لقد ساهم الخليجيون بسقوط نظام صدام عندما دفعوا له الاموال الطائلة لمحاربة ايران خوفا من المد الشيعي المزعوم, استمرت الحرب لثمان سنوات وقبل نهايتها اوقفوا عنه المدد, فكان الانهيار الكبير, دخول الايرانيون الى محافظة البصرة ومجاورها من مدن, وتوالت نكبات العراق واصبح ضعيفا, ساحة للصراعات الاقليمية والدولية, قدم الى ايران على طبق من ذهب, ولا يزال يعاني شعبه الفتنة والفقر والعوز والفساد المالي .
العرب والخليجيون على وجه التحديد هم من تامروا على سوريا, دفعوا الاموال الجمة لاستجلاب المرتزقة للإطاحة بالنظام القائم, وتدمير البلد وتشريد شعبه المتنوع في ثقافته ومذاهبه بعد ان كان البلد امنا مطمئنا, عشر سنوات عجاف, واليوم يحاولون التواصل مع النظام ,اي نوع من البشر هؤلاء, انهم مجرد دمى يتم تحريكها عن بعد وان استلزم الامر بالهمس ,لانهم يعرفون قيمتهم جيدا ومدى قدرتهم على البقاء ولا يستطيعون معصية ولي الامر.
يسرحون ويمرحون في لبنان صيفا وشتاء, احتل العدو عاصمته, وقفوا يتفرجون على جرائمه ودماء ابنائه تنزف, ترتكب في حقهم اقسى انواع العذاب, هب الشرفاء الوطنيون من ابنائه من مختلف المذاهب والطوائف والاعراق,قاموا بعمليات استشهادية كان لها الاثر في تقهقرالعدو,العالم الغربي كبّل الدولة اللبنانية ,لم يمدها بالسلاح لأجل تحرير اراضيها المغتصبة, وجد الجنوبيون المؤازرة والمدد المالي والعسكري مما يدعون بالفرس فانتصر هؤلاء وارغموا العدو على الانسحاب صاغرا ذليلا, السعودية استدعت رئيس حكومة لبنان الحريري واعتقلته واجبرته على الاستقالة شفع له الغرب وبالتحديد فرنسا ,اطلق سراحه لكن حكام السعودية ناصبوه العداء, سحبوا سفيرهم, اعادوه,ظلوا ينظرون الى حزب الله ومن معه بعين الاحتقار, وجدوا في تصريحات القرداحي قبل توليه وزارة الاعلام الذريعة لاستهداف البلد واذلال قادته, طالبوا باعتذاره وعندما لم يفعل طالبوا باستقالته, انه تدخل سافر في شؤون بلد يفترض انه مستقل, لكنهم لا يقوون الا على الضعفاء, اتضح فيما بعد ان استقالة القرداحي ارادوا من خلالها تحجيم دور حزب الله ومن معه في الحكومة, ربما اجاب وزير الخارجية اللبناني بشيء من الواقعية بان الحزب مكون لبناني مشارك بالحكومة ولم يستخدم سلاحه بالداخل وهو ضمن منظومة اقليمية.
اليمن كان ولا يزال الخزان البشري للعمالة في المملكة ودول الخليج, ساهموا في اسقاط نظامه ,يشهد حالة فراغ امني ما استدعى الغير على ملا الفراغ استنجد الحوثيون ومن معهم بطهران فتدخلت, كما تدخل السعوديون في الشأن اليمني واصبح البلد ساحة صراع نتج عنها مئات الاف من القتلى والجرحى والمشردين.
الخليجيون ينفذون اوامر اسيادهم لتحقيق الشرق الاوسط الجديد, الهادف اساسا لحماية امن الكيان الصهيوني ,والنتيجة ان طبعوا معه (الامارات,البحرين, قطر,) ويقيمون افضل العلاقات, هناك رحلة يوميا يقوم بها طيران الامارات للكيان المغتصب لفلسطين.
حكام الخليج يوهمون مواطنيهم بان ايران الحالية (لا يجدون غضاضة في تسميتها بالمجوس) هي العدو اللدود لهم وليست (اسرائيل), وان ايران وحلفائها تشكل قوسا ناريا (الهلال الشيعي)حول دولهم تنطلق منه الاسهم الفتاكة .
نتمنى على الخليجيين ان يحكموا عقولهم, وان الايرانيين هم اخوة لهم في العقيدة وبالإمكان اقامة علاقات متوازنة بناءة تخدم شعوب المنطقة وتفويت الفرصة على الغرب.