نسمع كثيرا بكلمة مشكلة، نتداولها أحيانا للتعريف بما نتعرض له من مصاعب، وفي أحيان أخرى نستخدم الكلمة، للتعبير عن إستهزاء للأمر الذي يتعرض له بالسخرية، وما أكثر تلك الأمور التي تجعلنا نبكي الى حد الضحك، كأن تسمع بأن بائع نفط أصبح مديرا عاما في وزارة التعليم العالي (مثلا)، أو أن تسمع بعريف في الجيش؛ بقدرة قادر أصبح وزيرا، أو عضو مجلس نواب؛ مع عدم أهليته العلمية أو الثقافية (على حد سواء).
في زمن النظام السابق، جاء صدام بزوج إبنته المجرم حسين كامل، العريف في الجيش، لينصبه رئيسا لهيئة التصنيع العسكري، وهي الهيئة التي تضم علماء وخبراء؛ كلٌ في مجال إختصاصه العلمي، وضباط كبار لم يحصلوا على الرتب العسكرية التي يحملونها على أكتافهم؛ إلا بشق الأنفس.
بعد سقوط النظام، ومجي حكومة منتخبة؛ أخذنا نسمع بعودة حليمة الى عادتها القديمة؛ لكن بوجوه جديدة هذه المرة، فعلى الطريقة السابقة قام رئيس الوزراء السابق؛ بمنح زوج إبته ياسر عبد صخيل رتبة عسكرية، وعينه مسؤولا عن حمياته الشخصية، والأخير أخذ يعين من أبناء عشيرته ومدينته طويريج في المنطقة الخضراء، لحماية رئيس الوزراء ووالد زوجته المصون (فهو يخاف أولا على ولي نعمته، وثانيا يخاف أن تزعل زوجته لعدم إهتمامه بوالدها).
المضحك المبكي، أن صدام عين حسين كامل بالقوة وزير للصناعة، في حين أن رئيس الوزراء السابق، جعل من زوج إبنته عضوا في مجلس النواب، مع أنه لا يملك حظوظا في الفوز، فكيف فاز ياسر عبد صخيل؟، سؤال قد تكون إجابته صعبة لدى كثير من الناس، لكنها وبحسب ما تتناقله الأخبار، حصلت من خلال الوعود التي أطلقها النائب لاحقا ياسر، بتعيين من يمنحه صوته، وكذلك تجاوزه على الأملاك العامة، من قبيل كسره لأحد أنابيب الماء الواصلة لمحافظة كربلاء، وتحويلها الى الحي العسكري؛ لتقرر أن تمنحه صوتها.
يقولون (أن شر البيلة ما يضحك) وهذا ينطبق على حالنا، فقد أبتلينا كعراقيين بمجموعة من الجهلة؛ الذين لا يفقهون شيئا، سوى في السرقة والتزوير، التزوير في كل شيء؛ في كلامهم وتصرفاتهم، وحتى في المواقف التي يتخذونها، ويتعلق بها مصير بلد، فبحسب شبكة أخبار العراق، فإن رئيس الوزراء السابق، لم يصدر الأوامر لقطعات الجيش والشرطة، بالإنسحاب من الواجب وترك السلاح، عندما دخل إرهابيو داعش الى الموصل؛ ومن بعدها وصلوا الى محافظة صلاح الدين، وهددوا المرقد الشريف للإمامين العسكريين في سامراء، لأنه كان يغط في نومه؛ بل أن الذي أصدر التعليمات مرافقه الخاص وصهره ياسر عبد صخيل، الذي يقوم بالرد على جميع إتصالات والد زوجته، حيث أعطى الأوامر لقيادة عمليات نينوى بسحب القوات وعدم مجابهة العدو، الأمر الذي أدى الى سقوط الموصل خلال ساعات معدودة.
لقد كانت أمور العراق في زمن صدام بيد حسين كامل، وحصل الذي حصل من كوارث للعراق والعراقيين، واليوم بعد أكثر من عقد من الزمان صار وضع العراق بيد ياسر بن صخيل فعلى الدنيا السلام.