23 ديسمبر، 2024 11:45 ص

من بكين الى كولالمبور محطات سفر متعددة بانتظار الفرج القادم من بغداد

من بكين الى كولالمبور محطات سفر متعددة بانتظار الفرج القادم من بغداد

من فضلكم ايها المسؤولون لا تجعلوا من حياتنا في المهجر اشد غربة واعسر حالا باجراءاتكم و تعليماتكم ونهج عملكم الذي عفا عنه الزمن منذ عقود وخاصة بعد ثورة تكنلوجيا المعلومات والعولمة التي جعلت من العالم قرية صغيرة ، هذه كلمات لابد لي ان استهل بها ما اريد قوله وتسليط الضوء على حياة ملايين العراقيين الذين لاتقل في كثير من الاحوال معاناتهم ووجعهم عن وجع الاهل والاحبة في الوطن . لقد دأبت الكثير من دول العالم وحكوماتها على ايجاد وتشريع الاجراءات المتنوعة والهادفة الى معالجة ووأد جميع اشكال التحديات والصعاب التي تقف حائلا دون جعل حياة رعاياها اكثر سهولة ويسرا سواء فيما يتعلق بحصولهم على الوثائق والمستمسكات الرسمية على مستوى الافراد او سرعة وسهولة انجازها قهرا للروتين والاجراءات المعقدة ولا سيما لرعاياها المقيمين قسرا او اختيارا في المهجر بعيدا عن تراب الوطن الغالي ولعل وثيقة السفر هي من اهم الوثائق الرسمية التي تخص المغترب والتي لا يمكن دونها ان يعمل او يدرس او يواصل اقامته في الخارج وكذلك في حال انتهاء صلاحيتها الزمنية ، نحن المقيمون خارج الوطن نحبس الانفاس ونشحذ الهمم ونرصد الاموال كلما اقترب موعد انتهاء صلاحية جواز السفر العراقي. لا سيما العوائل التي لديها العديد من الافراد لانه حتى الاطفال الرضع وحديثي الولادة يلزمهم الحصول على النسخة الحديثة من الجواز ولا يجوز اضافتهم الى جواز سفر احد الابوين كما كان معمولا به بالسابق، وبالنسبة للمغتربين الذين يتعذر عليهم الحضور الى الوطن لاستصدار جواز سفر جديد لاسباب مختلفة لعل ابرزها الارتباط بالعمل في بلد المهجر ناهيك عن ثقل تكاليف السفر ذهابا وايابا للعراق وخاصة للعوائل الكبيرة نراها بهذه الحالة تلجأ الى سفارة العراق في بلد الاقامة على امل الحصول على جواز سفر جديد او الترويج لاجراءات الحصول على هذه الوثيقة مع بغداد عن طريق تلك السفارة ولكن لسوء الحظ او لعدم وجود تخطيط ممنهج لدى الجهات الرسمية المعنية وفي مقدمتها وزارة الداخلية نجد ان الكثير من سفارات العراق في الخارج تفتقر الى توفير مثل هذه الخدمة الحيوية وخاصة في دول تشهد جاليات ضخمة لرعايا عراقيين مقيمين فيها وعلى سبيل المثال ففي قارة اسيا لا توجد غير سفارة واحدة تروج طلبات الحصول على جواز السفر وهي السفارة العراقية في ماليزيا لذا فان العراقي المقيم في الصين اذا اراد ان يحصل على جواز سفر له او لاحد افراد عائلته عليه ان يتجشم عناء السفر وتكاليفه الباهضة الى ماليزيا مرتين ذهابا وايابا فالمرة الاولى لتقديم الطلب والحصول على الموافقة من بغداد وهذا الامر يتطلب منه الاقامة في كولالمبور ليس اقل من اسبوع واحد اما السفرة الثانية وعادة ماتكون بعد شهرين الى ثلاثة اشهر من ترويج الطلب في المرة الاولى حيث يتم تبليغه من السفارة العراقية في ماليزيا بالحضور مجددا اينما كان مكان اقامته لتسلم جواز السفر الجديد شخصيا مما يعني السفر ثانية لنفس الغرض ولا يجوز ارساله بالبريد او استلامه عن طريق سفارة العراق في البلد الذي يقيم فيه العراقي لان الجواب سيكون انه عليك ان تبصم الكترونيا مرة ثانية كما بصمت في المرة الاولى عند ترويج المعاملة، لعمري انه روتين قاتل واجراء دونه المال والوقت وراحة الجسد والبال وتعطيل مصالح الناس ، هذه المحطات المتعبة والمريرة خضت غمارها شخصيا وتجرعت مرارتها مع الكثير من العراقيين المقيمين في الصين والذين يناهز عددهم خمسة الاف عراقي وكما يقول المثل مكره اخاك لا بطل وقاسيت الآمرين عندما سافرت من بكين الى ماليزيا مرتين في غضون نحو ثلاثة اشهر للحصول على الوثيقة المعجزة التي تبهر كل من تتلمسها يداه وتسر ناظريه كيف لا وهي تمثل عراق اليوم عراق التنظيمات المتطرفة داعش وماعش وما لف لفها من عصابات طائفية مقيتة وممقوتة ، والكل يعلم ان رصانة وقوة وثيقة سفر اي بلد بالعالم تنبع من استقراره ومكانته السياسية والاقتصادية ومدى تاثيره في المحيط الاقليمي والدولي وجميع هذه الاشياء لاتتوفر في عراق اليوم ولكن كلمة الحق تقال ومنطق العدل والانصاف يجب ان يسمو على مادونه من ترهات واحقاد ودوافع شخصية اقول ان سفارتي العراق في بكين وماليزيا ضربت اجمل الامثال وتبؤت اعلى المراتب في تجسيد خدمة العراقي والعمل على التقليل من معاناته واختزال جهوده من خلال التعاون التام والمطلق من قبل السفيرين العراقيين في الصين وماليزيا والدوائر القنصلية في سفارتيهما فقد دآب هذان السفيران وكذا يفعل قنصلا السفارتين على تذليل جميع العقبات والمشاكل التي تواجه العراقي المقيم في اراضي البلدين وهما يضربان بذلك اروع المثل للمسؤول العراقي الحريص والملتزم بخدمة المواطن وتسهيل سبل حياته في المهجر بكل ما يملكان من صلاحيات رسمية والاهم منها قلب كريم ويد ممدودة للجميع بغض النظر عن كل الاعتبارات الضيقة والمفاهيم العقيمة التي لا يستطيع اصحابها والمؤمنون بها من النظر ابعد من ارنبة انوفهم وخارج سجن عقولهم المريضة، نعم فشكرا والف شكر لسفيري العراق في بكين وكولالمبور على دعمهم الكريم وغير المحدود للعراقيين في الخارج وهذا ليس نفاقا للرجلين ولكن كلمة صادقة بحقهم وحق كل من يعمل من اجل خدمة العراق والعراقيين ويسعى لاعادة  البسمة الى وجوه نست الابتسامة والفرح ومعهما الامل في احداث التغيير وصنع افاق جديدة  في غد مشرق تتجلى شمسه للعيان في كبد السماء وفي وضح النهار ، كما لا يفوتني ان اشكر قنصلي العراق في الصين وماليزيا على خلقهما العالي وتعاملهما الكريم وتعاطيهما الصادق والجاد مع قضايا ومتطلبات الجالية العراقية في الخارج واقول في كلمة موجهة لوزارة الداخلية وخاصة للمسؤولين فيها ان هناك الاف العراقيين من المقيمين في الخارج يعانون من صعوبة الحصول على جواز سفر جديد وذلك لرفضكم التعاون مع وزارة الخارجية في تجهيز متطلبات اصدار تلك الجوازات في العديد من دول العالم ولا سيما البلدان ان تعيش فيها جاليات تقدر بعشرات الالوف من العراقيين لذا فان الامر يستحق الاهتمام ووضع السياسات والاجراءات التي تصب في خدمة العراقي اينما كان في الداخل او الخارج
وفي الختام وفق الله الجميع وخاصة ممن يحملون على عاتقهم مسؤوليات الوطن وهموم المواطن العراقي ويجتهدون في خدمته