18 ديسمبر، 2024 7:44 م

من المهم أن يقرر العراقيون مصيرهم بأنفسهم

من المهم أن يقرر العراقيون مصيرهم بأنفسهم

فصّلوها على اساسهم ومقاسهم وما يليق بهم وما يضمرونه ويرغبونه ” الامريكان والإيرانيين والاسرائليين والروس ” وعملائهم ومطيعيهم مثل النظام العراقي والسوري . والأسباب كثيرة نذكرمنها على سبيل المثال لا الحصر , ابرزها واهمها جمع المنتمين او الذين سينتمون الى مكان واحد بغرض سهولة تصفيتهم ” منطقة قتل مكشوفة ومعلومة وهذا مهم للمشرفين على صناعة داعش .

1 ـ اميركا قتل المجهادين والمقاتلين والمقاومين للإحتلال الاميركي الاستعماري ومن معهم .

2 ـ ايران قتل من يعارضون ويقاومون السلوك العدواني الإيراني الفارسي المجوسي المتمثل بـ ” الحركة الخمينية ” وسلوكها المجرم في ابادتها الجماعية اللاانسانية لأهل السنّة وتدمير بنيتهم التحتية والسيطرة والاستحواذ على أراضٍ ودول عربية بما تستطيعه وتقدر عليه .

3 ـ اسرائيل تعمل بشوق وجد من خلال داعش لقتل منتسبيها والمتواجدين في مكان نشاطها وعملها من مدنين مسالمين وتخريب وتدمير بنيتهم التحتية , وقد خُرّبت بالكامل كبشر وكوطن .

4 ـ روسيا تود هذا بشغف حتى تقتل من مسلمي الشيشان من يقوم بممارسة ذلك لأنه

يشكل لوروسيا مقاوم مجهول غير معلوم .

وهناك اهداف اخرى كثيرة منها استخدام داعش كشماعة للجميع وخاصة النظام العراقي , لتعليق كل اخفاقاته وفشله في تأدية مهامه وواجباته تجاه الشعب العراقي . وكذلك استخدام داعش كفزّاعة لمن يريدون الاعتداء عليه كورقة للسلب والنهب والاستفزاز للدول والشعوب . المهم الذي تجدر الاشارة اليه في هذا الجانب وكما ذكرنا في مقالاتنا السابقة أن ” داعش سلاح ذو حدين ” الحد الاول الذي يستخدمونه من خلال اهداف صناعتهم لها كقيادة تدار من قِبَلهم بدون علم القواعد ولا يمكن التعتيم على ذلك لفترة طويلة نتيجة عدم استقرار السياقات المفروضة والمعمول بها . الحد الثاني الذي يشكل قمة الخطر على الدول الاستعمارية التي تحاول جاهدة منذ ان خلق الله الصراع بين المسلمين واعدائهم ومن يضمر العداوة لهم . هي ” الخصلة الجهادية ” وهذه مصيبتهم , والتي تشكل سمة مقدسة اساسية وجوهرية في الامة الاسلامية وهذا ما يقلق المعتدين, لقد عجزوا ويعجزون عن تغيير هذه الصفة ” الجهاد في سبيل الله ” التي يبغيها المسلم مرضاة لله في الدفاع من خلالها عن نفسه وعن دينه وبقية المسلمين . يحاولون الاعداء تشويهها والغائها ومسحها من دين الاسلام فلم ولن يستطيعوا . استطاعوا في احيان ولفترات زمنية محدودة ومختصرة استخدامها لتغيير منهجها وهدفها وسرعان ما تنتهي بالفشل والرفض من قبل عقلاء القوم المسلمين وتعريتها وكشف زور من يستغلها .

حسم موضوع داعش وتواجدها في الموصل مخطط لها ومقرر قبيل اجراء الانتخابات العراقية لأستخدامه كورقة انتخابية بأعتباره منجزاً مهماً من منجزات النظام والحكومة العراقية الموالين لإيران , يرافقها تصريحات المالكي ” نائب رئيس الجمهورية الحالي رئيس وزراء العراق سابقاً لدورتين انتخابيتين وقد تم خلعه في المرة الثالثة ” تصريحاته المتكررة حول موضوع الانتخابات وبعض المشاركين بالعملية السياسية لأعادة تواجدهم فيها . العالم كله ونحن نسأل وماذا بعد داعش ومن المؤكد انها من افرازات احتلال العراق من قِبل اميركا وايران و 33 دولة من دول العالم احتلال فاسد غاشم لصوص كشفت الايام كذبه وزوره واجرامه . المهم ما هو الطريق السليم والصحيح للتعامل مع مرحلة ما بعد داعش , عليهم الحالة الاصعب من سلبيات وكوارث وهذا الموضوع غاية في الخطورة , لكنه مطلوب وبشدة خدمة لجميع الاطراف الحاكمة والمعارضة المحكومة وبدونه ستزداد الامور سوئاً ويعرّي ويفضح كل الاطراف بشكل اكثر مما هم عليه , الجهات المحتلة ومن يسير بأمرتها وهواها وسيزيد ويفضح عزلتهم وشعاراتهم الكاذبة التي ضللوا بها العالم . اميركا فقدت البقية الباقية من شرفها المفقود منذ زمن بعيد ومصداقيتها عند احتلالها للعراق وايران سقطت في وحل مزاعمها الكاذبة الى الحضيض ومن يشاركون بالعملية الساسية في العراق من كل الاطراف غارقين في وحل خيانتهم ومصالحهم الشخصية , والكل المحتلين وعملائهم في مأزق شديد مهين ما بعده مأزق . عليهم تصليح ما خربوه واعادة النظر فيما فعلوه وتسببوا به من كوارث ومآسي عليهم العمل وبسرعة على إعادة بناء الدولة، وفق شروط واضحة وملزمة: قبل كل شيء محاربة الفساد، التوصل إلى حلول وسطية مع القوى السياسية كافة، ثم إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، وزيادة شفافية المشتريات العامة وتوزيع المشروعات الحكومية، ومراعاة حقوق الإنسان والاستعداد لتسوية النزاعات كافة عبر الحوار. ان بعض التقديرات تشير إلى أن العراق يحتاج إلى 60 مليار دولار لإعادة تعمير المناطق التي حررت”.والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: من أين يمكن الإتيان بهذا المبلغ وأسعار النفط، الذي يشكل المصدر الرئيس لدخل العراق، في هبوط مستمروالخزينة خاوية عملياً. وتجدر الاشارة الى ان العراق بعد 2003 تكوّنت العلاقات فيه على اسس عشائرية وقبلية ودينية وعرقية ومبدأ الولاء حيث تلعب المحسوبية والانتساب الدور الرئيس في حماية كل عراقي وبقائه والسبب ضعف مؤسسات الدولة ضعيفة وغير فعالة .
والمهم أن تكسب الدولة ثقة غالبية شرائح المجتمع العراقي ودعمها . *1. ان الحديث هنا يدور عن العرب السنّة، الذين يشعرون بأنهم مهمشون في النظام السياسي القائم حاليا في العراق، ولا سيما أن عدم دعم هذا القسم من السكان كان أحد أسباب نجاح “داعش” عام 2014، عندما سيطر التنظيم على مساحات شاسعة في العراق من دون مقاومة تذكر. لذلك، فمن دون دمج العرب السنة في بنى الدولة وزيادة تمثيلهم في مؤسساتها والجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، لن يكون ممكنا إحلال السلام بين الطوائف العراقية وضمان الأمن والاستقرار داخل البلاد.كما أن مستقبل العراق يعتمد إلى حد كبير على نتيجة الحوار بين مختلف القوى السياسية في كوردستان، وكذلك على خفض التوتر حول كركوك بين الإقليم وبغداد. أما الآن، فليس هناك موقف موحد بين القوى الكوردية نفسها . ومن المهم أيضا أن يقرر العراقيون مصيرهم بأنفسهم، وأن يتعلموا الاستماع بعضهم إلى بعض، وتقديم التنازلات المتبادلة. كما يجب على الدول الأخرى التوقف عن التعامل مع العراق كساحة للذود عن مصالحها الخاصة والتدخل في شؤونه الداخلية. وهذا الأمر يشمل الولايات المتحدة وإيران وتركيا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية وحتى حزب العمال الكوردستاني.

إلى ذلك، إن إحدى مهمات المجتمع الدولي هي تهيئة ظروف ملائمة للحوار الداخلي وليس لدعم هذا الطرف أو ذاك، واستخدامه ضد الأطراف الأخرى من أجل التوصل إلى أهدافهم الخاصة؛ لأنه ليس للعراق بديل آخر. *1 ـ صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية .. عبد القادر ابو عيسى : كاتب ومحلل سياسي حر مستقل .