هل هنالك مبالغة في العنوان ام انه يعكس جزء من الحقائق المرة التي نعيشها منذ الاحتلال الى اليوم ؟! ولكي لاندخل في نقاش عقيم يكفي ان نعود الى احصاءات رسمية عن نسبة الفقر التي اطلقها البنك الدولي حيث اشار في تقريره الى ان ( معدل الفقر وفقا لخط الفقر المحدد بـ 3.2 دولار باليوم هو 17.9% فيما ترتفع النسبة باحتساب 5.2 دولاردخل باليوم الى 57.3% لكن خط الفقر الوطني تم تحديده بـ 22.5% ..) وبحسب بيانات وزارة التخطيط فان هذه النسبة ارتفعت منذ ظهور تنظيمات داعش الارهابية .. كما اعلن الجهاز المركزي للاحصاء بان نسبة البطالة في العراق بين الشباب بلغت 22.6% في حين ان صندوق النقد الدولي في ايار من عام 2018 ان معدل بطالة الشباب بلغت 40% ! فاذا اضفنا الى كل ذلك التقارير والاحصائيات التي تتحدث عن نسب الامراض وتدهور الخدمات بجميع انواعها بل انعدامها والمشاريع الوهمية وتدهور الفطاعات الاقتصادية صناعية وزراعية وتجارية وازمة السكن وغيرها ناهيك عن ما نشرته جريدة الغارديان بان مجموع ما ارسل للوزارات العراقية لاعمار العراق في الايام الاولى للاحتلال بلغ8.8 مليار دولاركلها نهبت ، لادركنا حجم الدمار والخراب الذي تعرضت له محافظات العراق طيلة سنوات هيمنة الاحزاب الاسلاموية على السلطة وما وفرته من مظلات حماية للفاسدين ..دمار مادي كبير وخراب اجتماعي بات يقلق الخيرين وهم يرون مظاهر مجتمعية شاذه صارت تغزو العوائل منها ارتفاع نسبة الطلاق وانتشار عصابات متنوعة ومنها من تمارس الاتجار بالبشر والانانية والخيانة حتى لم يعد يامن الجار جاره والعنف ضد المراة وغير ذلك.
وفي احدث صريح لوزير الاعمار والاسكان بنكين ريكاني قال صراحة بان الوزارة لم تستفد من اموال المنح سواء في مؤتمر الكويت للمانحين او سواها وان حملات اعمار الموصل بهذه الطريقة عبثية ! اما محافظة البصرة فان ارتفاع نسبة اصابة اهلها بالسرطان شهريا واستمرار حرمانهم من المياه الصالحة للشرب وتعرض هوائها للتلوث تثير اكثر من علامة استفهام بشأن جدية الحكومة الاتحادية او المحلية لوضع خطط عملية تتضمن حلولا حقيقية لازمة كارثية .. ومن يزور محافظات العراق الاخرى في الجنوب او الفرات الاوسط او الوسط لن يجدها باحسن حال من الموصل او البصرة خاصة تلك المحافظات المدمرة مثل الانبار وصلاح الدين !
وبصراحة متناهية لا نجد في الافق ما يطمئننا او يخفف من معاناتنا في المستقبل القريب وحتى البعيد باستمرار نفس العقليات التي تدير شؤون البلاد والعباد .. ونعتقد جازمين باننا لن نحصد من المسؤولين وكما عودونا غير تصريحات لاتسمن ولا تغني من جوع ..فمحافظات العراق جميعا تعاني من الاهمال بما فيها بغداد العاصمة ولم تفلح التظاهرات السلمية التي انطلقت فيها من ردع المسؤولين الفاسدين والمصيبة الاكبر ان هنالك اصوات برلمانية تعلن بان هنالك شبهات فساد تطال وزراء في الحكومة الحالية فكيف تريدوننا ان نثق بعملية اصلاح ؟!
البصرة بما تحتويه من ثروات وكونها ميناء العراق الوحيد كان يمكن ان تكون مدينة نموذجية لوتم استثمار حتى القليل من التخصيصات المالية بالسنوات السابقة بامانة وحرص بعيدا عن النهب المنظم لها كما ان سيطرة مافيات ومجاميع تابعة لجهات سياسية متنفذة هو سبب مباشر اخر اعاق نهضتها .. اما الموصل فانها ابتليت بعد تحريرها من عصابة داعش الارهابية بصراعات سياسييها وتبادل الاتهامات بينهم فبقي اهلها يعيشون ازمة تلو الاخرى أخرها ما اعلنته مصادر نيابية من انتشار الجرب بين سكانها فمن يسمع ومن يجيب ؟!.. مرة اخرى نقول العراق من الموصل الى البصرة دمار وخراب ولن تنقذه تصريحات بالاعمارمن دون وجود ارادة وايمان وقناعة بان سبب كل هذا الخراب هو وجود طبقة سياسية فاسدة ومفسدة واللهم اشهد اني قد بلغت .