23 ديسمبر، 2024 2:46 ص

من تسييس جائحة کورونا الى عسکرتها

من تسييس جائحة کورونا الى عسکرتها

مثلما إن نظام الجمهوية الاسلامية الايرانية متميز من حيث کونه من أسوأ أنواع النظم الدکتاتورية ظلما وإستبدادا ومصادرة للحريات، فإنه وبعد تفشي جائحة کورونا، قد أصبح من أکثر أنظمة العالم إثارة للسخرية والاستهجان من حيث طرق واساليب تعامله مع هذا الجائحة وتصديه لها، ولاسيما إذا ماتذکرنا الدور المشبوه للنظام في المساعدة على تفشي الجائحة في البلاد والتستر عليها مما جعل الخسائر الروحية والمعنوية الناجمة عنها کبيرة جدا.
قادة النظام الايراني وفي مقدمتهم المرشد الاعلى خامنئي، قد عملوا على تسييس الجائحة وعلى إستغلالها لأسباب المنفعة الشخصية ولصالح النظام، وقد وصل تسييس هذه الجائحة الى حد أن قام خامنئي بتحريم استيراد اللقاحات التي تم إنتاجها في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقد حول إنتاج اللقاح المحلي إلى وزارة الدفاع خوفا من لقاحات الأعداء، وهو ماقد أثار سخط وغضب الشعب الايراني کما إنه أثار سخرية العالم منه، لکن الامر لم يقف عند هذا الحد بل إنه وفي سياق متصل فقد أعلن وزير الدفاع الايراني بأن خامنئي أصدر تعليماته إلى القوات المسلحة الإيرانية بالتصرف في مكافحة كورونا بأسلوب “المناورات العسكرية”، حيث “قد يرغب العدو في ساحة المعركة في يوم من الأيام استخدام هذا السلاح ضدنا”، وبهذا تقفز طهران من مرحلة تسييس الجائحة إلى عسكرتها!
المثير للسخرية إنه وفي الوقت الذي ينهش فيه الموت بسبب من جائحة کورونا بالشعب الايراني نهشا بسبب تقاعس والتباطأ المتعمد للنظام بتوفير العلاجات اللازمة واللقاح المضاد، وعن إزاحة الستار عن “لقاح كورونا من إنتاج وزارة الدفاع الإيرانية” خلال الايام الماضية، تعهد وزير الدفاع باستكمال الإنتاج النهائي للقاح “فخرا” خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. مع ملاحظة إن هذا النظام يعمد دائما الى أن يمني الشعب ويجعله ينتظر الفرج في حين يقوم هو بإستغلال العامل الزمني لمآرب وأغراضه الخاصة، لکن الامر الواضح والذي لايوجد أي خلاف بشأنه هو إن الشعب الايراني صار يعلم کذب وخداع النظام بهذا الصدد وکيف إنه لايفي بوعوده ويعمد الى جعل الامور تسير بسياق وإتجاه ليس في صالح الشعب أبدا.
النظام الايراني ومن تسييس جائحة کورونا وصولا الى عسکرتها، فإن الشعب الايراني دفع ويدفع ثمنا باهضا لايمکن تصوره ولاسيما وإن النظام يقوم بتزييف الارقام الحقيقية للإصابات والوفيات والمعلومات الاخرى بنفس السياق، لکن منظمة مجاهدي خلق ومن خلال شبکاتها الداخلية تقوم بنشر تقارير ومعلومات دقيقة تتضمن أرقاما صادمة تفضح کذب النظام وتمويهه ومن إنه کان ولايزال يستغل هذه الجائحة لأغراضه الخاصة.