22 نوفمبر، 2024 11:39 م
Search
Close this search box.

من دخل خيمة مقتدى فهو أمن .. فحكم الطوائف باقٍ ويتمدد في العراق

من دخل خيمة مقتدى فهو أمن .. فحكم الطوائف باقٍ ويتمدد في العراق

من دخل خيمة السيد مقتدى الصدر فهو أمن , ومن يتخلف فسيكون نادم !!كاد الحكم الديني في العراق على وشك السقوط بعد تجربة 13 عاما من الفشل لولا إعلان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى عن عزمه للإعتصام هو وأنصاره قرب المنطقة الخضراء وسط بغداد , ما ساهم في إنقاذ تجربة حكم الطوائف من حيث يدري أو لا يدري .حيث تسبب في تحجيم دور الحراك المدني وتقزيم تأثير ثمار ثمانية أشهر فعلية من الأحتجاجات عبر الدعوة للتظاهر في ذات الأوقات والأماكن التي أعتاد الليبراليون التجمهر فيها , لتعود الأغلبية الصامتة للتقوقع على نفسها واحجامها عن المشاركة أو التأييد لأي مشروع إصلاحي تتبناه كتلة دينية .مشاهدة لقطات دخول الصدر عبر بوابة المجمع الحكومي وإلتفاف أتباعه حولة وتقبيل قائد قوة حماية المنطقة الخضراء الفريق “محمد رضا” ليديه , فضلاً عن إعلانه بأنه ممثل وحيد للشعب , أعاد للأذهان ذاكرة ما شاهدة العالم لمراسيم نزول الخميني من الطائرة الفرنسية في شباط من عام 1979 , لتتحول إيران في ليلة وضحاها من دولة علمانية بحتة الى جمهورية دينية أعتمدت أيدلوجية ولاية الفقيه التي حملت شعار الإصلاح , فيما كان الخراب رفيقا لثورة المحافظين منذ إنطلاقها وحتى اليوم .السيد الصدر نصب خيمته ذات اللون الأخظر والشبيهة من حيث التصميم الهندسي وبما يتناغم مع ثقافة عقول الجماهير من إنطباعات صورية لخيام سيدنا الحسين عليه السلام قرب كربلاء , ثم رافق الامر تناقلٍ لمشاهد الصدر وهو يتوضيء للصلاة بأواني بسيطة , او يتناول وجبة طعام متواضعة وغيرها من اللقطات التي يمكن ادراجها ضمن بروباجندا بنكهة دينية وطقوس شعائرية إيحائية , في سلوك عده البعض محاولة لكسب الأعداء قبل المترددين وتنقية الأذهان وما تعلق بها من موروث لمجمل مواقف وتصريحات سياسية ومذهبية أعتمدها أبرز قادة التيار الصدري من الخط الأول طوال سنين مضت كانت تدعوا للإجتثاث والملاحقة والتصفية الجسدية لمن وصفوا بأنهم “نواصب أو بعثيون” كما جاء على لسان “حازم الأعرجي” أحد أبرز المقربين من الصدر حين دعا للقتل من دون الحاجة لفتوى , فضلا عن غريم الصدر “قيس الخزعلي” قائد ميليشيا عصائب أهل الحق قبل أن ينشق عنه , وهي دعوات كانت سببا لأقتتال طائفي وحرب أهلية دفع الالاف من المدنيين أرواحهم ثمنا باهضاً لها.يتحمل السيد مقتدى الصدر دون غيره مسؤولية الكثير من الفوضى التي عصفت بالبلاد منذ عقد من الزمن وحتى اليوم , فقد ورث عن أبيه وجدة جمهور واسع من المقلدين والمؤيدين للتيار الشيعي العروبي الذي كان رافضا للتغول الايراني في ظل وجود ثلاث مرجعيات غير عربية من أصل خمسة في العراق .وهذا ما أكده استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “ثنك تانك هاوس” البريطانية , حين أكدت أن 78% من شيعة العراق قلقون من ازدياد النفوذ الإيراني في بلادهم , كما أن 88% من العراقيين الشيعة غير راضين عن القيادات الدينية المرتبطة بإيران , حتى ذهب البعض إلى حد مناشدة الأمم المتحدة والدول العربية لتخليص العراق مما وصفوه بالأخطبوط الإيراني كالمرجع الديني الصرخي .مقتدى لم يحسن قيادة جمهوره , بل إنه خذله في أكثر من مكان وتسبب في أستنزاف طاقاته الثورية من خلال مشاركة التيار الصدري في عملية سياسية فاشلة تارة , وأمتصاص غضب الشارع عِبر الدعوة للتظاهر عقِب أحداث عدة كوسيلة للتنفيس تارة أخرى .إلى ذلك , فلم يحسن السيد الصدر أيضا أختيار مقربيه ومستشاريه , ومن المسلم به إنه إذا فسدت الحاشية فسد النظام , وإذا فسد النظام فسد المؤتمنين وبالتالي فسدت الرعية وتفشى الظلم وساد قانون الغاب .وهذا ما يفسر أسباب حل جيش المهدي الذراع العسكري للتيار وأستبداله بلواء اليوم الموعود انتهاء بكتائب سرايا السلام , فضلا عن تجميد نشاط الأخير في أكثر من مناسبة على أثر ما تسرب من مقاطع مصورة توثق جرائم وانتهاكات أرتكبتها فصائل من الحشد الشعبي والتي أحرجت الصدر ودفعته لوصفها بالاعمال الوقحة وألا مسؤولة , وهو ما يدل أيضا على إن السيد مقتدى لم يكن يوماً قادرا على أحتواء قياداته وتهذيب سلوكياتهم !.ولربما يتسائل بأستغراب بعض الرافضين للتصعيد الأخير من قبل الصدر عن سبب التوقيت الأن , خاصة وأن الحكومة التي يقودها التحالف الوطني الشيعي منشغلة في مقاتلة تنظيم الدولة على أكثر من جبهة , ما عدوه بأنها خدمة تقدم للتنظيم الذي أنحسر نفوذه تحت ضربات التحالف الدولي بقيادة أميركا فضلا عن سياسة الأرض المحروقة المتبعة من قبل قوات الجيش والقوى المساندة له , ولكن ما غفل عنه البعض أن الصدر ومن معه تنبهوا لحقيقة مفادها , أن أعداء الأمس حلفاء اليوم من البدريين وأتباع الحكيم سيستأثرون بحكم الأغلبية عِبر التحالف مع حزب الدعوة ليتم أقصاء الصدريين الذين لطالما كانوا غصه في فم طلاب السلطة هؤلاء , لا سيما وأن بوادر أنتهاء الصراع بين الشيعة ككل وجبهة ما يصفونه بالمتشددين السنه بات قريبا , وهو ما سيؤدي بالتالي لانهاء حالة الارتصاص والتوحد الشيعي , والتفات الشيعة لصراعاتهم الداخلية وعودة الخلافات والتنافس فيما بينهم لدرجة الأقتتال والمواجهات المسلحة .وكعادة الانظمة العربية , فليس لها عقل استراتيجي ولا مشروع مستقبلي ، يمكنها من التعامل مع الحدث لتتقرب من الحركات الشيعية العروبية , فلطالما عانت هذه الأنظمة من القصور لتعتمد على نخب مزيفة منقطعة الصلة عن مجتمعاتها , كما هو الحال مع الحركات الاسلامية السنية الحقيقية والمؤثرة على الساحة لتستبدلها بشخوص أدعت التمثيل وهي لا تملك عمقا شعبيا أكثر من أفراد عائلتها فقط .لهفة الكثير من العراقيين لإنقاذ بلدهم , جعلهم يؤمنون بما هو غير منطقي , فغالوا كعادتهم وسارعوا في وصف مقتدى الصدر بأنه “غاندي العرب ” , وهو ما يعكس التعطش الشعبي لخلق أسطورة وطنية يتشبثون بها , ولكن لم يحك لنا التأريخ أن غاندي قد حاز مناصب حكومية وتزعم كتلة برلمانية , كما هو الحال مع كتلة الاحرار الصدرية التي تمتلك نحو 40 مقعدا في مجلس النواب , ولها 6 حقائب وزارية و6 وكلاء وزارة وأكثر من 160 مديرا عاما ورؤساء مفتشي هيئات عامة , معظمهم وردت أسمائهم ضمن قضايا فساد كشفت عنها هيئة النزاهة .الكرة في ملعب الصدر ليتصدر الساحة وما عليه سوى أن يعلن بأنه خرج للإصلاح لا شطراً ولا بطراً وإنه عازف عن تبوء كتلته أي منصب حكومي شرط تنفيذ مطالب الشعب بشكل حقيقي لا ترقيعي , وعندها فقط سيحوز هذا الرجل على قلوب وإجماع الناس بطوائفهم وعروقهم , وأن كنت متيقناً بأن إستقالته ستدفع بحاشيته لتنقلب عليه ولربما ستغتاله كما أغتيل غاندي على يد أنصاره بعد أن نادى بوجوب حفظ حقوق المسلمين .

أحدث المقالات