بين هذه الأعمدة تتداخل أصوات شدت رحال أنينها لساعات توزعت بين أشلاء النخيل والصحراء الغربية وغربة الاشتياق وخرير منفي لماء يتجه إلى مدن
( العراق ) أنها المنارات وقباب الذين كانوا يستظلون بالتقوى ( بغداد ) مدينة السلام والمساجد والمعابد تحول رخامها إلى أناشيد حزينة وشوارعها العز تستصرخ ضميرا وقلوبا ودماً توشحت بها أرصفتها المتكسرة انظر ها هم أهلها الطيبون الرائعون الابطال يزيحون غبار التفجيرات الدامية بعد أن بدأت الحرب السياسية تعود من جديد إلى هذه المدينة الباسلة المجاهدة أو هكذا يبدو , وتاريخ
( العراق العظيم ) العظيم تاريخ قديم وضعت أسسه ما بين العصور القديمة و الحديثة , صدق زعيم بريطانيا ورئيس وزرائها السابق تشرشل عندما قال أن
( الديمقراطية ) هي أسوأ نظام في هذا العالم ولا يمكن الأخذ به و لا يمكن أن يطبق على الجميع !
عذراً لقرائنا الأعزاء أنا لست متشائماً ولست من دعاة وأنصار من يجاهرون بالحقيقة في بداية الطريق .. ولا أريد هنا أن استفز مشاعر الإخوة الأعزاء من ممثلي الشعب في مجلس النواب العراقي .. لكن واقع الحال يحتم علينا قول الحقيقة عذراً لهذه المقدمة في بداية ( مقالي ) هذا وأتوجه به إلى البعض من قادة السياسة ورجال الدين وشيوخ العشائر , الذين يجتمعون تحت الوصايا الإقليمية لدول المنطقة في الجوار , المواطن في العراق وانا واحد منهم اليوم يصاب في حيرة من هذا الآمر .. فتداعيات مثل هكذا لقاءات لم يصب الشارع العراقي بشيء لان ( العراقيون ) اليوم مهمومون بالعديد من المشاكل الداخلية التي وضعت بداخل قلبوهم في مناطق النزوح وفي المخيمات وفي مدنهم المغتصبة من قبل عصابات مليشيات السياسة .. وان هذه الاجتماعات لم تختلف عن اللقاءات السابقة فعامل الخلاف والاختلاف بين الحكماء والحكام سواء كان منهم أعضاء مجلس النواب القديم أو الجديد في الداخل أو ممثلي الاحزاب أو من تجار الازمات من شيوخ المال والجاه ومعروفين من الجميع , فأن مكان الاجتماعات تعقد فيه عدد من المؤتمرات و اللقاءات وحتى يومنا هذا والخلاف لا يبارح طاولات مثل هكذا لقاءات وكانت النتائج تخرج ( اتفقنا على أن لا نتفق ) فبغض النظر عن الأسباب الحقيقية لعقد هذا اللقاء المهم الذي جاء بإرادة
( الحمران ) ورهطهم من العملاء وعن النتائج التي تتمخض عنها وان كانت مكشوفة إعلامياً ودولياً لا تحتاج إلى تعليق والمستقبل أمامنا , أما كان الأجدر بهؤلاء أن يجدوا حلولاً واضحة تقنع الشارع الأنباري المثقل بالهموم البائسة الآن ! وأهمها امن المحافظة .. وأن الشعب العراقي يتملك مشاعر الخيبة والفشل في القضية لان عقد الاجتماعات في هذه الأيام لم يتحقق منها شيء يهم الشعب الأنباري , وهنالك اجتماعات مستمرة للقادة السياسيين في دول الجوار وفي عدد من المنتجعات العربية , لان عقد هذه اللقاءات في المنتجعات لتهدئة الخواطر وراحة الأعصاب ويبدو أن الأماكن السياحية هو المكان الأمثل الذي يلجأ إليه الحكام المنهمكون فهذه ليست المرة الأولي والأخيرة , فالقمم واللقاءات التي تقام في هذا المكان وان كانت كبيرة أو صغيرة فهذا المكان كما يبدو كفيل بأن تلين فيه القلوب وتطيب النفوس وربما غنت فتصبح الأنامل جاهزة وأكثر رقة في التوقيع على الأوراق الناعمة فربما أن رؤية البحر هناك تنسيهم بحار الدم التي تسيل من رجال ونساء وشباب واطفال ( العراق ) وربما أن الهواء النقي هنالك ينسيهم ازمات الشعب الأنباري وقضية إشعال الفتنة ما بين الجميع وإشعال حرب جديدة والسجالات الطائفية بين المكونات السياسية العراقية والاحزاب وربما هذه المشاهد تنسيهم المشاهد المأساوية لجميع الأنباريين وما يتعرض إليه أبناء هذا الشعب ( العراقي ) كل يوم ونقول للعالم أن الديمقراطية في العراق الجديد بأي ذنب قتلت وعند الحديث عن الديمقراطية في هذه المحافظة بشكل واسع نقف في كثير من الأحيان ببعض المواقف والانطباعات الغير دقيقة , أن حديقة الأمن اليوم في ( العراق الجريح ) تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع على الجميع دون الرجوع إلى الحقبة الزمنية الماضية أملنا الوحيد وكل من يعتدي على الأمل يعتدي على الحياة ويشوه الإنسان نفسه ، وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ونقتل ونشرد ونذبح ونجتث ونقصي ونهجر ونبعد وندمر ونهدم باسم ( الدين السياسي ) فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم المحتل
( الإيراني – الأمريكي ) ومن يساعده وتحمي موقفه .. في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد ( العراق ) وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية , واليوم الحضارة ( العراقية ) أمام امتحان صعب يجب على السياسيين السير في الخطوات التالية التضامن بين أفراد الشعب ( العراقي ) ليكونوا يداً واحدة تضرب بقوة بدل أن نضرب بعضنا بعضا , هذا هو الواقع الناجز الذي يدمر الأعداء التضامن بين المثقفين من العلماء والمفكرين والسياسيين بعيداً كل البعد عن المحاصصة الحزبية , أذا ما اكتملت هذه العوامل وتلاحم الكل لأجل الكل , فأننا سوف ننعم بسلام وامن واستقرار يضمن لجميع طوائف الشعب العراقي العيش بحرية وعدالة تامة دون شرط أو قيد , ولا وصاية من احد صغير ولا كبير قدموها للشعب حتى تبقي الثقة موجودة ومتواصلة بين جميع الأطراف وكان للدور الإعلامي كلمة الفصل في هذه المناسبة وهي صاحبة الحظ الأوفر لكسب المواطن العراقي البسيط وهذا ما لاحظناه من خلال استطلاع أراء ( الشارع ا العراقي )