يصف الشاعر وجعه بأنه ممتد من بغداد الى الصين. هو طريق الحرير الذي ينقل الرقائق الألكترونية والأقمشة والمعدات الثقيلة وأجهزة الستلايت والهواتف النقالة والخزف وآلاف الأنواع من المنتوجات الطبية واجهزة الفحص والسيارات والقطارات وقطع الغيار لكل صناعة، ويمر عبر آلاف المدن والقرى، ويقطع الصحاري والأودية، ويمر من بين وعلى وتحت الجبال الشاهقة، موشحا بالثلوج تارة وبمياه الأمطار تارة أخرى، وبالتراب ورمال الصحاري في تارات أخرى.
يخشى العالم الصناعي فورة الصين وثورتها، فهذا البلد الذي يتربع في قلب القارة الصفراء، ويتصل بامريكا وروسيا وأوربا، وبلدان كثيرة في أسيا وافريقيا، لايملك ماتملكه ألمانيا، أو الولايات المتحدة، ولكنه نمر يتربص ويتحفز، ويمكنه الإنقضاض في اي لحظة، فالصين ليست بلدا مترفا، بل هو بلد يقاوم ويتحدى ليعيش، فإنطلق نحو الجهات الأربع كالإسكندر بحثا عن مجد، وعن حياة، وعن حقيقة وتواصل، لكنه الآن يشكل خطرا داهما على الحضارة الغربية، ويكاد التنين أن يبتلعها. فهي تبتكر الأساليب لوقف الزحف الصيني من خلال الإتفاقيات التجارية والحصارات، ومنع الإستثمار كما في حالة شركة هوواي، وقد عملت الآلة الدعائية الغربية على نشر الفزع في العالم من مخاطر مرض كورونا الوبائي بدلا من التضامن مع بكين، وبذل الجهود لمساعدتها في إحتواء المرض.
الصينيون يعملون في كل شيء، ولايترددون عن الذهاب الى كل مكان للإستثمار، وجني الأرباح، وهم على إستعداد تام لتناول جميع أنواع اللحوم والنباتات، ولايتورعون عن اكل الحيوانات الداجنة والأليفة والمتوحشة، ويشمل المنيو الصيني على لحوم الكلاب والقطط والخنازير والماعز والخراف والأفاعي والصراصر، وأنواع من السلاحف والحيوانات البحرية، ونباتات البحر والطيور، ومنها الخفافيش التي يقال: إنها تحمل فايروس كورونا القاتل. لكن الصين ستعود، وستتفوق حتما.