يعتمل صدورنا الأمل، ونحن نحتفي بالعام الجديد، ونعبرعن فرحتنا بطريقة ربما مبالغ فيها، لكن هل يمكن أن نجني من الشوك عنباً، ومن الحسك تيناً؟، الواقع كما يبدو، لايبشر بخير، فنذر الأزمة المالية تلاحقنا، فيما لانرى ولو بصيص أمل للتغيير.أين المنجز الحضاري الذي يضع بصمته على هذه المرحلة من تأريخ العراق الجديد؟ .. تجولوا معي، ستجدون معالم كل الحقب التي مرت على حكم العراق، وتسمع من الناس تلك المسميات ذاتها التي أطلقت عليها، برغم تقادم الزمن، أو محاولات مسح الذاكرة من خلال إطلاق مسميات جديدة، فيما يصبيك الإعياء، وأنت تبحث عن أثر يعبر عن المرحلة التي نعيشها.
دخلنا غمار الإنتخابات، مرات، من دون تغيير يذكر على الساحة السياسية، والوجوه أيضاً، وظن المتفائلون، أنها فرصة للتدريب، وإكتساب خبرة تراكمية في ممارسة السلطة، لتأتي ثمار التجربة في ما بعد، ومرت السنوات تترى، من دون أن نجني أية ثمرة تذكر، برغم الموازنات الإنفجارية التي كانت تتحقق، وحدها، من دون سياسة إقتصادية حكيمة، أو فعل خلاّق، وإنمانتيجة الإرتفاع غير المسبوق لأسعار النفط، لذا ما إن إنتهت ” نوبة الجنون” التي أصابتها، دخلنا في أزمة مالية خانقة، وأخذنا نتأمل نوبة جديدة، ونحاول أن نتماسك من خلال القروض الخارجية، وفرض الضرائب، وهو كل ما في جعبتنا.
واحدة من العناوين المهمة التي كانت تحلق في فضاءاتنا، وترسم في أذهاننا صورة المواطن المرفه، المشاريع والبرامج التنموية، لكنها تعقدت فتائلها، بعقدة الإحصاء العام للسكان الذي لم نصل الى رؤية توافقية لإجرائه، وهكذا دخلنا في دوامة ” المفتاح عند الحداد، والحداد يريد فلوس …” .
سنة جديدة، نتمنى فيها الخير للعراق ولكل العراقيين، لكن تذكروا معي : ” من ثمارهم تعرفونهم”.