من تاريخ ميسان – السيد محمود السيد طه ال ياسين الرفاعي الشخصية الميسانية الذي سميت بأسمة المحمودية
ما ان تدخل محلة المحمودية وتتجول في ازقتها حتى ينفتح امامك سجل من الاحداث التاريخية للمدينة العراقية (العمارة) والتي نشأت على ارث مملكة (ميسان) التي ظهرت منذ عام ( 113 ) قبل الميلاد ، ليصبح لها شأن كبير في الاحداث السياسية والاقتصادية في العراق خلال منتصف القرن الثاني قبل الميلاد .
وحتى يومنا هذا فأن الأسماء لا تطلق على الأمكنة والمدن جزافا بل انها تطلق اما ارتباطا بحدث جلل او تكريما لرجل استحق ان يخلد اسمه في سجل ذلك المكان ليغدو فيما بعد جزءا من تاريخ خالد أكبر.
وهذا ما ينطبق على هذه المحلة الميسانية الوادعة التي تحاذي نهر الكحلاء وهي تتجه صوب دجلة في محاولة منها للإطلالة عليه مبقية على بعض نخيل ذلك البستان الذي كان في يوم ما عامرا قبل ان تأكله المدينة .
وبعد استقراء تلك الشخصية الميسانية التي استحقت اسم هذه المحلة الا وهو السيد محمود ابن الحاج طه ياسين من السادة الرفاعية والذي كان يسكن في محلة القادرية من عائلة كريمة معروفة بنسبها تعمل في التجارة والزراعة واصبح احد أعمدة المدينة وقادة الرأي فيها .
مواقفه السياسية والاجتماعية
تشير اغلب المصادر الى ان السيد محمود ابن الحاج طه كان من رجال التقوى والبر وكان يرعى اقطاب الحركة السياسية في العمارة منفقا ما لديه من اجلهم وعلى عوائلهم حينما كانوا في المعتقلات الإنكليزية او في المنافي، تضامنا معهم سيما وان والده عميد اسرة (ال ياسين) كان قد نفي الى الهند ابان الحرب العالمية الأولى الى منطقة (سفر بر) والذي ورد ذكره في كتاب (العمارة ) لمؤلفه السيد عبد الهادي الجواهري عام ( 1939 )حينما قال ( ان هذه الاسرة من اقدم الاسر العمارية وعميدها هو الحاج محمود الحاج طه ).
ساند تأسيس الدولة العراقية وكان من بين المرحبين والمعبرين عن فرحهم بتأسيسها حيث اقام الولائم ودعا لها كبار الشخصيات السياسية في العمارة آنذاك .
اما مواقفه الاجتماعية فقد كان يخصص راتبا شهريا ثابتا لعوائل الفقراء والمعوزين وكان يحرص في شهر رمضان ان تكون داره حاشدة باهل المنطقة في وقت الفطور وطوال الشهر ، فيما كان يخصص مبالغ من المال خلال الأعياد للفقراء والمعوزين .
كان يرعى ( دار الرفاعي واحد جوامع المدينة بالمال شهريا وهذا ما يؤكده خادم السجادة الرفاعية والسيد خليل الرفاعي في المستند والمؤرخ في 30/ جمادى الأول عام 1335 هجرية وكان له ديوان يؤمه اهل الفكر والسياسة وقبل ان يختتم حياته ثبت في وصيته في 14- رمضان-1362 هجرية ان ثلث موارد عقاراته توزع على الفقراء وكذلك الذين خصصت لهم رواتب في حياته ، ولهذه الخدمات الجليلة ولذيوع صيته ، كرمه متصرف العمارة آنذاك ( ماجد مصطفى ) بتسمية احدى اهم المناطق في مدينة العمارة باسمه( المحمودية ) والتي لا زالت تحمل نفس الاسم تكريما له .
انتخب رئيسا للمجلس البلدي اكثر من مرة استمرارا لمواقفه ومواقف ابيه ، وكان من أعضاء المجلس البلدي آنذاك من كبار شخصيات المدينة .. وهم السادة عبد اللطيف السامرائي ، وسلطان العرس ، ومحمد صالح العباس ، والحاج هاشم مصطفى المحمود ، ولفته السامرائي، وجعفر الحسيني ، وعبد الرزاق زبير – الذي كان مديرا للبلدية .
وكان من أصدقائه أبناء المدينة السيد جعفر الحسيني وسليم المفتي (مفتي العمارة) والسيد فرحان العرس ،وخضير ملا فرمان وغيرهم من وجهاء المدينة .. الحاج محمود له عشر أبناء منهم رشيد محمود وزير العدل الأسبق، والتاجر رؤوف محمود، والعميد المدفعي عبد القادر، والضابط أنور، والتربوي جميل والمهندس سعيد ، والكيميائي عبد الاله، وشاكر، ومحمد