سؤال فيه كثير من الجزئيات الهامة والمهمة ولايمكن الاجابة عليه الا بقراءة واعية متجردة من العاطفة والانحياز والانجرار وراء من يصفقون لدمار العراق ,كنت قد بدات مقالا اسبوعيا اكتب فيه الاوضاع العامة في العراق بحسب وجهة نظري المتواضعة وهو يقرا بشكل تقريبي مايريده كل مواطن مخلص يحب وطنه بعيدا عن الانتماءات والولاءات واليوم استمر معكم احبتي لنناقش الاحداث ومن هو المستفيد منها بشكل مباشر وغير مباشر .
العراق بكل مافيه من ثروات بشرية واقتصادية ومساحة واسعة وموقع فريد ليس مثله في العالم اجمع فهو في قلب العالم القديم والجديد هو هدف لكل الطامعين للاستيلاء على مال ومقدرات الغير وجعله له دون وجه حق لذا تكالبت عليه الدهور والظروف لاسقاطه وايقاعه في شرك الضعف والتهرء وكسب المغانم الكبيرة منه باي شكل كان ,ولو تمعنا في النظر بدقة وقليلا لراينا كل الخيوط متشابكة وكلها تؤدي الى هدف واحد وهو التماسك لانهاء العراق ومع غياب كل ما من شانه ايقاف هذا الامر ازداد حجم التامر على البلد بل ووصل الى مرحلة تقول ان من يريد الاخلاص للعراق هو خارج عن القانون ويجب محاسبته بل وجعله عبرة لغيره لذلك ارتضى الكثير او الاغلب مع الاسف بهذا الواقع المرير وهنا بدات الاغراءات المادية والتي يسيل لها لعاب عديمي الذمة والضمير وبدؤوا بتنفيذ مايريده الغير منهم تجاه بلدهم ,وازداد الوضع صعوبة بعد ان اوشك المخططون الى تفتيت النسيج المجتمعي القوي وجعله متهرئا خيوطه لاتلتقي ابدا وقسموه بحسب الدين والمذهب والعقيدة والعرق والقومية والحزب وكل مفردات التكتل المقيتة وهذا كله يجري ولايتحرك لايقافه الا قلة قليلة تؤمن بالعراق كوطن بلا تبعية ولاذل وهي ايضا تحارب من ادوات المخطط العالمي وبالمناسبة كل الذين ينفذون المخطط اعلاه سيء الصين لن ينالوا مايتمنونه من الجهة العليا لانها ببساطة تؤمن بان الذي يخون وطنه لايستحق العيش والحياة بعد تنفيذ دوره الملقى عليه لذا هنا الخسارة تشمل الجميع اي ان الجميع خاسرون من ابناء الداخل .
عندما تداخلت الاوراق واختلطت كلها بظهور اذناب النظام البعثي الفاشي في بداية التغيير ومحاولتهم جر البلد الى حرب اهلية طاحنة بحجة الثقافة التي زرعها النظام السابق في نفوس الشعب وهي كرههم لايران وامريكا وبعد ان فشلوا ظهرت القاعدة بكل عنفوانها وحاولت تحقيق الهدف ذاته وفشلت وهنا اضطر اللاعب الكبير النزول الى الملعب بنفسه فاختار اسما غير سابقه وتكنى بداعش باعتبار انها دولة العراق والشام الاسلامية وتبعه المرجفون الخونة وادوا ادوارهم بكل حرفية ودقة وحرقوا الاخضر واليابس وعبثوا بمدن العراق الواحدة تلو الاخرى واصبحوا على قناعة بان كل شيء انتهى وستعود الامور الى نصابها ويذهب من يريد بناء العراق وعزته الى الجحيم ولولا تصدي المؤسسة الدينية الشريفة لهذا المخطط لتحقق لهم كل شيء وهنا فشلوا بفضل تضحيات ابناء العراق الغيارى ولقنوا كل مفكري ومخططي التدمير درسا لم ولن يفيقوا منه لحد الان لذا لجاوا الى خلط الحابل بالنابل وارادوا فتنة داخلية لاتبقي على شيء ويجردوا الدولة من دعمها الشعبي فابتكروا وسيلة الاحتجاجات على سوء الخدمات والوضع الماساوي والذي كانوا هم السبب الرئيس فيه بسبب انفاق موارد الدولة على السلاح والقتال طبعا مع فساد ذمم اغلب السياسيين الذين وجدوا ملا سائبا فاستغلوه لمصالحهم الشخصية بلا تفكير بمصلحة الشعب الكبرى في العيش الرغيد والبناء والتقدم ,وتزايد الدم المسفوك من القوات الامنية وابناء الشعب المغلوب على امرهم وتطور الصراع واصبح سياسيا استغله الذين خططوا للوضع لمصلحتهم فدفعوا الكثير من الاموال لادامة الفوضى والخراب واسقاط الحكومة التي هي ايضا فاشلة ولم تقدم شيئا لشعبها واستمر الحال الى ان انكشفت الاوراق وبان الزيف وظهرت الصورة كما هي جلية لاتحتاج الى تدقيق وتفكير عندها بدات الادوات المغرضة بشل حركة الانماء والتطور بافتعال ازمات كثيرة داخلية وخارجية فاحتلال تركيا لاجزاء من الشمال ودخول دول الخليج في المسارات الامنية والسياسية وقيام امريكا بمنع العراق من استيراد التكنولوجيا والسلاح من غيرها ,ولاتزال الماكنة الاعلامية تعمل لضياع حقيقة الامر من الناس واستمرار عيشهم في وهم مايريده ابناء الغرف المظلمة .
هنا التساؤل يفرض نفسه مرة اخرى من المستفيد من الفوضى والخراب الذي يمر به العراق الان ؟
الاجابة اصبحت واضحة لكم وهي ان لامستفيد من ابناء الداخل العراقي من الذي يحدث وحتى الذين تامروا على بلدهم سيكونون اول الذين تتم تصفيتهم ان لاسامح الله تغير وضع العراق ورهن بيد من هم اعداء البلد وبما انه لايوجد مستفيد فما الضير ان نتنازل عن كبرياءنا ونذوب ذاتنا مع الاخرين حبا بالوطن وكرامة له لنستطيع الدفاع عنه بوجه هذه الهجمات الشرسة المستمرة والمتغيرة الخطط والاساليب بحسب مراحلها ونعيش سوية في وطن تملؤه المحبة والسلام ونقول عن الذي مضى وضحاياه بشريا واقتصاديا انه درس تعلمناه ولايمكن لنا ان نقع في وحل المؤمرات مستقبلا هذه دعوة لعقلاء القوم ليفقهوا القول والله من وراء القصد .