من حق الشعب الايراني أن يشعر ليس بالمرارة وإنما الغضب الى أقصى حد وهو يرى إن ماقد تمخض عنه حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال ال43 عاما الماضية، قد جعل من إيران البلد الغني وصاحب الامکانيات الهائلة في مصاف الدول الفقيرة التي صارت تنتظر الصدقات کما فيما يتعلق بلقاحات کورونا حيث إن ألمانيا وضعتها في مصاف الدول الفقيرة لکي ترسل لها اللقاحات من دون مقابل! من حق هذا الشعب أن ينفجر کبرکان بوجه هذا النظام الذي أهدت مئات المليارات من الدولارات وجعل أکثر من 70% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر بحيث بات رب الاسرة ولکي يضمن معيشة عائلته أن يبيع کليته أو قرنية عينه أو حتى کبده!
تسليط الضوء وبصورة ملفتة للنظر بين الفينة والاخرى في إيران على قضية الفقر ونسبة الذين يقبعون تحته، صار أمرا ملفتا للنظر، خصوصا وإن تكرار التصريحات والمواقف من جانب قادة ومسٶولين إيرانيين بهذا الخصوص، يعني إعترافا بأن القضية ليست مسألة طارئة بل إنها صارت ليست ظاهرة فقط وإنما حتى كأمر واقع وإن الحديث عن الفقر وتزايده في إيران بصورة مريعة قد أصبح حديث وسائل الاعلام وحتى موضع تصريحات القادة والمسٶولين الايرانيين وخصوصا بعد أن خرجت عن الحد المألوف.
العودة لتسليط الضوء على ظاهرة الفقر والعيش تحت خطه، تأتي مع ظروف وأوضاع إستثنائية تواجهها طهران على أثر العقوبات الدولية والتي ستظهر آثارها وتداعياتها أكثر فيما لم يتم التوصل الى إتفاق في محادثات فيينا التي يبدو إنها تمر بمرحلة بالغة الخطورة والحساسية وحتى إن الزيارة التي قام بها رئيسي الى روسيا فإنها إستهدفت إنقاذ النظام من محنته في فيينا حيث صار في موقف ووضع لايبشر بالخير خصوصا وإن الاوضاع الداخلية الصعبة جدا وإحتمال أن تندلع ثورة الفقراء والجياع بوجه النظام في أية لحظة، خصوصا وإن العالم کله صار يرى إنه من حق الشعب الايراني إسقاط النظام.
السٶال هو هل إن حکومة رئيسي ستنجح في العبور بإيران وشعبها خلال العام الجديد من الاوضاع غير العادية التي تواجهها الى بر الامان؟ وهل ستنجح في مواجهة التحديات والتهديدات المختلفة المحدقة بها؟ وهل ستتمكن من التوصل الى إتفاق نووي يمکن أن يکون في مستوى إتفاق 2015؟ الاجابة على هذه الاسئلة من شأنها تحديد المسار الذي ستسير في ظلاله الاوضاع في إيران، مع إن معظم المٶشرات ليس لاتٶکد ذلك بل وحتى إنها على العکس تماما ولاسيما وإن النظام الذي يواجه أوضاعا صعبة على کل الاصعدة، وبشکل خاص داخليا حيث شعب غاضب الى أبعد حد ومعارضة نشيطة وفعالة مثل مجاهدي خلق ووحدات المقاومة التابعة لها في سائر أرجاء إيران.