18 نوفمبر، 2024 12:50 ص
Search
Close this search box.

من انا … ولماذا العراق ؟

من انا … ولماذا العراق ؟

انا عراقية اسكن في الخارج “خارج العراق” وكلما حاولت ان اعطي رأيا يخص السياسة في العراق قيل لي لاتتدخلوا { أنتم في الخارج } …
ولا ادري ان كان من في الداخل اعرف مني باوضاع العراق الحالية التي ماهي الا نتاج لماض غابر خلّف كل هذه النزاعات والتناقضات التي زعزعت وضع العراق باكمله …
 انا امرأة جنوبية حاربتُ البعث عندما كانت الرجال ترتعد فرائصها منه ولم انتمي له ابدا لاخوفا ولا اضطرارا …
* اُعدم اخوتي وارتاحوا… وبقيتُ انا وباقي اخوتي الصغار ندفع ثمن اعدامهم من الرعب والمضايقة , حتى اضطررنا يوما الى المبيت في الشارع والكلاب السائبة تنبح علينا وكلاب صدام تبحث عنا ولا دار تؤوينا ! ,لم نفعل شيئا سوى اننا كنا اخوة لمعدوم . كنا اطفالا واتهمونا بالدعوة واننا من جماعة الشهيد الصدر في حين ان جماعة الصدر هربوا الى دول الجوار وتركوا الضحايا خلفهم تدفع ثمن احزابهم وتنظيماتهم … 
ثم يأتي قائل منهم فيقول لنا لاتتدخلوا في شأن العراق {انتم تعيشون في الخارج}؟!! …
* سُجنَ اخي سجنا مؤبدا فاستقرَّ , وكنا انا ووالدتي نحمل له الطعام شهريا من الناصرية الى السجن في بغداد , 4 ساعات من السفر المضني نجلس بعدها في حر الظهيرة تحت الشمس الحارقة نتحمل اهانات وضرب حرس السجن علهم يسمحون بايصال الطعام له , ومازلتُ احمل اثار وآلام الضرب لهذه اللحظة …ثم يقول القائل لاتتدخوا { انتم في الخارج }؟!!

* قامت الانتفاضة عام 1991 في مدينتنا وكنت اجمع العتاد من بيوت المعارف لازوده لاخوتي ومن معهم واساهم في معالجة الجرحى في دارنا وانا احمل السلاح حماية لهم , ثم بعد فشل الانتفاضة اعلن البعث عن جائزة 2000 دولار (ثمينه في زمانها) لمن يسلمه اسم حاملة السلاح هذه كي تُعدَم “مجردة من الثياب” في ساحة المدينة , لاني كنت الوحيدة التي تحمل سلاحا في مدينتنا … فاضطررت للهرب الى بغداد , ثم خرجت من العراق … ثم يقول القائل { انتم في الخارج }؟!!

*خرجت من العراق ولم اتركه وكنت اجوّع نفسي واولادي كي ارسل مبلغا من المال اعين به مَن في الداخل ايام الحصار الرهيب والمجاعة .
اكثر من عشر سنين , لم اجمع لنفسي ولم اشتر بيتا لاولادي , وكل مانملكه نقتسمه مع اهل العراق …ثم يقول القائل { انتم في الخارج }؟!!
* سقط النظام … صلوات … فأخذ الشهيد حقه من التكريم , واخذ السجين حقه واغدقت عليهم الدولة من الحقوق … ولم يذكرنا احد لامن الحكومة ولا من الدعوة ولا من جماعة الصدر ولا حتى ممن قسمنا خبزنا معه  … ولا نريد منهم شيئا ولن نطلب منهم عونا وهم لنفوسنا الكريمة احوج .
وبقينا ندافع عن العراق واهله وسنظل نرفع اسمه في كل مكان ونتابع اخباره اولا باول .
* هذا ماقدمته للعراق يامن في الداخل تجلسون على الكراسي وتصادرون اراءنا .  ولن اسمح لاي كان ان يقول لي { انتم في الخارج } , ولايقول هذه العبارة بعد اليوم انسان شريف اوعنده ضمير او مخلص يريد للبلد خيرا …
انا اكتسبت حق التدخل في شؤون العراق بعرق جبيني وانا بنيت هذا الحق باموالي وتعب سنيني
العراق عراقي واتدخل في اموره كيفما اشاء ومتى اشاء ومن لايعجبه يأكل الحجر كما كان يأكله ايام صدام , ذليلا مهانا …
مع الاعتذار للطيبين واصحاب الضمائر النقية

أحدث المقالات