تعقيبا على زيارة دولة الرئيس السوداني الى بريطانيا يومالأثنين الفائت 13/1/2025 ، بدأً نقول أن الزيارة ، كانت خطوة بالأتجاه الصحيح ، تحسب له ولحكومة الأطارالتنسيقي . ففي الحقيقة لم يعد لعبارة ومصطلح (الأمبريالية الأمريكية والأنكلوبريطانية) صدى معيب ومرفوض كما في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي ، أيام المد الثوري والقومي والعروبي في المنطقة العربية! ، فغالبية الدول العربية أن لم أقل جميعها ، رمت بكل هذه المصطلحات والعبارات خلف ظهورها ، وصارت تلهث ساعية لكسب رضا المعسكر الأمريكي والبريطاني تحديدا والغربي عموما!! ، خاصة بعد التغييرات والأحداث الكثيرة التي شهدها العالم ومنطقتنا العربية على وجه الخصوص في العقدين الأخيرين ، لاسيما وأن غالبية شعوب العالم ومنهم الشعوب العربية تحديداً ، تريد من حكومتها ورئيسها أن يوفر لها الأمن والأمان ورغيف الخبز والعيش الكريم بعيدا عن معاداة أمريكا وبريطانيا وحلفائهم ولتتكفى شرهم وشرورهم! ، فكل شعوب العالم ومنهم الشعوب العربية والشعب العراقي على وجه الخصوص كرهت الحروب والمشاكل والصراعات وجزعت منها مثلما ، كرهت السياسة ودهاليزها وباتت على قناعة بأن ذلك هو شأن الحكومة ومن يترأسها! . لربما لا يختلف معي أحد أن بريطانيا لم تغب عنها الشمس! ، رغم كل التطورات التي شهدها العالم وظهور قوى جبارة وقوية على مستوى العالم ، ظلت بريطانيا على عظمتها وهيبتها وقوتها بين كل دول العالم! فلازالت تمثل العقل الذي يدير هذا العالم من خلف أكثر من ستار!، فبريطانيا لم تصاب بالضعف ، حتى بعد ظهورأمريكا حليفتها الستراتيجيةكقوة جبارة بعد الحرب العالمية الثانية ، بل هي من جعلت من أمريكا واجهة أمام العالم وأمام فوهة المدفع لكل مشاكل العالم التي حدثت وستحدث! ، وأرتضت أن تكون خلفها تحركها وترشدها وتساندها في كل الأمور والمشاكل والمعظلات السياسية!. وما دمنا نتكلم عن بريطانيا وبأعتبارها هي من أحتلت العراق سنة 1917 وهي من أسست العراق الحديث! ، فلا بد من أن نأتي على ذكر المرحوم ( الباشا نوري السعيد) ، الشخصية السياسية الأكثر شهرة في التاريخ السياسي الحديث للعراق ( رئيس وزراء العراق في العهد الملكي 14 مرة! ولحين أنبثاق ثورة 14 / تموز/ 1958 ) . هذا الرجل الذي كان يوصف بأنهرجل بريطانيا وعميلها في العراق! ، كان يرد على تلك الأتهامات وذلك الوصف بالقول ( أن العراق بلد فيه خيرات كثيرة والطامعين في خيراته كثيرين وخاصة من الدول المجاورة للعراق، فلابد أن أوثق علاقتي مع بريطانيا كقوة عظمى لكي تحمي العراق! من كل شر ومن أية مخاطر!)الى هنا أنتهى ماقاله المرحوم نوري السعيد . وأنا أقول ما أشبه البارحة باليوم!! ، فالدول نفس الدول والجوار نفس الجوار والأطماع هي نفسها ومن يريدون السوء والشر بالعراق موجودين!. ، فمن وجهة نظري أعتبر زيارة السوداني لبريطانيا والتي جاءت بناء على الدعوة الموجهة من قبل رئيس وزراء بريطانيا (كير ستارمر) ، هي زيارة تاريخية بالفعل! ، وبعيدا عن الحفاوة التي قوبل بها ولقائه بالمسؤولين البريطانيين بدأ من ، (ملك بريطانيا / تشارلز الثالث) ، ثم (رئيس الوزراء/ كير ستارمر) ، فبقية المسؤولين الكبار في بريطانيا ، فقد ألتقى رئيس الحكومةمع أكثر من (( 46 شركة بريطانية ، وكذلك قام بعقد 25 أتفاقا ومذكرة تفاهم في مجالات وأختصاصات متعددة فضلا عن قيامه ب 33 نشاطا سياسيا ودبلوماسيا وأعلاميا، حسب ما صرح بذلك السيد ( ربيع نادر) مدير المكتب الأعلامي لرئيس الوزراء)) . ولربما يتفق معي الكثيرين أن التقارب مع بريطانيا والتفاهم معها وعقد الشراكات والأتفاقات الستراتيجية معها ، هو ((مفتاح لحل كل مشاكل وأزمات العراق الخارجية مع الدول المجاورة للعراق والدول الأقليمية ، وحتى المشاكل الداخلية منها بكل تفاصيلها وتفصيلاتها)) ، فبريطانيا هي سيدة هذا العالم كانت وستبقى وهي الماستر كارد له!. أخيرا نقول : أن رئيس وزراء بريطانيا الراحل والأشهر تاريخيا وسياسيا ونستون تشرشل قال ( أنا على أستعداد للتعاون والتعامل مع الشيطان من أجل مصلحة بريطانيا) . فعلى الرئيس السوداني وحكومة الأطار التنسيقي أن تعمل ما بوسعها من أجل مصلحة العراق وشعبه ، ولا ضير في ذلك من خلال تعزيز علاقتها وشراكتها مع بريطانيا! ، لا سيما وأن العراق محاط بمشاكل وأزمات كثيرة ويحتاج الى من يساعده الى التخلص والخروج منها.