23 ديسمبر، 2024 7:26 ص

من بـــــــــــاع من ؟!

من بـــــــــــاع من ؟!

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﻮﻥ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ ، ﺑﻨﻮﺍ سور الصين العظيم ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺴﻠﻘﻪ ﻻﺭﺗﻔﺎﻋﻪ ﺍﻟﺸﺎﻫﻖ، ﻭﻟﻜﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻟﻠﻐﺰﻭ ﺛﻼﺙ مرات ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺟﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺃﻭ ﺗﺴﻠﻘﻪ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﻟﻠﺤﺎﺭﺱ ﺭﺷﻮﺓ ﺛﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻋﺒﺮ الباب، ﻟﻘﺪ ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﻮﻥ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﻓﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻗﺒﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ .

أن أي عملية اختراق للوطن تتم من خلال ابناءه وإفراده ، وهم يمثلون عنصر التحدي ، وفي نفس الوقت يمثلون عنصر البناء والرقي فيه ، لذلك فان عملية هروب او تهريب الطاقات الى خارج البلاد يمثل عنصر خراب للبلاد ، فعندما نتذكر ام محامي شاب بدل ان يقدم خدمة لوطنه ، ويكون عنصر بناء ، هرب الى المانيا ليكون عقله بخدمة الاجنبي ، وعندما يعود ليكون داعم لبناء اسس وطنه ، نراه متأثراً بتلك الثقافة الطاردة ، ويعمل على تخريب ثقافة بلده ، عبر اليات واساليب لاترقى الى العادات والتقاليد التي تربى عليها المجتمع العراقي بصورة عامة .

والحقيقة ان اوروبا تفتح باب القبول للمهاجرين من اجل سد النقص الشبابي الذي تعاني للعديد من الدول المتقدمة التي تأمل في إنقاذها من شبح الشيخوخة. و حيث يعيش حالياً أكثر من 226 مليون شخص تخطى سن الشباب في أوروبا و اميركا و دول جنوب شرق اسيا، وذلك وفقاُ لبعض الإحصائيات المنشورة على موقع ويكيبيديا، والتي ذكرت أن نسبة المسنين المتوقعة في العالم عام 2050 قد تصل إلى 22%، وهي النسبة التي كانت 10% عام 1999، ويتوقع أن تكون للدول الأوروبية النصيب الأكبر من هذا الرقم، وفي الوقت الحالي يتواجد 25% من مسنين العالم في دول اوروبا و اميركا الشمالية.مما جعلها تفتح ابواب بلدانهم لقبول الشباب المتوافدين اليهم لسد النقص الحاصل في المستقبل.

مما لاشك أن خروج العنصر الشبابي سيكون عامل سلبي ، وسيخسر البلد هذه الكفاءات التي تعد عناصر بناءه ومستقبله، ولأجل الوقوف على هذه الحالة ، وللحد من ذلك لا بد من توفير الدوافع التي تمنعهم من الهجرة كالعمل المناسب و على تحسين أوضاعهم المعاشية. وكذلك لا بد من وضع برامج حكومية ، وان يكون لمؤسسات المجتمع المدني دور توعوي فيها ، من خلال أقامة الدورات للشباب تمنعهم من الهجرة التي تعد مساراً خطراً، ونهاية لأرواحهم وليس تحقيقا لأهدافهم التي كانوا يسعون إليها.

كما ان لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية كبيرة ومهمة في إبراز آثار هذه الظاهرة المخيفة على مستقبل البلاد ، ، ووضع برامج تثقيفية تبين مخاطر الهجرة غير الشرعية التي يتعرض لها اللاجئون عبر وسائل الإعلام وإيصالها للمجتمع للحد منها.وحوادث الغرق، ومخاطر هجرة الشباب على البلاد، وتداعياتها في المستقبل، والعمل لوضع آلية لافهامهم السلبيات التي تحيط في دول المهجر لاسيما الذين ينتمون الى المناطق الآمنة في البلاد وتشجيعهم على العودة الطوعية.والحكومة مسؤولة لايجاد السبل من أجل النهوض بواقع الشباب، والتركيز على تلبية احتياجاتهم.وتحقيق طموحاتهم لغرض الحد من هجرتهم الى المجهول.