
ومن البطولات التي ذكرها لنا التاريخ بحق هذا الفارس الشجاع انه كان دوما يحمل معه سلاحه الشخصي وهو بندقية من نوع ((برنو))  ويتحزم بمخازن العتاد وفي احد المواقف قام بضرب الإنكليز وتقييد مسؤولهم بالحبال على احد الاعمدة الموجودة قرب مقراتهم  لانهم تطاولوا وقاموا  بضرب أحد رعاة الاغنام هناك…
وهناك قصص كثيرة على شجاعته وكرمه وربما لم توثق حتى تصل الى كتب التاريخ وسبرة الفرسان….
وللأمانة التاريخية فقد اصدرت الحكومة العراقية في حينها وبأمر من الملك قوانين تمنع مناداة الاشخاص او الكتابة بالوثائق الشخصية بلقب شيخ الا لمن يستحق ذلك وكان الشيخ مجرن الوكاع احد هؤلاء المستحقين لذلك اللقب فقد تمت كتابة كلمة شيخ في هوية الاحوال المدنية الشخصية له والموثقة في الصور في هذه المقالة…
نعم ان الشيخ مجرن الوگاع شيخ ليس بهويته فقط ولكن بشجاعته فلقد كان فارس القبيلة وبكرمه فهو كريم القوم وبنسبه فهو سليل الاصالة وبجوده فهو جواد العرب….
كان ابناء المنطقة وشيوخها ووجهائها يكنون كل المحبة والاحترام والتقدير لهذا الشيخ الجليل وكانوا يلقبونه

(( ابو عبود)) راعي الطويله وابوعبود صاحب  الصينية والبارود…
نعم هكذا هم الرجال الذين كتب عنهم التاريخ لشجاعتهم وكرمهم وصبرهم في الشدائد…. هكذا هم الرجال الذين عاهدوا الله على محبة اوطانهم وعدم التخلي عن الدفاع عن ترابه المقدس مقابل حفنة من الاموال..
انه الشيخ مجرن وگاع الزرزور الذي كتب اسمه فوق الصخور في قرية الصعيوية جنوب الموصل…
((من هنا مرت الشجعان))
انه الفارس الذي قال عنه احد الشعراء من قبيلة اخرى..
ياريت مجرن من اهلنا
تاگول يادنيا انتصرنا