رئيس وزراء المكلف من دونَ كتلة محدَّدة تتبناه وتقف وراءه مهدد بان يَكُون ضعيفاً، لأن الجميع سيتبنى نجاحاته ويتبرأ من إخفاقاته. وهذا ما عمدت الكتل البرلمانيّة الى العملِ به لإيقاع السيد عادل عبدالمهدي كضحية في حال إخفاق ألحكومة عن تحقيق
أهدافها، ولو حدث العكس ستمتلئ الشاشات الفضائية بنواب جميع الكتل لتفتخر بإنجازات ألحكومة وتقول انه مرشحنا. هذا الحال ليس بجديد فقط تعايشنا في الحكومات السابقة حيث نرى العديد من المسؤولين قدم في ألحكومة و قدم في المعارضة التي هي ليست موجودة واقعاً ومن يرى تصرفاتهم يغمى عليه من الضحك كونهم ابتدعوا نظام سياسي جديد وهو في النجاح معك و في الفشل ضدك. وبالعودة الى الحديث المتداول منذ فترة عن كابينة وزارية مستقلة فهي زوبعة إعلامية لفترة و تنتهي. لن تتنازل الاحزاب و الكتل عن استحقاقها الانتخابي وهذا من وجهة نظر قانونية حقها المشروع، لكن سوء الادارة بلور فكرة لدى الشعب بان جميع الاحزاب و الكتل مدانة لدى الشعب نتيجة سنوات الفشل السابقة في ادارة الدولة.
مضطرون إلى التفاؤل نعم، لكن الاشجار متشابكة جداً و الرؤية ضبابية واعتقد ان الكابينة القادمة ستكون برعاية أفضل السيئين من مرشحين الأحزاب، حيث سيعمد قادة الاحزاب و الكتل الى ترشيح من هم اقل فساداً و سرقة ولا تدور حولهم شبهات فساد لإنقاذ استحقاقهم الانتخابي من الضياع.